ماذا قدم هؤلاء للطفل يسوع ؟

[Ramez5]

يسوع في فترة ميلاده الأولى ولمده عامين كان يتلقى الهدايا من المحيطين به , وهناك الكثير من الهدايا الإيجابية ولكن هناك من قدم الهدايا السلبية..

هناك من قدم طوعا وبإرادته وهناك من قدم رغم أنفه...لنتكلم بسرعة عن هؤلاء الذين قدموا الهدايا ليسوع.. وطبيعة تلك الهدايا المقدمة

يوسف :
ماذا قدم يوسف؟ .. لقد قدم يوسف العناية والرعاية لطفل المذود.. قد الطاعة الكاملة ، إذا قال له الملاك لا تخف أن تأخذ امرأتك يقول هو آمين ، وإذا قال أترك بيت لحم يقول آمين وإذا قال ارجع من مصر يقول آمين .. وإذا قال اذهب للناصرة يقول آمين.. الطاعة بلا تفاوض هي هدية يوسف النجار ليسوع هذا بالإضافة لبره الذي لم يشأ أن يشهر بمريم أبدا.. بل أراد تخليتما سرا.. أليس هذا البار قدم الكثير ليسوع .. ليتنا نتعلم من يوسف الطاعة

مريم :
قدمت مريم نفسها وخضوعها وتواضعها.. جميلة تلك العبارة " ليكن لي كقولك" مريم ارتضت أن يجوز في نفسها سيف.. ارتضت أن تتحمل عذاب الابن الذي جاء ينسحق في سبيل العالم.. الابن الذي تقول له ربي والهي.. كلما تخيلت العذراء القديسة المطوبة مريم وهي تتحمل كل هذا العذاب طوال حياة يسوع لا أستطيع أن أصيغ في كلمات ما قدمته تلك الفاضلة القديسة

يوحنا المعمدان
!!قد نستغرب هذا الأمر ولكن يوحنا وهو جنين أعلن ولاءه ليسوع فنجد اليصابات قد أعلنت بالروح القدس هذا الأمر لمريم " فهوذا حين صار سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني " لوقا 1: 44 وهكذا قدم يوحنا الابتهاج والفرح والتهليل لقدوم يسوع

صاحب الخان :
كثير من البشر بخلاء في هداياهم.. فلم تتسع الدار لصاحب الخان أن يقدمه لتلك المرأة الحامل التي ستلد في أي لحظة فقدم لها مذود للبقر.. لا أريد أن أظلمه فربما يكون فعلا هذا هو المتاح.. ولكننا في الواقع أحيانا يكون لدينا الكثير ولا نقدم إلا المذود الذي خارج البيت.. هل تجد صاحب الخان مثلا أعلى لك؟

المجوس:
قدم المجوس أكثر من شئ... قدموا الوقت فسافروا حوالي سنتين للوصل له كما قدموا المجهود ثم بعد هذا قدموا الهدايا الثمينة وأخيرا قدموا الأعلان عنه والشهادة له ... ولما التقوا به قدموا السجود والخضوع والتقدير والطاعة, وأخيرا بعدما تركوا قدموا مزيدا من الخضوع والولاء عندما لم يرجعوا الى هيرودس الملك من جديد

الرعاة :
. قدموا مشاركة مع الأجنة السماوية بالتسبيح والترنيم كما قدموا الاستعداد بترك كل ما لديهم في سبيل السيد إذ تركوا خرافهم وذهبوا وراء السيد الرب ليعلنوا ولاءهم له
ما أجمل تلك التقدمة

هيرودس :
من هنا نبدأ في التقدمات السلبية.. فماذا قدم هيرودس؟ قدم الخوف على منصبه.. قدم على طبق مئات الأطفال من سن سنتين فأقل لمجرد أن يرضي غروره ويضمن كرسيه.. قدم نفسه وفضلها على الله.. وعلى الرغم أن هيرودس هذا بدأ في بناء هيكل لله إلا أنه رفض أن يقدم ذاته مكرسا على مذبح الله.. فارتبط اسمه بالدم والبكاء الذي لا زلنا نسمع صداه إلى الآن.. ما هي أولوياتك.. وماذا يحدث إذا تعارضت مصالحك على إرادة الله.. سؤال يستحق الإجابة

كهنة اليهود ووجهائهم :
هم أيضا خافوا على مراكزهم.. قدموا الخوف والقلق.. وعلى الرغم من وجود المعرفة حتى أنهم عرفوا مكان ميلاد يسوع إلا أنهم لم يذهبوا ليسجدوا له.. مفضلين ترك الملك أن يتصرف مفضلين أن يموت سبب رجاء إسرائيل على أن يفقدون مناصبهم. صديقي .. أيها الأهم بالنسبة لك الله أم .. أي شئ آخر؟

المدينة (أورشليم) :
تلك التي اضطربت كلها عندما جاءتها البشارة من المجوس.. العجيب في الأمر أن عندهم النبوات ولكنهم كانوا عميان فلم يروا تلك الحقائق ولم يعرفوها إلا ببشارة عربية من المجوس الذين كانوا الأسبق في اكتشاف ميلاد المخلص.. ذلك الاضطراب الذي يدل على حالة العمى الروحي لتلك المدينة التي بها الهيكل والتي هي أساس ومصدر العبادة.. ولكنها تضطرب في الوقت الذي ينبغي فيه الفرح.. أليس هذا مثير للشفقة ؟

أطفال وأمهات بيت لحم:
يا لهول ما قدموه هؤلاء.. قدموا أجسادهم وحياتهم وفلذات أكبادهم لمن لا يرحم.. هذا الأمر لم يكونوا مخيرين فيه.. وكثيرا ما نجد أنفسنا نقدم أشياء بدون أن يكون الخيار فهل نقدمه بنفس راضية؟

وهكذا ترى لمحات سريعة من الأشياء التي قدمت ليسوع في أول عامين من حياته.. وأنت ماذا يا ترى ... قدمت من أجله