منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 06 - 2012, 02:15 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

" وكلَّمَ الرب موسى قائلاً: كلِّم هرون قائلاً، إذا كان رجل من نسلك في أجيالهم فيه عيب، فلا يتقدَّم ليُقرِّب خبز إلهه، لأنَّ كل رجل فيه عيب لا يتقدَّم، سواء أكانَ أعمى أم أعرج أم مُشوَّه الوجه أم فيه عضو زائد، ولا رجل فيه كسر رجل أو كسر يد، ولا أحدب ولا قزم ولا من في عينه بياض، ولا أجرب ولا أكلف ولا مرضوض الخصى، ولكنه يأكل من ذبائح إلهه، المُقدَّمة في قدس الأقداس والقدس، لكن إلى الحجاب لا يأتي وإلى المذبح لا يقترب، لأنَّ فيه عيبًا لئلا يُدنِّس مقدسي، لأنِّي أنا الرب مُقدِّسهم... كل إنسان من بيت إسرائيل ومن الغرباء في إسرائيل قرَّبَ قربانه من جميع نذورهم وجميع نوافلهم التي يقرّبونها للرب محرقة، فللرضا عنكم يكون ذكرًا صحيحًا من البقر أو الغنم أو المعز، كل ما كان فيه عيب لا تُقرّبوه لأنَّهُ لا يكون للرضا عنكم... الأعمى والمكسور والمجروح والذي فيه بثور والأجرب والأكلف، هذه لا تُقرِّبوها للرب، ولا تجعلوا منها وقودًا على المذبح للرب " (لاويين 21 : 16 – 23 : 22).



لماذا يا رب؟

لماذا ليسَ مسموحًا للذين فيهم عيب أو تشويه أو عاهات ممَّا قرأنا في هذا المقطع أن يتقدَّموا منك؟

ولماذا ليسَ مسموحًا أن نُقدِّم الحيوانات أيضًا التي فيها عيب؟

لماذا.. وأنت الإله الكلي الرحمة والنعمة الغنية.. والذي جئت كما قلت لنا، من أجل المرضى وليسَ من أجل الأصحَّاء؟

هل ترفض شعبك؟



أسئلة سألتها للرب عند قراءتي لهذه المقاطع من كلمة الله.. لكن قبل أن نتأمَّل معًا بإجابة الرب لي.. سأشاركك في ٱختبار أجازني الرب فيه.. وهوَ يصب في السياق نفسه، لكي تتضِّح لنا الصورة أكثر، ولكي نُدرك هدف رسالة الرب لنا من خلال هذا التأمل اليوم..



تعرضت منذ فترة ليست ببعيدة، لمشكلة معيَّنة.. وقد طلبت من الرب أن يساعدني لكي أخرج منها دون أي تبعات أو نتائج مؤذية، وأعلنت إيماني بأنَّ الرب سوف يتدخَّل ويستجيب صلاتي، وكنت أحتاج أن أنتظر حوالي الأسبوعين لكي أعرف إن كانت هذه المشكلة ستمر دون نتائج مؤذية أم لا..

وخلال هذين الأسبوعين، هُوجمت بالكثير من أفكار القلق والخوف، وما إلى ما هنالك من أمور مشابهة، لكنني تمسكت بإيماني بالرب، ولم أستسلم.. لقد كان من الممكن أن أعرف بطرق بشرية إن كانت تلكَ المشكلة سوف تنتهي دون نتائج مؤذية، قبل مرور الأسبوعين، لكنني شعرت بإلحاح الروح القدس ألاَّ أفعل بل أن أنتظر طرق الله، لأنَّ الرب كانَ يُدرِّب إيماني وينميه، ويُعالج مخاوف متأصِّلة في حياتي، ويعلمني أن أنتظره دون قلق أو خوف، وبراحة وسلام كاملين، لكنني وبعد مضي أسبوعين دون أن أرى إجابة الله لي حسب طريقته، ٱستخدمت طريقة بشرية ومن خلالها عرفت بأنَّ المشكلة ستُحل بالكامل ودون أي نتائج مؤذية وفي أقرب وقت، لكنَّ الرب ولكي يعلمني الدرس، وفي صباح اليوم التالي بالتحديد، حلَّ المشكلة وجعلني ألمس وأرى الحل بالعيان.. فرحت كثيرًا ولم أتمكن من حبس دموعي.. وعندها سألت الرب قائلاً:

" أنت تعرف كم جاهدت وٱنتظرت كما طلبت منِّي.. لكنني لم أتمكن من الصمود حتى النهاية.. لكنني صمدت مدة طويلة، لم يكن بينها وبين توقيتك أكثر من ٱثني عشرة ساعة، فكم تضع لي كعلامة على مئة؟ ".

