حاجته إلى الصلاة
الإنسان المتواضع هو إنسان شاعر بضعفه وباحتياجه إلى قوة تسنده، لذلك فهو دائمًا يصلي، طالبًا هذه القوة.
إنه يتذكر دائمًا قول الرب "بدوني لا تقدرون أن تعلموا شيئًا" (يو15: 5). لذلك فهو دائمًا يتطلع إلى الله، ويقول له: أنت معيني يا رب، منك استمد المشورة والقوة التي بها أعمل عملًا. بل منك استمد حتى مجرد الرغبة في عمل الخير. أليس الرسول يقول "الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا لأجل المسرة" (في2: 13). إذن اعمل فيّ يا رب لكي أريد..
وأحيانًا يا رب أريد "الإرادة حاضري عندي. ولكن أن أفعل الحسني، فلست أجد. لأني لست أفعل الصالح الذي أريده. بل الشر الذي لست أريده، إياه أفعل!" (رو7: 18، 19).
حياتي الروحية هي بين يديك: أنت تعطيني الرغبة، وتعطيني القوة للعمل.
وأنت أيضًا تعطيني الاستمرارية في عمل ما يرضيك، وعدم النكسة في الرجوع إلى الوراء، أو في الفتور..
أما المتكبر، فهو واثق بنفسه وبقدرته، لذلك فهو لا يطلب. إنه نادرًا ما يصلي، لأنه لا يشعر بالاحتياج إلى الصلاة!! إنه يعتمد على ذراعه البشري وليس على ذراع الله! حتى إن كان خادمًا في الكنيسة، يندر أن يصلي لأجل ذلك لأنه "حكيم في عيني نفسه". يعرف جيدًا ما سوف يقول، ويفهم ما يريد أن يقوله. ناسيًا قول الكتاب "توكل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد"، "لا تكن حكيمًا في عيني نفسك" (أم3: 5، 7).
المتكبر يشعر بقوته الذاتية، فلا يصلي طالبًا قوة. تكفيه قوته!
لهذا كتبت مرة في مذكراتي الخاصة هذه العبارة:
قال الشيطان لله: "أترك لي الأقوياء، فإني كفيل بهم. أما الضعفاء فإذ يشعرون بضعفهم، يطلبون القوة منك، فتعطيهم، فلا أقدر عليهم".
نعم المتواضع الشاعر بضعفه، إنما يحارب العدو بقوة الله التي يحصل عليها بالصلاة، وبها ينتصر،فيسبح الله ويقول "قوتي وتسبحتي هو الرب، وقد صار لي خلاصًا" (مز118: 14).