رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظة لنيافة انبا ميخائيل مطران اسيوط بعنوان الميلاد العجيب و رحلة لمذود بيت لحم الثلاثاء 21 يناير 2014 القيت بفمه الطاهر بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل عشية عيد الميلاد المجيد بتاريخ 7/ 1/ 1990 * مجداً و اكراماً اكراماً و مجداً للثالوث القدوس الاب و الابن و الروح القدس إله واحد امين * تعيش الكنيسة فى هذه الليلة المباركة عيد الميلاد المجيد و لكى نستعيد بعض صور هذا الحدث الفريد علينا ان نتجه إلى بيت لحم المتاخمه لمدينة اورشليم عاصمة فلسطين و هناك فى المغارة المشهورة مغارة بيت لحم و التى كانت تضم بعض الماشية و الاغنام هناك نرى عجباً طفلاً مولود صغيراً على حشائش داخل المزود تحيطه امه العذراء مريم البتول بعطفها و حنانها و بجانبها يقف يوسف النجار الرجل البار ثم يفد إلى المغارة بعض رعاة الاغنام الذين كانوا يرعون اغنامهم بجانب قرية بيت لحم و نسأل كل هؤلاء عن موقفه و دوره الذى يمثله فى هذه القصة العجيبة الخالدة . * أولاً : إذا تطلعنا إلى الطفل الصغير لوقفنا امامه مكتوفين و عجزنا عن سؤاله لا لأنه طفل و لكن لبهاءه و للقوه المنبعثه منه رغم طفولته نرى انفسنا امام امر غير عادى إذن لنجرؤ و نتحدث مع مريم العذراء لتقول لنا انها قد تلفت البشارة من السماء على لسان جبرائيل الملاك بميلاد الطفل يسوع المضجع امامهم فى المزود و قد قال لها الملاك ( سلام لك ايتها الممتلئة نعمة الرب معك مباركه انت فى النساء مريم) تضطرب فيطمأنها الملاك قائلا لا تخافى يا مريم فها انت تجبلين و تلدين ابنا و تسمينه يسوع مريم تتعجب و تفكر انها غير متزوجة كيف يكون لها هذا و لقد عزمت فى قلبها ان تعيش نذيرة للرب يفسر الملاك قوله و بشارته بقوله " الروح القدس يحل عليك و قوة العلى تظللك لذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله " * رساله واضحة البشرية كلها كانت تنتظر من قبل مجئ المسيح هذا المجئ المبارك اذن وقعت القرعة على مريم العذراء لتكون اماً يتخذ منها الاله جسداً يملأه بلاهوته لكى يتحد به اتحاداً كاملاً و يظهر للبشرية بهذا الجسد لكى لا ترتعب منه فتطمئن اليه و تقترب منه مريم العذراء حينما قبلت منه هذه البشارة , و قالت ها أنذا أمة الرب " عبدة الرب " ليكن لى كقولك ( عجيب ) ام الاله تتضع و تقول " انا عبدة " بينما البشر لو كان فى مركز ما ( مركز مرموق ) يحب كثيراً ان يمدحه الكل و يشار إليه بالبنان اما ابناؤه فيفتخرون ايضاً انهم ابناء لذلك العظيم هنا نأخذ الدرس الخالد فى الاتضاع من مريم العذراء . * نسأل يوسف و ما الذى جاء بك إلى ههنا يقول ان مريم لما كانت نذيرة للرب و هى فى الهيكل و جاء الميعاد لكى تفارقه كان لابد و هى يتيمه الابوين ان تكون فى رعاية رجل ما .. ففكروا من يكون ذلك الرجل الذى يؤتمن على مريم العذراء جاءوا بكثيرين و ارادا الاختيار من بينهم فاخذوا عصيهم و طلبوا من الله اشاره واضحة لمن تكون مريم ؟ و هنا تحذث اعجوبة غير عادية افرخت العصا و ازهرت ( عصا يوسف ) فعلموا يقيناً ان الله يريد يوسف ان يكون بمثابة خطيب لمريم و هكذا كانت فى رعايته و ظلت مريم عذراء إذن من قبل و من بعد إلى مدى الدهور هى عذراء الاجيال * و المشهد ايضاً فيه ( رعاه ) هل نسألهم لماذا جئتم ؟ و كيف علمتم بالنبأ يقولون و نحن فى ظلمة الليل نرعى الاغنام و الحملان و التى تقدم ذبائح الهيكل رأينا مشهد غير عادى نور ابرق حولنا و ملاك ظهر اعلاناً بادرنا قائلا ( لا تخافوا ) مطمئناً لهم ها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب انه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب ثم ظهرت جوقه من الملائكة ترنم على قيثارات نشيداً لم تسمعه البشرية من قبل و لكنها ظلت تردده من بعد .... و نردده ايضاً نحن دائما و نرفع اصواتنا به مهللين المجد لله فى الاعالى و على الارض السلام و بالناس المسرة هذا النشيد الذى نعتز به و نفرح دائما لسماعه لم يذكر لغير المسيح ربنا و الهنا الذى ظهر بالجسد فى تلك الليلة المجد لله حقاً نمجد اسمك يا الهنا فلقد تواضعت و تنازلت إلى عالمنا لكى ترفع حبلتنا الساقطة و تقيمنا من سقطتنا و ترفع عنا اثقالنا * مجداً و شكراً لالهنا الإله العظيم يتنازل و يولد فى احقر الامكنه شلأناً " هنالك مع الحيوان " دوماً ما لا يأنس من الوجود ( ولا اقل انسان ) يسوع يقول لنا تعلموا منى لانى وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم .. فى التواضع و الوداعه راحه و سعاده * ملوك الارض يتفاخرون مع اننا رأيناهم كاوراق الخريف يتساقطون انهارت عروشهم و سقطت عن رؤسهم فى جامع بل ايضا تدحرجت رؤسهم و نقول ايضا تمزقت اجسادهم و صارت اشلاء " كم من ملوك قديماً و حديثاً " رأينا رؤساء " لهم كل الامكانات التى تضمن لهم السعادة فى الدنيا و سلطه و قوة تحيط بهم جيوش مدججه باسلحه و لكن بينما هم يقولون سلام و اطمئنان فاجأهم الموت بغته ... من ذا الذى يستطيع ان يضمن مركزه او حياته او سلطانه فى هذا العالم الزائل ؟ فكم و كم اولئك الذين ملأتهم الكبرياء و الذين ظنوا ان ذواتهم خالده * هيرودس مد يديه لكى يضطهد اناساً من المسيحين فى الكنيسة قتل يعقوب ثم قبض على بطرس و ذج به فى السجن و لكن الله بعث ملاكه و اخرجه سالماً و اغتاظ هيرودس و قتل الحراس ظناً منه انه قد اهملوا فى حراسته . ثم جاء اليه شعب من صور و صيدا يتزمرون و يلتمسون عطفه و مساعدته و يلتمسون منه ان يرفع عنهم الظلم الذى احاط بهم و يتعطف عليهم هيرودس لكى يحدثهم .. لبس حله ملوكيه و تربع فوق عرشه و حدثهم بكبرياء و غطرسه و اولئك القوم المساكين يقولون خوفاً" منه و تطيباً لخاطره" هذا صوت إله لا انسان يقبل هيرودس المديح و ينتفخ اوداجه و لكن الله الذى لا يسمح بكرامته ان يأخذها اخر " كرامتى لا اعطيها لغيرى ) بعث ملاكاً فضرب هيرودس لانه لم يعطى المجد لله و فى الحال تغلغل الدود فى جسده و صار ينهش فى لحمه و عظامه حتى مات و لقد صار عبره لمن يعتبر ( جسد فى شكله و فى مظهره انتن و صاحبه لا يزل يعيش لكنه انتن قبل ان يموت ) فيا للعبره يا للعبر