وكم تفاجأت عندما سمعت صوت الرب بوضوح وهوَ يقول لي: " 100 على 100 ".

وعدت لأسأله: لكنني لم أُكمل ذلكَ الاختبار حتَّى النهاية، فكيف أستحق 100 على 100؟

فقال لي الرب: حتَّى ولو تحملت يومين وليسَ أسبوعين، فعلامتك ستبقى 100 على 100، لأنني دومًا أراك في المسيح كامل دون عيب وتستحق على الدوام 100 على 100، طالما أنَّ ٱتجاه قلبك أن تُطيعني، وطالما أنك تسعى لكي تكون في ملء مشيئتي، وطالما أن ٱتجاه قلبك أن ترفض الخطيئة، ولو لم تتمكن بعد من إتمام ذلك..



صلاتي أن يفتح الرب قلوبكم بالروح القدس، وينقل لكم هذا الإعلان بطريقته الخاصة، لكي تُدركوا المغزى الروحي العميق منهُ، فترتاح قلوبكم وتطمئن نفوسكم، إلى المحبَّة غير المشروطة التي أحبنا ويحبنا بها الآب السماوي في المسيح، فترتاحون من أعمالكم ومحاولاتكم المتكررة والصعبة، التي تقومون بها لكي ترضوا الله بقوتكم الذاتية، قوة النفس، ولكي تروا أنفسكم كاملين ودون عيب في المسيح، ولكي تُدركوا أنكم دومًا تستحقون 100 على 100 في كل ما تقومون به، حتى ولو لم تنجزوه بالكامل، طالما أن ٱتجاه قلوبكم أن تُطيعوا الرب..



الرسول بولس قال: " ليسَ إنِّي قد نلت أو صرت كاملاً، ولكنِّي أسعى لعلِّي أُدرك الذي لأجله أدركني أيضًا المسيح يسوع، أيها الإخوة، أنا لستُ أحسب نفسي إنِّي قد أدركت، ولكنِّي أفعل شيئًا واحدًا، إذ أنا أنسى ما هو وراء، وأمتد إلى ما هو قدَّام " (فيلبي 3 : 12 – 13).



هذه الرسالة كتبها الرسول بولس وهوَ في السجن في روما، أي قبل مدة ليست بطويلة من ٱستشهاده، أي وبمعنى آخر في نهاية عمره على هذه الأرض..

ومرتين يقول: لم أنل بعد ولم أُصبح كاملاً بعد، ولم أُدرك ما أسعى إليه بعد.. لكنني أفعل شيئًا واحدًا: أنسى ما وراء وٱمتد إلى ما هو قدَّام..

أنسى سقطاتي.. وضعفاتي.. ومساوئي.. وفشلي.. وعدم إنجازي الأمور كما ينبغي وفقًا لمقاييس البشر وهوس الكمال.. وأمتد إلى الأمام، متكلاً على محبة ربي غير المشروطة ونعمته الغنية، ومعونة الروح القدس.. واثقًا أن علامتي هيَ على الدوام 100 على 100.



وداود الـذي كـان حسـب قلـب الـرب، يقـول: " سأُشيـد برحمتـك وعدلـك يـا رب، ولـكَ أُرنِّم. أسلـك بتعقُّل فـي طريـق الكمـال... أسلـك فـي وسط بيتي بٱستقامة قلبي " (مزمور 101 : 1 – 2).



