رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ميلاد السيد المسيح وتنبأت سفر أشعياء
وردت في سفر إشعياء أكثر من نبوة عن ميلاد السيد المسيح. وهذه النبوات لا تتكلم عن ميلاده فقط، بل تتكلم أيضًا عن ألوهيته. ولابد قبل أن نعرض لهذه النبوات أن نوضح أن السيد المسيح باعتباره "الله الكلمة" له ميلادين (حسب تعليم القديس كيرلس الكبير): الميلاد الأول: من الآب قبل كل الدهور بحسب لاهوته. الميلاد الثاني: من العذراء القديسة مريم في ملء الزمان بحسب ناسوته. فالمولود من العذراء مريم هو هو نفسه المولود من الآب. ولكنه في ميلاده من العذراء لم يستمد منها ألوهيته. كما أنه في ميلاده من العذراء مريم لم يستمد ناسوته من مصدر إلهي خارجًا عن العذراء مريم بل من طبيعتها البشرية وبقدرة الروح القدس اتخذ طبيعة بشرية كاملة بلا خطية. وجعل الناسوت المأخوذ منها خاصًا به جدًا. ونظرًا لأن كل ما يُنسب إلى ناسوته الخاص يُنسب إليه هو شخصيًا، باعتباره الله الكلمة الذي تجسّد، لذلك دُعيت العذراء مريم والدة الإله (ثيئوطوكوس). * النبوة الأولى: "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابنًا وَتَدْعُو اسمهُ عِمَّانُوئِيلَ" (إش7: 14). كلمة "عمانوئيل" باللغة العبرية فسّرها إنجيل معلمنا متى الرسول أنها تعنى "الله معنا" (مت1: 23). وقد ورد في العهد القديم كثيرًا أن الله كان يلتقي بشعبه في خيمة الاجتماع وكان يكلّم موسى النبي من فوق غطاء تابوت العهد بين الكاروبين الذهبيين. ولكن تابوت العهد كان رمزًا للسيد المسيح.. وبداخل التابوت عصا هارون التي أفرخت بدون زرع ولا سقى. وهي ترمز إلى ميلاده من العذراء القديسة مريم بدون زرع بشر. كان الله مع شعبه في خيمة الاجتماع التي رمزت إلى السيد المسيح. ولكن لم تطلق عبارة "الله معنا" على شخص من البشر إلى أن تجسد الله الكلمة في ملء الزمان من العذراء مريم. لهذا كان القديس إشعياء النبي عجيبًا في أقواله حينما كتب "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ" لأنه لم يُسمع منذ الدهر أن عذراء قد حبلت. وكان أعجب عندما أشار إلى أن الابن المولود منها هو "الله معنا". ولكن هكذا نطق الروح القدس بفم إشعياء النبي.. * النبوة الثانية: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابنًا وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسمهُ عَجِيبًا مُشِيرًا إِلَهًا قَدِيرًا أَبًا أَبَدِيًّا رَئِيسَ السَّلاَمِ" (إش9: 6). إن المولود من العذراء هو ابن الله قبل ميلاده منها، وهو ابن الله وابن الإنسان في آنٍ واحد بعد ميلاده منها. لأنه هو نفسه المولود من الآب قبل كل الدهور الذي أتى وتجسد من العذراء مريم في ملء الزمان بميلاده العذراوي العجيب. قال السيد المسيح لمنوح أبو شمشون في ظهور من ظهوراته السابقة للتجسد في العهد القديم: "لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسمي وَهُوَ عَجِيبٌ؟" (قض13: 18). وها هو إشعياء النبي يكرر نفس الأمر ويقول يُدعى اسمه "عجيبًا". لقد كان السيد المسيح عجيبًا في تجسده وفي ميلاده، عجيبًا في تواضعه، عجيبًا في محبته، عجيبًا في تعاليمه، عجيبًا في إخفاء مجده، عجيبًا في صلبه وموته وقيامته وصعوده إلى السماوات.. كان عجيبًا في كل شيءٍ. |
|