رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كشفها سامح عيدفي دراسة له.. خريطة الإخوان الإرهابيين في محافظات مصر كشفت المظاهرات الأخيرة لجماعة الإخوان المسلمين بما لايدع مجالا للشك عن عدة مناطق استطاعوا الاستحواذ عليها ومنها تنطلق فعالياتهم التي أصبحت ضيف شبه دائم علينا خصوصا في تلك الأحياء الفقيرة بالقاهرة والمحافظات الأخري.. من هذا المنطلق يبني الباحث في الشئون الإسلامية سامح عيد دراسته التي اختار لها عنوان «الإخوان المسلمين: الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وتأثيرها علي الجماعة» والتي يشير فيها إلي أهم الأحياء التي تسيطر عليها الجماعة وذلك منذ نشأتها وحتي الآن مشيرا في دراسته إلي أن إعلان جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية قد لا يكون مجديا مع كل أعضاء الجماعة التي قد ينطوي عدد كبير منهم علي نفسه بينما سيحاول البعض منهم الاندماج من جديد في المجتمع إما نفاقا أو اعتقادا بأنهم أخطأوا، وفي المقابل سيفضل القليل منهم الاستمرار في العمل السري وهم من يجب التعامل معهم أمنيا. وأوضح "عيد" في دراسته أنه منذ تأسيس الجماعة عام 1928 علي يد حسن البنا الذي كان مازال شاباً صغيراً في الـ22 من عمره عاما، كان في الدولة عدد مهم من الأحزاب مثل الوفد والأحرار الدستوريين والحزب الوطني، وكان هناك رجال الأعمال وأصحاب الأراضي الشاسعة، فمن كان يريد منهم ممارسة العمل السياسي، فكان يمارسه عن طريق هذه الأحزاب، وكان لشيوخ الأزهر دور مهم وبارز أيضاً لدي هؤلاء الكبراء والأعيان، حتي شباب الجماعات، كانوا يتابعون الحركة الثقافية والسياسية ويقرأون للعقاد وطه حسن، ومحمد حسين هيكل وغيرهم، وكانوا أكثر انفتاحاً علي الثقافة الغربية، فبدأ حسن البنا مع الفقراء والبسطاء والحرفيين، وكان يخشي المثقفين والأعيان أيضاً، وعندما سطع نجمه، بدأ يستوعب بعض الأغنياء علي حذر فكان يجذبهم للمحيط العام للجماعة دون المحيط الخاص، وكان ينفتح عليهم بشكل شخصي، دون أن يعلمه بما يحدث داخل المحيط الخاص، إلا القليل منهم، الذي يشعر أنه وقع تحت تأثير كاريزميته الخاصة مثل عمر التلمساني فقد كان من الأعيان في هذا الوقت وحدثت أزمة 1948 وبعدها أزمة 1954، وكذلك 1965، وجاء عصر السادات ليفتح المجال مرة أخري للتيارات الإسلامية، لترويض قوي اليسار والشيوعيين والناصريين ومحاصرتهم بهذا المارد الصاعد، ومع عصر الانفتاح، كانت معظم أفراد الجماعة من الطبقة الفقيرة والطبقة المتوسطة، ولكن مع الصعود المالي والاجتماعي لهذه الطبقة، كانت الجماعة الأوفر حظاً لهذا الصعود لطبيعة التكافل الاقتصادي والاجتماعي لها، وكذلك البعد السياسي حيث استوعبتهم السعودية وفتحت لهم أبوابها بسبب اعتبارات سياسية، وانتقاماً من عبدالناصر ولظنهم في هذا الوقت أن وجود الإخوان بشكل سياسي، هو عامل مساعد لتماسك المملكة، بما تحويه من مظاهر تطبيق بعض الحدود، والحسبة، حتي كان مأمون الهضيبي مستشاراً للملك نايف وزير الداخلية لفترة طويلة من الزمن ومع انسحاب الدولة من الدور الاجتماعي، تمددت الجماعة في هذه المساحة، بما يسمي المجتمع الرحيم، فوفرت له فرص العمل وكذلك الزواج، والعلاج، والأمن الاجتماعي، بكل صوره من خلال مجتمع مغلق له طبيعة خاصة، يعطي ميزة خاصة للمنتمين داخل هذا الجيتو، وكان أحد العوامل لمساعدة أفراد الجماعة علي السفر، هو تحصيل الأموال للجماعة، فحيث كانت تأخذ الجماعة نسبة الـ7% من مرتبات مصر الضئيلة، سواء في القطاع الحكومي، أو شركات الدولة، أو حتي القطاع الخاص، فستتضخم هذه النسبة، مع سفرهم وحصولهم علي رواتب الخليج، أو حتي الخارج الأوروبي ومع مرور عقدين أو ثلاثة من الزمن نشأت مجموعة من رجال الأعمال الجدد، تمددوا في المحيط الاقتصادي الذي سمحت به الظروف في الثمانينيات والتسعينيات، وبدأت هذه المجموعة من رجال الأعمال، تستقطب بعض المتعاملين معهم في محيط هذه الفئة، وكذلك عن طريق النقابات، استطاعوا استقطاب مجموعات كبيرة من كبار المهنيين، وهذا علي المستوي الاقتصادي وعلي المستوي الاجتماعي والتوزيع الجغرافي، فقد بدت عدة ملحوظات مهمة، ففي العقود الثلاثة الأخيرة، حدث تريف للإخوان، بمعني زيادة الأعداد في الريف عن المدن، وكذلك تسلف الإخوان، فمع التواجد في الخليج لفترات طويلة، غلب علي