كان يسلك بتعقُّل وهدوء.. دون قلق وخوف، نحوَ الكمال.. وهمّه كان أن يكون قلبه مستقيم.. ٱتجاه قلبه طاعة الرب والسلوك حسب مشيئته، وإن لم يتمكن من إنجاز الأمور كما ينبغي دومًا، كان يعرف أن علامته هيَ على الدوام 100 على 100، لأنه كان يرجو رحمة الرب ونعمته فقط..



كان يُدرك ما قاله النبي إشعياء:

" وقد صرنا كلّنا كنجس، وأضحت جميع أعمال برّنا كثوب قذر أو كثوب عدَّة ... " (إشعياء 64 : 6).

جميع.. جميع أعمال برنا كثوب عدَّة، أي كالثوب الذي يرتديه الميكانيكي، مُلطَّخ بالسواد..



وهذا الكلام يقودنا لكي نفهم ما قصدهُ الله، حين أوصى موسى وهرون بأن لا يتقدَّم منهُ أي إنسان أو أن لا يُقدَّم لهُ أي حيوان فيه عيب..



أحبائي: بالطبع أنَّ الله لا يحتقر الناس الذين فيهم عيب.. ولا يرفضهم أبدًا، فهوَ جاء من أجلهم كما ذكرنا، جاء من أجل المرضى وليسَ من أجل الأصحَّاء، ولأنَّهُ يُحبنا محبة غير مشروطة، ولأنَّهُ قدوس لا يُمكن لشيء فيه عيب أن يتواجد في محضره، ولأنهُ عارف أن أفضل وجميع أعمال برنا التي نقوم بها شبيهة بثوب قذر، بسبب طبيعتنا الخاطئة والمُشوَّهة، وبسبب دوافعنا غير النقيَّة والملوثة.. والتي لا تستحق مهما عظمت، علامة 2 على 100 أو ربما صفر على 100، ولأنَّهُ يريد أن يمنحنا دومًا علامة 100 على 100، ضحَّى بٱبنه الوحيد الرب يسوع المسيح، حمل بلا عيب، وجعله ذبيحة كاملة، لكي يغطي كل عيب وتشويه فينا، لكي يغطي كل عمى وكل عرج وكل كسر وكل تقصير فينا، وعندما نتقدم إليه بعدها فهو يرانا كاملين في المسيح، لا يرى عندها كل عاهاتنا، وعلامتنا تغدو دومًا 100 على 100، فلماذا تُجاهد محاولاً أن تُبرهن أنَّكَ قادر أن تقوم بأعمال صالحة، وتُطالب الله بعلامة على عملك، فتأخذ علامة متدنيَّة، وعلامة الـ 100 على 100 جاهزة دومًا لكَ ومجانًا على حساب الدم الثمين.. دم الرب يسوع المسيح؟



وكاتب الرسالة إلى العبرانيين يقول:

" لأنَّ الذي دخل راحته (أي راحة الرب) ٱستراح هو أيضًا من أعماله، كما الله من أعماله " (عبرانيين 4 : 10).



تدخل في راحة الرب، تستريح في ما عمله الرب من أجلك، تستريح في المسيح، وتوقف كل أعمال مرهقة ومضنية، لكي تكون مقبولاً عند الله على أساسها، وتتكل على عمل الرب فقط، تدخل إلى راحة الرب وتنال علامة 100 على 100 على الدوام.



قال الرب لموسى: لا يتقدَّم من فيه عيب منِّي.. لكنه لم يتوقَّف هنا بل أكمل قائلاً:

" لكنهم.. أي هؤلاء الذين فيهم عيب.. يأكلون من الذبيحة التي في قدس الأقداس.. والتي ترمز للرب يسوع، الحمل الذي بلا عيب والذي ذُبِحَ من أجلنا، فنغدو فيه كاملين بلا عيب، وعلامتنا 100 على 100 ".



وقال الرب لموسى أيضًا: لأنِّي أنا الرب مُقدّسهم..

