الشيطان كثير المواهب
إنه كثير القدرات إلى حد بعيد. يعرف أشياء كثيرة ويتقنها.
فالمواهب التي منحت له وهو ملاك، لم يسحبها الله منه...
معرفته واسعة جدًا في كل مجال. حتى آيات الكتاب المقدس، يعرفها جيدًا ويحارب بها، وكأنه من اللاهوتيين. وفي التجربة على الجبل، استخدام الكتاب المقدس بطريقته الخاصة (متى 4: 6). بل إنه هو صاحب جميع البدع والهرطقات، وهو الذي وضع أفكارها في أذهان الهراطقة، وقدم لهم مفاهيم خاطئة لآيات الكتاب. وصدق القديس أثناسيوس الرسولي حينما قال: إن عدونا ليس هو الأريوسيين، إنما هو الشيطان. والشيطان يعرف الشعر. بل إن كثيرًا من الشعراء يتحدثون عن شيطان الشعر، أنه ملهمهم أفكارهم... لذلك ليس غريبًا إن قال أحد علماء الأرواح، إنه استحضر روح شاعر مشهور وسمع منه قصيدة بنفس أسلوبه... ليس غريبًا أن يكون الشيطان قد تدخل وأملى الوسيط شعرًا بنفس الأسلوب!
الشيطان يعرف الموسيقى والفن والنحت والرسم والأغاني.
ويمكنه أن يلهم المشغلين بالملاهي كل ما يحتاجونه في فنونهم لإغراء الناس وإسقاطهم، أو إبعادهم بها عن عملهم الروحي. والشيطان من علماء النفس البارزين، بل هو في مقدمتهم جميعًا، بسبب خبرته العملية. وهذه الخبرة تساعده في حروبه. كما أن حروبه أيضًا تزيد من خبرته ومن عمله. وكما أنه من علماء النفس، هو أيضًا من علماء الأرواح، لأنه روح، يعرف ما للروح أكثر مما يعرف البشر.
غير أن الشيطان يسير وفق أعراضه.
فالعلم الخالص شيء، واستخدام هذا العلم لتحقيق غرض هو شيء آخر. وغرض الشيطان معروف وهو مقاومة الله وملكوته. لذلك هو يستخدم كل معارفه لتحقيق هذا الهدف الشيطاني.