رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فضيلة الصبر تتعلق بالشكر المسألة كلها مجرد عامل زمن، ما بين الإيمان والعيان. فأنت تؤمن بما لا يرى بالحواس. وتعطى الله مدى زمنيا يريك فيه هذا الأمر بالعيان، بعد حين. وطوبى لمن آمن دون أن يرى (يو 20: 29). بين الإيمان أنظر إلى متاعب في ضوء تدخل الله الذي يحولها إلى خير.. ينبغي أن يكون الإنسان صبورا وطويل الأناة ليرى عمل الله. لأن هناك أعمالا تبدو متعبة، ولكنها تتحول إلى خير في مدى زمني، قد يطول أحيانا، ويلزم الإنسان أن ينتظر الرب. والله لابد سيعمل، في الوقت المناسب الذي تحدده مشيئته الصالحة. ولنأخذ مثالًا ما قد حدث ليوسف الصديق: لقد بيع كعبد. ومع أنه سكت على ذلك، وخدم كعبد بمنتهى الأمانة والإخلاص، ألا أن تهمة رديئة لفقتها له امرأة فوطيفار، وألقى بها إلى السجن. ومر وقت، بدا أن الله قد تركه ولم يعمل على إنقاذه. ولكن الله في الوقت المناسب، حول هذه التجربة إلى الخير، وأخرجه من السجن ليكون الوزير الأول في مصر. إذن المسألة تحتاج إلى صبر، وأن ننتظر الرب، ونؤمن أنه قاد على أن يحول الشر إلى خير. كذلك في قصة مردخاي وهامان. لقد مر وقت طويل لقى فيه مردخاي اضطهادات من هامان حتى أنه أعد له صليبًا ضخمًا ليصلبه عليه، بل تمادى في ظلمه وكبريائه حتى كاد يهلك الشعب كله. ولكن في الوقت المناسب تدخل الله لينقذ مردخاي والشعب بأجمعه. والصليب الذي أعده هامان لمردخاي صلب عليه هامان نفسه (اس 7: 10). أنظروا أيضا الاضطهادات التي أثارت ديوقلديانوس على الكنيسة.. كان حاكما في منتهى القسوة، وقد سفك الكثير من دماء الشهداء. ولكن في الوقت المناسب تدخل الرب، وخلص شعبه منه ديوقلديانوس الذي انتهى نهاية رديئة. واصدر قسطنطين مرسوم ميلان سنة 313 م وسمح بالحرية الدينية. واستفادت المسيحية من الاضطهادات عمقا في الروحيات وثباتا في الإيمان. لا توجد مشكلة تستمر إلى الأبد.. لابد أنها ستنتهي في يوم ما. والمسألة تحتاج إلى صبر مؤسس على الإيمان،أنظروا مثلا إلى تجربة أيوب: كانت شديدة جدًا، وامتدت حتى شملت كل أمواله وبنيه وبناته، وصحبته ونظرة أصدقائه وزوجته إليه، واستمرت مدة، ثم انتهت إلى خير والى أفضل. وهكذا قال معلمنا يعقوب الرسول (ها نحن نطوب الصابرين. قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب) (يع 5: 11) (وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاده.. وعاش أيوب بعد هذا مائة وأربعين سنة، ولرأى بنيه وبنى بنيه إلى أربعة أجيال) (أي 42: 12-16). واستفاد أيوب فوائد روحية من تجربته تستدعى الشكر. كما استفاد خيرًا كثيرًا في دنياه. وكذلك في القصص السابقة ما أعظم الفوائد التي نالها مردخاي والشعب، والتي نالها يوسف وأخوته، والتي ما كان ممكنًا الحصول عليها إلا بالتجربة والضيقة. ولكن بالإيمان والصبر نرى مقاصد الله، ونحصل على الخير والبركة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فضيلة الهدف السليم تتعلق بالشكر |
فضيلة الاتضاع تتعلق بالشكر |
فضيلة الإيمان تتعلق بالشكر |
فضائل تتعلق بالشكر |
فضائل تتعلق بالشكر |