أرواح كبيرة
كبيرة في محبتها، وكبيرة في عفتها، وكبيرة في قوتها واستطاعتها...
إنها أروح كبيرة في مستواها الروحي. لم تقف عند حدود التوبة والجهاد، وإنما ظلت تنمو في حياة البر، حتى وصلت إلى القداسة، وظلت تنمو في القداسة ساعية نحو الكمال،حسب وصية الرب "كونوا أنتم أيضًا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت48:5).
أرواح لا تسعى فقط لخلاص ذاتها، بل لخلاص الذين يسمعونها أيضًا (1تى16:4). إنها أرواح تبنى الملكوت.
هناك أرواح كبيرة، لم يقتصر عملها على خدمة الله هنا على الأرض، بل حينما تترك الجسد وتصعد إلى السماء، ينتدبها الله أيضًا لبعض خدمات على الأرض.
ينتدبها لإنقاذ بعض أولاده في العالم، أو لأداء رسالة معينة، كما يحدث مثلاً لروح مثل مارجرجس، أو روح مارمينا، وبعض الشهداء والقديسين الذين نطلب شفاعتهم. ولم تنته حياتهم بالموت، بل مازالوا يعملون...
هذه الأرواح الكبيرة غير الأرواح الصغيرة الضعيفة، التي لا تزال تكافح ضد الجسد. والتي إن تابت بضعة أيام، تعود مرة أخرى إلى خطاياها وإلى عاداتها المسيطرة في ضعف أو في عجز.
الأرواح الكبيرة هى أيضًا كبيرة في معرفتها، لها روح الحكمة والإفراز.
وهبها الله الفهم والإدراك، وأصبحت لها قدرة على إرشاد الآخرين وقيادتهم،وهذه الحكمة التي يسلكون بها ليست عملًا بشريًا، إنما هي من مواهب الروح (1كو12).
وفى تنفيذ وصايا الله، تسلك هذه الرواح بالروح لا بالحرف (2كو6:3).