رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عُمق قراءات آحاد شهر كيهك الأحد الرابع (١) الراهب القس بطرس البراموسي ولادة يوحنا المعمدان مزمور العشية (مز 87: 5) "وَلِصِهْيَوْنَ يُقَالُ: هذَا الإِنْسَانُ، وَهذَا الإِنْسَانُ وُلِدَ فِيهَا، وَهِيَ الْعَلِيُّ يُثَبِّتُهَا". ويتحدث هذا المزمور بلسان السيدة العذراء.. المرموز لها بصهيون فهي مدينة الملك العظيم الذي أحبها واشتهى أن يسكن فيها.. فهو يشير إلى حبلها بمخلص العالم في أحشائها الطاهرة، وأن إلهها الذي في بطنها هو الذي يقول ويتحدث في هذا المزمور "الأم صهيون تقول أن إنسان وإنسان صار فيها وهو العلى الذي أسسها إلى الأبد". إنجيل العشية (لو 8: 1-3) "وَعَلَى أَثَرِ ذلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَمَعَهُ الاثْنَا عَشَرَ. وَبَعْضُ النِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ الَّتِي تُدْعَى الْمَجْدَلِيَّةَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ، وَيُوَنَّا امْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ، وَسُوسَنَّةُ، وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ مِنْ أَمْوَالِهِنَّ". يتكلم إنجيل العشية عن مَنْ كان يعول السيد المسيح أثناء حياته وهى ضمنياً يأخذ معهم السيدة العذراء التي حملته في بطنها أثناء الحبل به.. ثم ولدته وقمطته وأخذت تعوله وتُعلمه الفضيلة.. فأخذ ينمو قليلاً قليلاً بشبه البشر ما خلا الخطية وحدها، وأخذ ينمو في القامة والحكمة عند الله والناس.. ومِنْ ضمن مَنْ كان يعوله أثناء كرازته وبشارته بالملكوت.. بعض النساء التي كن قد شفين من بعض الأمراض والأرواح الشريرة.. ومن ضمن هؤلاء النساء مريم المجدلية التي أخرج السيد المسيح منها سبعة شياطين.. وهنا يوضح أن السيد المسيح جاء شافياً للأمراض مطلقاً للأسرى الذين تسلط عليهم إبليس مُحررًا للأجساد التي سكنها الشيطان. مزمور باكر (10:96-12) "قُولُوا بَيْنَ الأُمَمِ: الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. أَيْضًا تَثَبَّتَتِ الْمَسْكُونَةُ فَلاَ تَتَزَعْزَعُ. يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ. لِتَفْرَحِ السَّمَاوَاتُ وَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضُ، لِيَعِجَّ الْبَحْرُ وَمِلْؤُهُ. لِيَجْذَلِ الْحَقْلُ وَكُلُّ مَا فِيهِ، لِتَتَرَنَّمْ حِينَئِذٍ كُلُّ أَشْجَارِ الْوَعْرِ". يتحدث المزمور عن فرحة الخليقة كلها بقرب مجيء المخلص.. الكل يستعد لهذا الحدث العظيم الذي تنتظره الخليقة منذ زمن بعيد.. الكل ينتظر زمن الخلاص.. السموات متهللة بفرحة مجيء المخلص والأرض مبتهجة بنزوله إليها. إنجيل باكر (مر 3: 28-35) "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ، وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. وَلكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً. لأَنَّهُمْ قَالُوا: إِنَّ مَعَهُ رُوحًا نَجِسًا. فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجًا وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ. وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِسًا حَوْلَهُ، فَقَالُوا لَهُ: هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجًا يَطْلُبُونَكَ. فَأَجَابَهُمْ قِائِلاً: مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟ ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ: هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي". يتحدث إنجيل باكر عن مغفرة السيد المسيح لخطايا البشر حتى مَنْ يُجدف عليه نفسه، ولكن مَنْ يجدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد بل هو مستوجب دينونة أبدية "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ، وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. وَلكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً" (ع 28، 29). وهنا أوضح لهم السيد المسيح مبدأين مهمين في إيمان المسيحية عامة هما: أنه لا توجد خطية في العالم غير قابلة للغفران متى تاب عنها الشخص واعترف بها أو متى أعقبت الخطية توبة صادقة من القلب وذلك في رجائنا الثابت بالسيد المسيح. أن الخطايا التي لا تُغفر هي الخطايا التي تعاند الروح القدس.. وقررها آباء الكنيسة وحصروها في ثلاثة وهي (اليأس - الإصرار على الخطايا حتى الموت - التجديف على الروح القدس). فالشخص الذي يُجدف على الروح القدس يفقد رجاؤه في السيد المسيح في الحياة الأبدية والدهر الآتي.. والذي لا ينتبه لتنبيهات الروح القدس وتوبيخاته ويزدري بفعل الروح القدس في تغيير القلوب ويستمر في شروره وأفعاله الرديئة حتى لحظة الموت. وأيضاً الشخص الذي يُجدف على روح الله القدوس فهذا لا تغفر له خطيئته.. والتجديف على الروح القدس أننا ننسب المعجزات التي يصنعها السيد المسيح بقوة روحه القدوس إلى الشيطان، وذلك كما فعل الفريسييون "إِنَّهُ بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ" (ع 22). والسبب في عدم مغفرة خطية التجديف على الروح القدس هو أن الذي يأتي بالخاطئ إلى التوبة هو الروح القدس.. فمَنْ أغاظ الروح القدس عمدًا بمقاومته فارقه ومات المسكين في خطيته. |
|