رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حادثة دوَّنها لنا الكتاب المقدس عن دخول العماليقيين إلى مخيم دواد ورجاله، حيثُ أَحرقوا هذا المخيم، وسبوا النساء والأولاد ورحلوا.. وتقول الكلمة ما يلي: " فسألَ داود من الرب قائلاً: إذا لحقت هؤلاء الغزاة فهل أُدركهم؟ فقالَ له إلحقهم فإنك تُدرك وتُنقذ، فذهب داود هوَ والست مئة الرجل الذين معه، وجاءوا إلى وادي البسور والمتخلفون وقفوا، وأمَّا داود فلحق هوَ وأربع مئة رجل، ووقف مئتا رجل، لأنَّهم أُعيوا عن أن يعبروا وادي البسور. " وأدركَ داود الغزاة " فضربهم من العتمة إلى مساء غدهم، ولم ينجُ منهم رجل، إلاَّ أربع مئة غلام، الذين ركبوا جمالاً وهربوا، وٱستخلصَ داود كل ما أخذهُ عماليق وأنقذ داود ٱمرأتيه، ولم يُفقد لهم شيء، لا صغير ولا كبير، ولا بنون ولا بنات، ولا غنيمة ولا شيء من جميع ما أخذوا لهم، بل ردَّ داود الجميع، وأخذَ داود الغنم والبقر، ساقوها أمام تلك الماشية وقالوا هذه غنيمة داود، وجاءَ داود إلى مئتي الرجل الذين أُعيوا عن الذهاب وراء داود، فأرجعهم في وادي البسور، فخرجوا للقاء داود ولقاء الشعب الذين معه، فتقدم داود إلى القوم وسأل عن سلامتهم، فأجاب كل رجل شرير ولئيم من الرجال الذين ساروا مع داود وقالوا: لأجل أنهم لم يذهبوا معنا لا نُعطيهم من الغنيمة التي ٱستخلصناها، بل لكل رجل ٱمرأته وبنيه فليقتادوهم وينطلقوا، فقال داود: لا تفعلوا هكذا يا إخوتي، لأنَّ الرب قد أعطانا وحفظنا، ودفع ليدنا الغزاة الذين جاءوا علينا، ومن يسمع لكم في هذا الأمر، لأنَّه كنصيب النازل إلى الحرب، نصيب الذي يُقيم عنــد الأمتعـة فإنهم يقتسمون بالسويـة ". (1 صموئيل 30 : 8 – 24). رسالة خاصة من الرب في مطلع هذا العام.. رسالة خاصة من قلب الرب المُحب والحنون، في مطلع هذا العام الجديد.. إلى الذين لم يتمكنوا من عبور الوادي في العام الماضي !!! رسالة خاصة منهُ.. لكي لا يُسمعك إبليس في بداية هذا العام.. ما أسمعهُ رجال داود الأشرار لإخوتهم المئتين الذين لم يتمكنوا من عبور " وادي البسور " لأنهـم أُعيوا وتعبوا وخارت قواهم.. قال الرب عن داود.. وفي عدة مواضع من الكتاب المقدس أنهُ كان حسب قلب الرب.. كان قلبه متواضعًا ومُحبًّا ورقيقًا.. فإن كانَ قلب داود هكذا فكيف يا تُرى يكون قلب إله داود.. الرب يسوع المسيح؟ عَرَفَ داود كيف يتعامل مع رجاله الذين خارت قواهم، ولم يتمكنوا من عبور الوادي.. لأنهُ عندما كانَ ضعيفًا، تعامل الرب معهُ بحنان وعطف ورقَّة.. وٱسمع معي ما يقوله داود في المزمور 27: " إنَّ أبي وأُمِّي قد تركاني، لكنَّ الرب يتعهدني برعايته " (مزمور 27 : 10). لم يسمح داود لإبليس، او للذين هم حوله، أن يشككوه في محبة الرب لهُ، عندما كان ضعيفًا.. عندما لم يتمكن من عبور الوادي الذي ٱعترضهُ خلال مسيرته مع الرب.. لقد أدرك أنهُ ولو تخلَّى عنهُ أقرب المُقرَّبين إليه، أبوه وأمه، فالرب لن يفعل !!! إن كانَ إبليس أو أي احد آخر من حولك.. قد نجحَ في إظهار قلب الرب أمامك بأنهُ إله قاسٍ.. يُحاسبك لأنكَ لم تتمكن من عبور أمور معينة خلال العام الماضي.. ينبغي عليك أن لا تعتمد على ما تشعر بهِ تجاه هذا الأمر أو ما تعتقدهُ أو ما تسمعهُ.. بل ما تقوله الكلمة عن قلب الرب تجاهك.. " قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مُدخنة لا يُطفئ... " (متى 12 : 20). " هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسينَ وأنا لا أنساك " (إشعياء 49 : 15). " لا تخف يا يعقوب الضعيف كالحشرة، ويا إسرائيل العليل كالشرذمة، لأنِّي سأُعينك... " (إشعياء 41 : 14). " وعندما يلتمس البائسون والمساكين ماءً ولا يجدونهُ، وتتشقق ألسنتهم من العطش، أنا الرب أستجيب لهم، أنا إله إسرائيل لا أتخلَّى عنهم ". (إشعياء 41 : 17). أينَ تجد نفسك من هذه الآيات التي قرأتها؟ في أي وادٍ أنت اليوم ولم تتمكن من عبوره؟ هل ترى نفسك قصبة مرضوضة لا نفع لها؟ هل ترى نفسك فتيلة مدخنة لا يصدر منها إلاَّ الدخان؟ هل ترى نفسك أنك ما زلت لسنوات كثيرة كالرضيع، لا تتقدم أبدًا؟ أم ترى نفسك ضعيف كالحشرة أو عليل؟ أم ترى نفسك بائس ومسكين، تلتمس الماء وقد تشقق لسانك من العطش؟ هلى ترى نفسك فاشل؟ لم تتمكن من عبور الوادي الذي ما زلت جالسًا فيه لسنوات طويلة؟ وما هوَ هذا الوادي الذي يعترضك؟ زنى؟ نجاسة؟ خطايا متكررة؟ عدم محبة؟ عدم غفران؟ مرارة.. حسد.. غيرة.. صغر نفس.. غضب.. شراهة.. قلق.. خوف.. إكتئاب.. قيود في مجالات عديدة.. برودة في العلاقة مع الرب.. العالم ما زال يغريك بشهواته.. لا تقوم بالأمور التي يطلبها منك الرب.. ليس لديك خلوة يومية وحقيقية مع الرب.. وأمور.. وأمور أخرى كثيرة؟ لا بأس.. تأمَّل مُجددًا في مطلع هذا العام بهذه الآيات التي يقولها الرب لكَ خصيصًا، وتأمَّل بهذه القصة التي قادني الروح القدس أن أضعها بين يديك في مطلع هذا العام.. تأمَّل معي ما فعلهُ داود عندما عاد من المعركة.. " فتقدَّم داود إلى القوم وسأل عن سلامتهم... لأنَّه كنصيب النازل إلى الحرب، نصيب الذي يُقيم عند الأمتعة فإنهم يقتسمون بالسوية ". وهذا ما يريد أن يقوله لكَ الرب في مطلع هذا العام: " أنا يسوع أسأل عن سلامة كل واحد من الذين لم يتمكنوا من عبور الوادي في العام الماضي.. وأقول لكل واحد منكم.. نصيبكم عندي، هو كنصيب الذين عبروا الوادي، لأنني حبًا أبدياً أحببتكم.. تشجعوا وتشددوا.. لأنني سأعبر بكم الوادي هذا العام .. ". وٱسمع معي من كلمة الله ما يقوله الرب لكَ اليوم: " شدِّدوا الأيادي المُسترخية والركب المرتعشة ثبّتوها، قولوا لخائفي القلوب تشدَّدوا لا تخافـوا، أنـا آتٍ لكي أخلصكم ... حينئذٍ يقفز الأعرج كالإيل، ويترنَّم لسان الأخرس، لأنه قد ٱنفجرت فـي البريـة مياه وأنهار في القفر (إشعياء 35 : 3 – 6)... كل وادٍ سيرتفع، وكل تل سينخفض. وستُمهَّد كل أرض معوجة وستُعبَّد كل بقعة وعرة، وسيتجلَّى مجدي (إشعياء 40 : 4 – 5)... ترنمـي أيتهـا العاقـر التـي لـم تُنجب... وسِّعـي فسحـة خيمتـك.. لأنـك ستمتديـن يمينًا وشمالاً.. ستنسين خزي صباك (إشعياء 54 : 1 – 4)... قومي ٱستنيري فإنَّ نورك قد جاء، ومجدي أشرق عليك (إشعياء 60 : 1)... سأتعهد أرضكم هذه السنة، وسأجعلها تفيض بالبركات، سأروي أتلامها وسأسوِّي روابيها، فأليِّنها وأبارك غلتها، وسأكلل السنة بجودي، فتموج مراعي البرية بالخير، وتكتسي التلال بالبهجة، تتغطى المروج بالقطعان، وتتوشَّح الوديان بالحنطة، نعم هذا الوادي الذي لم تتمكنوا من عبوره، سأجعله يتوشَّح بالحنطة، بالثمر الكثير، فيخزى إبليس، وأنتم تفرحون، وتهتفـون جميعكـم لي فرحًا وتسبيحًا " (مزمور 65 : 9 – 13). وأخيرًا أترك معك في مطلع هذا العام ثلاثة مفاتيح لتعبر هذا الوادي: 1 – ثق أن الرب يحبك كما أنت، وفي الوادي الذي أنتَ فيه. 2 – كن أمينًا في الوادي الذي ما زلت فيه حتى اليوم، وكما فعل رجال داود المئتين الذي لم يتمكنوا من عبور الوادي، لكنهم لم يرجعوا إلى الوراء، أو يتذمروا، أو يرثوا على أنفسهم، بل حرسوا الأمتعة بأمانة. 3 – ثق بوعود الرب لكَ في هذا الصباح، وفي مطلع هذا العام.. أنه لن يتركك في الوادي.. لن يتركك في ضعفك.. بل كل وادٍ سيرتفع.. وكل ضعيف سيغدو بطلاً.. وكل عاقر ستلد.. وكل برية سينفجر فيها ينابيع مياه غزيرة.. لأنَّ الرب قد تكلم. سنة جديدة.. وبداية جديدة.. وفي نهايتها سنقول.. يا رب لقد كللت السنة بجودك. |
|