اولئك الذين يريدون المديح من الناس و المتكأت الاولى الذين يريدون الكرامه لانفسهم هؤلاء لابد ان يسقطوا ... بالحقيقة مجدا لالهنا * و بعد اذن جاء من بلاد بعيده جماعه المجوس هم من هناك توارثوا عن اجدادهم ان البشرية لابد ان يجئ اليها المخلص لانها قد وصلت إلى حالة سيئة و لابد من انتشالها و هم فى قرارة انفسهم كانوا يؤمنون انها لابد ان تأتى النجدة من السماء ظلوا يترقبون و هنالك عند المزود هناك امام المسيح نراهم خشاع ساجدون و خاضعين لنسألهم لماذا و كيف جئتم يقولون : لقد رأينا نجما اشد لمعان فى المشرق فقلنا لابد و ان المخلص المنتظر هذا هو نجمة و لابد انه قد ظهر " هلم لنذهب إليه و النجم كان يسير امامنا و نحن خلقه وصلوا إلى اورشيليم العاصمة سألوا و علموا انه يولد فى بيت لحم و لقد قال لنا هيرودس اذهبوا و متى رأيتموه تعالوا و اخبرونى و لكننا الان و بعد ان رأينا باعيننا هذا المجد و هذا الطفل الملكى لن نسمح لانفسنا ان نرى وجه هيرودس الطاغية الحاقد مره اخرى و المجوس لما جاءوا احضروا معهم هديا رمزية قدموا ذهباً رمزاً لولاءهم للملك المولود قدموا لبانا بخوراً إذ احسوا بانه إلهاً و معبوداً قدموا مراً المر ماده طبيه لانهم رأوا فيه الطبيب الشافى فعبروا عن ايمانهم بذلك او لنقل لقد احسوا بوحى داخلى ان الوليد سوف يتالم نيابة عن البشرية ليخلصها من كل خطية قدموا هداياهم و انصرفوا سعداء إلى بلادهم * إلهنا الذى نحبه و نؤمن به .. رأينا كيف جاء الرعاه يقدمون حملانهم و خضوعهم , و المجوس ايضاً قد جاءوا و سجدوا عند قدميه و قدموا هداياهم رمز ولائهم و كما بدأنا اننا فى رحلة نحو المذود و ها نحن لازلنا هناك فى الصورة لنسأل انفسنا " ولأسأل انا ايضاً نفسى " ماذا انا قدمت لملكى و الهى و فادي .. كثيرا ما اقامنى من سقطاتى فكم و كم قدمت من الشكر له ؟ و كم من المرات رغم توبتى عدت و نكست بعهدى ؟ كم من المرات رحمنى و اشفق على و انا فى جحودى و فى توانى و فى عدم اكتراثى ؟ كم و كم من المرات قد انقذنى و لكننى ( ربما اقول ) اننى لازلت فى تكاسلى و كسلى .. إذا كان المسيح فى عطفه يشفق على ضعفى و لكننى اطلب منه ان يساعدنى فلا استهين حتى النهاية * انها الان ساعه لنستيقظ ان الرب يسوع الذى جاء إلينا فى وداعته و فى رقته لكى يكون قريب منى و منك لكى يشجعنى فى مسيرتى نحو الابدية و التى احس فى اعماقى ان الايام كلها قد قاربت على النهاية احداث الكون و ما تنشره وسائل الاعلام و ما يقوله كتابى المقدس اولا و اخيراً ان العلامات بدأت تضح جالياً كل هذا يدفعنى ان حباً و ان قصراً على ان اخضع و اطيع و اسمع صوت الرب الذى ينادينى " تعالوا إلى .. * إن كنت فى تعبى فهو مستعد ان يرفع عنى نيرى .. ان كنت فى شقاوتى فهو قادر ان يسعدنى .. ان كنت فى تعاستى فهو قادر ان يبعدنى عن كل بؤس و كل تعاسه و ليس باحد غيره الخلاص فنأتى إذن إليه و نستمع اليه فوحده القادر ان يرحمنا و ينجينا . * ليبارككم و يحفظكم غير عاثرين إلى مجيئه الابدى لان له المجد الأن و كل اوان و إلى الابد امين ... |
|