القلب واللسان
كل ما تتكلم به، يصدر عن قلبك، لذلك يقول الكتاب:
"من فضلة القلب يتكلم الفم" (مت34:12).
ويشرع الرب ذلك فيقول "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر" (لو45:6).
إلا لو كان الكلام رياء، وليس من القلب.
أي أن يتكلم الإنسان بغير ما في قلبه، أو العكس ما في قلبه. وفى هذه الحالة إن قلت كلمة طيبة بفمك، وقلبك بعكس هذا، فإن الله يحاسبك على ما في قلبك، وليس على ما قلته بلسانك. بل تضاف إلى خطية الرياء..
الله الذي يحاسبك في اليوم الآخر، هو فاحص القلوب (أر20:11).
الكتبة والفريسيون المراءون، كانوا يتكلمون بالصالحات وهم أشرار.
ولم ينفعهم كلامهم بشيء، بل أدانهم الله، وصب عليهم الويلات (مت23). وقال عنهم "إنهم ينقون خارج الكأس والصحفة، وهما من داخل مملوآن اختطافًا ودعارة" وأنهم "يشبهون قبورًا مبيضة: تظهر من الخارج جميلة، وهي من الداخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة" (مت25:23،27).
المهم إذن في الداخل، في القلب، لذلك يقول المزمور:
"كل مجد أبنه الملك من داخل" (مز13:45).
على الرغم من أنها "مشتملة بأطراف موشاة بالذهب، ومزينة بأنواع كثيرة "فالكلام اللين وحده لا يأتي بنتيجة، وأن لم يكن صادرًا عن مشاعر حقيقية في القلب،.وإلا فإنه ينطبق عليه قول المزمور "كلماته ألين من الزيت، وهي سيوف مسلولة" (مز21:55).
إنسان تعتذر إليه فلا يقبل اعتذارك.
لأنه يحس تمامًا أن كلماتك ليست صادرة من قلبك، وأنها مجرد كلام.. تقول "أخطأت"، ونبرات صوتك ذاتها لا تعبر عن أسفك وندمك، لأنها غير مختلطة بمشاعر قلبك. فتبدو رخيصة غير مقبولة..
الإنسان اللماح الحساس يستطيع أن يكتشف حقيقة الكلام، وهل هو صادر من القلب..
سواء أكان كلام مديح، أو كلام اعتذار، أو كلام نصح.. فالصوت يكشفه، وملامح الوجه تكشفه، وما هو داخل القلب يمكن إدراكه وكشفه، ولا يمكن للألفاظ أن تخفيه.. ما أعمق أهمية القلب في العلاقة مع الله ومع الناس.