الرب وعمله ودمه وكل ما قام به من أجلنا، هوَ الذي يُقدّسنا ويؤهلنا فيه أن نكون بلا عيب، وليست أعمالنا مهما عظمت، فلماذا المُخاطرة والشقاء، ومحاولة إرضاء الله بأعمال صادرة من قوة النفس، دوافعها الظهور والقول للرب نحن نعمل، أو محاولة منا لكي نُبعد عن أكتافنا الشعور بالذنب والتقصير وما شابهها من أمور أُخرى؟ وبعدها نتقدّم منهُ ونقول:

لقد عملنا وتعبنا وسهرنا وغدونا نستحق منك أن تضع لنا علامة جيِّدة أو أن تُعطينا مكافأة، فما هي علامتنا؟

والجواب صفر على مئة.. أمام قداسة الله..



ثق بالنعمة الغنية.. ثق بمحبة الله غير المشروطة لكَ.. توقف عن أعمالك المرهقة والصعبة لكي تكون مقبولاً لدى الله.. وٱدخل إلى راحته، دون مجهودات بشرية.. فهو قد قبلك في المسيح مجانًا.. وعلامة 100 على 100 تنتظرك دومًا.. طبعنا البشري لا يستقبل بسهولة هبات مجانية، يشعر بثقل عندما يستقبل مجانًا.. يشعر بأنه ينبغي عليه أن يعمل شيء ما لكي يستحق الهبات والعطايا.. لا يريد أن يشعر بأنه مديون لأحد..

لكن الأمر ليسَ هكذا مع الرب أبدًا..



وهذه ليست دعوة إلى السلبية والاستهتار والاستباحة أبدًا..

لكن عندما ترتاح بالرب.. عندما تُدرك أنَّكَ مقبول في المسيح كما أنت.. علامتك هيَ 100 على 100، بالرغم من كل تقصيراتك وضعفاتك وخطاياك.. و...

عندها ستتعلَّم كيف تعمل وتكد وتُجاهد من أجل الرب.. لكن بدوافع أخرى.. لأسباب أخرى.. ليسَ لتكون مقبولاً... وليسَ لكي تبرهن عن نفسك أمام الرب.. وليس لكي تُزيل عن كاهلك الشعور بالتقصير..

بل لأنك تلامست مع محبة الرب غير المشروطة والمجانية.. فلا يمكنك بعدها أن لا تخدم هذا الإله المحب..



أعمالك ستزداد.. تضحياتك ستزداد.. كرهك للخطيئة سيزداد.. طاعة الرب ستصبح هاجسك الوحيد.. السلوك في مشيئته سيغدو همك الوحيد.. لكن لدوافع أخرى.. دوافع نقية لا عيب فيها.. وداود الذي أدرك مغزى ما نقول، قال للرب:

" ‎ماذا أردُّ للرب من أجل كل حسناته لي، كأس الخلاص أتناول، وبٱسم الرب أدعو‎... أنتَ حللتَ قيودي، لكَ أُقدِّم ذبائح الشكر وأدعو بٱسمك ".

(مزمور 116 : 12 – 18).



سأل نفسه ماذا أردُّ للرب عن كل ما فعلهُ لي.. وماذا أردُّ لهُ لأنَّهُ حلَّ كل قيودي؟

ذبائح شكر.. وأدعو بٱسمه.. أُخبر عنهُ في وسط الجماعة وأشهد عمَّا فعلهُ لي..



دعوة واضحة من الرب في هذا الصباح.. إلى كل المثقلين بالذنوب والخطايا والقيود والشعور بالذنب والتقصير وثقل وصايا الله وتبعيته.. وإلى الذين يحاولون التعويض عن ذلك بأعمال كثيرة وبمحاولات متكررة شاقة وفاشلة، ومحاولات تقديم ذبائح فيها عيب..

دعوة أن يدخلوا إلى راحة الرب.. ويستريحوا من أعمالهم المرهقة والمضنية.. وأن يأكلوا من الذبيحة الوحيدة التي قُدِّمَت في قدس الأقداس.. أن يأكلوا من الحمل الذي بلا عيب.. فيجدوا الراحة لنفوسهم.. والتكسير للقيود والسلاسل الغليظة.. يجدوا علامة الـ 100 على 100 تنتظرهم.. فيتناولون عندها كأس الخلاص وبٱسم الرب يدعون.. مُقدِّمين لهُ ذبائح شكر عمَّا فعلهُ من أجلهم مجَّانًا.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024