رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البدعة أو الهرطقة كل الهراطقة والمبتدعين كانوا متكبرين وعنفاء بلا استثناء. ويندر أن يكون أحدهم قد وقع في الهراطقة عن جهل. لأن الجاهل -إن كان متواضعًا- يقبل التصحيح ويقبل تغيير رأيه. أما المتكبر فلا يستطيع. لا يمكنه أن يقول إنه قد أخطأ. وهكذا يستمر في فكره المنحرف، ويدافع عن هذا الفكر، ويحاول أن يجد له إثباتات، أو أن يطوع تفسير آيات الكتاب لرأيه. وبذلك يثبت في أخطائه العقيدية، وتتحول بسبب كبريائه من أخطاء إلي هرطقة.. وربما تقنع الكبرياء إنسانًا أن يأتي بشيء جديد لم يطرقه أحد من قبل، أو لم يكتب فيه الآباء، حتى لو كان غير مألوف أو غير مقبول. وهكذا يقع في البدعة، إذ يبتدع شيئًا جديدًا، ويعجب بنفسه أنه قد أتي بجديد. وربما يري في الجديد شيئًا مشوقًا، فيعمل على نشره منتظرًا أن يجلب لنفسه شهرة ومديحًا كصاحب فكر!! وتقوده البدعة إلي أن "يرتئي فوق ما ينبغي" (رو12: 3). فيتحدث عن أمور ربما لم يتعرض لها الكتاب في صراحة. أنة لم تتعرض لها أقوال الآباء، أو هي فوق إدراكنا.. وفي كبريائه يستحي أن يقول "لا أعرف".. فيبدي رأيه، ثم يحاول أن يثبته. وقد يعتمد على مراجع غير دينية. ولا يشاء أن يقول إن ذلك مجرد رأي، أو أنه مجرد مفهومه الخاص.. وبالكبرياء يحاول أن يقدم رأيه الخاص كأنه عقيدة!! أو أن يعتبر رأيه هو رأي الكنيسة وتعليمها! ويندهش إن سأله أحد "ما هو المرجع الذي اعتمدت عليه؟"، ظانًا في نفسه أنه هو المرجع الذي يعتمد عليه الآخرون! حقًا، إن التكلم في اللاهوتيات يحتاج إلي تواضع قلب وإلي تواضع فكر. والمتكبر يظن أنه يفهم أكثر من غيره. فلا يقبل تصحيح غيره له. لأنه من هو الذي يفهم أكثر منه، حتى يصحح له؟! وهكذا فإن هرطوقيًا مثل أريوس، لم يغير رأيه بتوجيه البابا بطرس خاتم الشهداء، ولا قبل أيضًا توجيه البابا ألكسندروس، ولم يخضع للمجمع المكاني الذي عقده البابا ألكسندروس وحضره مائة أسقف من أساقفة الكرازة المرقسية في مصر وليبيا. ولم يقبل شيئًا من اقناعات القديس أثناسيوس. بل لم يقبل حكم المجمع المسكوني العظيم المنعقد في نيقية والذي حضره 318 من الأساقفة ورؤساء الأساقفة يمثلون كنائس العالم كله. وظل متمسكًا بفكره الخاطئ، لا يعبأ بأسقف ولا ببطريرك ولا بمجمع!! وهذا يدل على خطية أخري هي: |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبفــراس | هو يكافح الهرطقة والفساد |
فيرى في الزؤان رمز تعليم الهرطقة |
حرية الاعتقاد شيء، و الهرطقة شيء آخر |
الهرطقة أساس الانقسام |
بداية نهاية الهرطقة الأريوسية |