رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الطمع والمهتم بذاته يقع أيضًا في الطمع. وينطبق عليه قول الكتاب "كل الأنهار تجري إلي البحر، والبحر ليس بملآن" (جا 1: 7). ذاته لا تحاول أن تكتفي في كل المجالات. لا تكتفي غني ولا عظمة ولا مديحًا. أليس أن الشيطان لم يكتف بما كان فيه من مجد، فأراد أن يرتفع فوق كل كواكب الله، بل يصير مثل العلىً! (أش 14: 13، 14). وفي طمع الإنسان المحب لذاته، قد لا يسمح بأن يعطي فرصة لغيره أن ينال شيئًا إلي جواره. كما قيل عن رعاة لوط أنهم اختصموا مع رعاة إبراهيم، لما كثر الخير فتنافسوًا على المراعي. وقيلت تلك العبارة المؤلمة "ولم تحتملها الأرض أن يسكنا معًا" (تك 13: 6). والذي تقوده الذات إلي الطمع، يصعب عليه العطاء. فيحب الأخذ أكثر من العطاء، بعكس وصية الرب(أع 20: 35). من أجل تمركزه حول ذاته، يصعب عليه دفع العشور والبكور، ويصبح العطاء كأنه اقتطاع من ذاته،وفي قصة الغني ولعازر (لو 16) كان لعازر يشتهي الفتات الساقط من مائدة الغني، وذلك لا يعطيه. وبالتالي فإن المحب لذاته -إذا أعطي- يصعب عليه أن يعطي في الخفاء. لأن ذلك لا يمجد ذاته في أعين الناس. وإن أعطي، يكون عطاؤه كله خارج ذاته، بينما أعظم العطاء هو في بذل الذات لأجل الغير حسب قول الرب (يو 15: 12). والمحب لذاته يقع في الافتخار وفي تبرير الذات. فهو يكثر الحديث عن نفسه وفضائلها. وبلا شك يتحدث عن أنصاف الحقائق. لأن النصف الآخر من الحقيقة -وهو ضعفات ونقائص تلك النفس- لا يذكره في حديثه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هو الطمع؟ |
الطمع ضرّ ما نفع |
الطمع |
الطمع |
الطمع |