رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من فوائد التذكر التذكر يساعدنا لكي لا نخطئ. وهكذا فعل الرب مع آدم وحواء ونسلهما. كان الموت هو أجرة الخطية. وهذا الموت تخلصنا منه بالكفارة والفداء. وعلى الرغم من تمام الفداء وكفايته، وضع الله عقوبة لآدم أنه بعرق جبينه يأكل خبزه وعقوبة لحواء أنها بالوجع تحبل وتلد أولادًا (تك3: 19، 16). استبقى الله هذه العقوبة بعد الفداء، لكي نتذكر، فنتضع ونتوب. ويمكن لمحبة الله إن تغفر كل شيء، ولكن العقوبة لازمة لنا، حتى لا ننسي أن الخطية خاطئة جدًا، وحتى لا ننسي الدينونة أيضًا. لذلك لا يليق بنا أن نتذمر بسبب العقوبة. إنما نستفيد منها روحيًا. كما أن تذكرنا لخطايانا يفيدنا أيضًا.. وهكذا قال داود النبي: "خطيتي أمامي في كل حين" (مز50). نتذكر خطايانا، لكي نندم عليها، ولكي ننسحق بسببها، ولا نرتفع مهما وصلنا إلى مستوي وحي بعد التوبة.. وهكذا فإن القديس بولس الرسول حتى بعد أن صعد إلى السماء الثالثة لم ينس إنه اضطهد الكنيسة فقال: "أنا الذي لست أهلًا لأن أدعي رسولًا لأني اضطهدت كنيسة الله" (1كو15: 9). ولماذا أيضًا لا ننسي خطايانا؟ لا ننساها، لكي نشفق على الساقطين (عب13: 3). وأيضًا لكي نحترس فلا نقع في الخطية مرة أخري... كذلك نذكرها لكي يفغرها لنا الله. وفي ذلك قال القديس أنطونيوس الكبير: [إن نسينا خطايانا، يذكرها لنا الله. وإن ذكرنا خطايانا، ينساها لنا الله]. لا تقل إذن: مادام الله قد غفر لي خطاياي، فلأنسها، إنها مُحِيَت!! إنك لست أفضل من داود النبي، ولست أفضل من بولس الرسول. وكل منهما ذكر خطاياه بعد مغفرتها له. وكما لا تنسي خطاياك، لا تنس إحسانات الله إليك. لأن نسيانك إحسانات الله، يفقدك فضيلة الشكر، ويقلل محبتك لله. وهذان الأمران لهما خطورة كبيرة على حياتك الروحية.. أمر الرب الشعب أن يقيموا تذكارًا لكي ينسوا عبور الأردن (يش4: 9) وعبور البحر الأحمر لا ننساه في التسبحة، والمن وضع تذكاره في تابوت العهد وكذلك عصا هارون التي أفرخت. أذكر إحسانات الله، وأذكر معها وعودك لله ونذورك، فهذا نافع لروحياتك. أذكر كل ما وعدت الرب به في ضيقاتك، وفي خطاياك التي سترها.. واذكر ما وعدت الله به في كل اعتراف وتناول، واخجل من موقفك بعد كل ذلك. إن القديسين لم ينسوا مطلقًا كل ما فعله الرب معهم من إحسانات. إذا وضعت محبة ربنا أمامك... تشتعل محبته في قلبك... الكنيسة وضعت لنا صلاة الشكر في مقدمة كل صلاة، لكي لا ننسي إحسانات الله. أضف إليها في ذاكرتك تفاصيل من عندك. وهكذا تحب الله، وتخجل من محبته لك، فلا تخطئ. كذلك لا تنسي وعود الله وعنايته، حتى لا تقع في الخوف أو في القلق. كلما تحيط بك ضيقة. تذكر أبوة الله لك، وحفظه ورعايته، وقوله: "لا أهملك ولا أتركك – لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك" (يش1: 5)" أنا معك لا يقع ب أحد ليؤذيك" (أع18: 9). " يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمينك ربوات. وأما أنت فلا يتقربون إليك" (مز91: 7). إن الذي يخاف ويقلق. هو بلا شك إنسان ينسي محبة الله ووعوده. وحتى إن نسي، عليه إن يقول للرب كما قال داود النبي: "أذكر لي يا رب كلامك الذي جعلتني عليه أتكل. هذا الذي عزاني في مذلتي" (مز119). هذا كله يحيمك أيضًا من حروب الشك وقت التجربة. لذلك أحفظ الآيات التي تمنحك الرجاء والثقة في عمل الله من أجلك، وتمنحك أيضًا عمقًا في الإيمان. ضعها في ذهنك باستمرار. ورددها كثيرًا لكي لا تنساها، ولكي تطمئن وتفرح بالرب. هناك أمر هام آخر يجب ألا ننساه مطلقًا وهو: أن تذكر غربتك على الأرض. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التذكر والنسيان |
أن التذكر في أسمكِ يا مريم يعزي المحزونين |
التذكر بانني سأموت قريبا |
«غلق العينين» يساعدك على التذكر |
دراسة تكشف القدرة على التذكر والنسيان |