رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مواهب العهد الجديد إنها مواهب ما كان يحلم بها أحد، وليس فقط أن يطلبها. ولعل في مقدمة كل هذه المواهب: التبرير والتجديد، والتقديس. وكل ما نناله في المعمودية المقدسة. وكما قال بولس الرسول: "الذين دعاهم، فهؤلاء بررهم أيضًا. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضًا" (رو 8: 30). بل أننا نقف مذهولين أمام قول هذا الرسول: "لأنكم جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح" (غل 3: 27). وقوله أيضًا إننا أعضاء جسد المسيح "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء جسد المسيح" (1 كو 6: 15). من ذا الذي يطلب، أو يفكر أن يطلب، أن يكون جسده هو أعضاء المسيح، أو أن يلبس المسيح؟! ولكن الله يهبنا دون أن نطلب. بل من كان يطلب أن يكون جسده هو هيكل الروح القدس؟! ولكن هوذا الرسول يؤكد لنا هذه الحقيقة (1كو 6: 19) ويكررها أيضًا قائلًا: "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" (1 كو 3: 16). إنها حقًا هبة مقدسة معطاة لنا من الله، دون أن نطلب.. كذلك أعطانا أن نكون شركاء الروح القدس (1 كو 13:14) وشركاء الطبيعة الإلهية (2 كو 1: 4) في العمل.. كل ذلك دون أن نطلب. وموهبة أخري أعطينا إياها أن نصير أولاد الله. أنظروا أيه محبة أعطانا الآب، حتى ندعي أولاد الله" (1 يو 3: 1)،بل أن ندعي أيضًا أخوة المسيح. وأصبح هو لا يستحي أن يدعونا أخوة (عب 2: 11، 12). وهناك موهبة أخري عظيمة جدًا أعطينا إياها في العهد الجديد وهي: أعطينا أيضًا سر الأفخارستيا، دون أن نطلب.. في ساعة لم يكن يتوقعها التلاميذ، وهبهم المسيح سر الأفخارستيا (متي 26: 26-28). أعطانا أن نأكل جسده ونشرب دمه (يو 6: 54-56) لكي نثبت فيه وتكون لنا فيه حياة. أكنا نتخيل أن نطلب طلبًا كهذا. ولكنها منحة مجانية فوجئنا بها، كسائر نعم الله التي يهبها حسب عمق جودة، دون أن نطلب. |
|