الجماعة الفكر السلفي، والاهتمام بالمظهر الخارجي والتحريم للموسيقي وأمور أخري كثيرة، وتبعاً للائحة الجماعة، فقد كانت الدقهلية والشرقية هي الأكثر من حيث عدد الإخوان يليهم البحيرة حيث كانت الدقهلية والشرقية لكل منهما 10 أعضاء في مجلس الشوري، وكان للقاهرة 5 أعضاء فقط وكذلك الجيزة 5 أعضاء، بحيث كانت القاهرة في المركز الخامس مكرر بالنسبة لعدد أفراد الجماعة، رغم الكثافة البشرية بها وحيث كانت الزمالك، وكذلك مصر الجديدة هي الأقل عدداً من حيث الأفراد، كانت العمرانية هي الأكثر عدداً، ويليها مدينة نصر و6 أكتوبر، وقد كان هذا واضحاً في المظاهرات وكذلك التصويت في الانتخابات السابقة، وفسر هذا الموضوع، بأن الزمالك، كان حياً لكبار رجال الدولة في العهد الملكي وكذلك في العهد الناصري لحصول الجيل الثاني علي تعليم جيد، يؤهله لتولي مناصب هامة في الدولة الجديدة، ومصر الجديدة كانت تحوي كبار رجال الدولة في العهد الناصري، وكان لثقافة تلك الطبقتين وانتمائهم للفكر العروبي والقومي في الفترة الناصرية، كان يصعب السيطرة عليهم بفكرة السمع والطاعة، والإيمان بأفكار مغلقة تحض علي الكراهية، مع عدم التعميم، لأنه أحياناً، تكون هناك أحداث شاذة، ولكنها تكون بسبب اضطرابات عاطفية أو توترات اجتماعية، تدفع بعض الأفراد من تلك الطبقة للجنوح لهذا التطرف، أما بخصوص المجتمعات الجديدة التي نشأت في الثمانينيات والتسعينيات، فكان يغلب عليها التريف، حيث كانت تلك المجتمعات في أغلب نشأتها شباب الأقاليم الذي سافر للخليج عقدين من الزمن أو أكثر، وأراد أن يستمتع بما جمعه من أموال، بعيدا عن أعين البسطاء والحاسدين وأيضاً المتسولين، وأراد أن يوفر لأولاده تعليماً أفضل، ورفاهية غير متوافرة بالأقاليم، فقطنوا في تلك المدن الجديدة، وكان أغلب العناصر الإخوانية التي توفر لها السفر للخارج بفرص أعلي من أقرانهم فكثر الإخوان في تلك المدن، أما بالنسبة للمناطق الشعبية كالعمرانية وفيصل وحلوان وغيرها من مناطق الطبقة المتوسطة، فكان انتشار الإخوان في تلك المناطق مبنياً علي فكرة المجتمع الرحيم، حيث نجحت في إنشاء الجمعيات الطبية، وفصول التقوية، استطاعت تجنيد عدد مهم في تلك المناطق، حيث كان يغلب علي تلك المناطق الطبقة العاملة والصنايعية، فكانت الجماعة توفر دائماً فرص عمل كبيرة لهؤلاء، حيث تنصح أدبيات الإخوان بتفضيل الاعتماد علي عمال إخوان وصنايعية إخوان، وكانوا يستطيعون التسويق بشكل جيد لأعضائهم، فمجرد انتماء نجار أو كهربائي في شعبة، يتم تعميم الدعاية والتسويق له في جميع أسر الشعبة، وأيضاً الشعب المجاورة، فيتحول من منطلق أجير أو عامل بالأجرة، إلي مقاول كبير بسبب كثافة الطلب عليه، وينطبق الأمر كذلك علي المهنيين والمحامين والمدرسين، وكان لهذا الأمر هدف آخر، بحيث تتم عملية التذويب داخل الجماعة، وربطها بشبكة كبيرة من المصالح، يصعب التخلص منها بسهولة، فمن الممكن أن يكون المحامي، معظم قضاياه إن لم يكن كلها، هي ملفات لأعضاء من الإخوان، ولا تتورع الجماعة عن الطلب من أعضائها سحب ملفاتها منه إن هو تخلي عن عضويته في الجماعة، ولذلك فمن الضروري النظر إلي هذا الجسد المتضخم بشيء من التحليل، والذهاب إلي تفكيكه بطريقة علمية، وإعادة تأهيل، فليس الأمر ببساطة المعالجة الأمنية، وإعلان الجماعة جماعة إرهابية، فمن الضروري المعالجة الفكرية الممتدة علي المدي الطويل الذي يمتد إلي عدة سنوات وربما يتجاوز العقد من الزمن، من التفكيك للمنظومة الفكرية التي نشأت عليها الجماعة، وإعادة تأهيل أعضائها غير المتورطين في قضايا أو تحريض علي العنف، وتقسيم الجماعة إلي ثلاث مجموعات، الأولي وهي كبيرة ستنزوي مع أحلامها وأوهامها إلي حياتها الخاصة، والخلاص الفردي وهو التدين الفردي البعيد عن الحياة العامة، وهذه نتركها وشأنها، والمجموعة الثانية، ستوافق علي العمل العام بناء علي القواعد الجديدة، قناعة أو نفاقاً لا نهتم، عمل فوق الأرض، أحزاب ليست علي أساس ديني، أو جمعيات تحت الرقابة المجتمعية والرسمية، وهؤلاء مع الوقت سيتوافقون مع المزاج الوطني العام، والمجموعة الثالثة، التي ستصمم علي استئناف العمل السري وإعادة تشكيل الجماعة من جديد في حالة كمون جديدة، تنفجر في المجتمع بعد عقدين أو ثلاثة من الزمن، وهذه لابد من المواجهة الأمنية الحاسمة معها. |
|