رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فى وداع عام مضى واستقبال آخر جديد... الاربعاء 01 يناير 2014 القمص يوسف حنا - كاهن كنيسة الشهيد العظيم ابى سيفين بالمهندسين "واذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله كان واقفا عند بحيرة جنيسارت. فراى سفينتين واقفتين عند البحيرة والصيادون قد خرجوا منهما وغسلوا الشباك. فدخل احدى السفينتين التي كانت لسمعان وساله ان يبعد قليلا عن البر.ثم جلس وصار يعلم الجموع من السفينة. ولما فرغ من الكلام قال لسمعان ابعد الى العمق والقوا شباككم للصيد. فاجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم ناخذ شيئا ولكن على كلمتك القي الشبكة. ولما فعلوا ذلك امسكوا سمكا كثيرا جدا فصارت شبكتهم تتخرق. فاشاروا الى شركائهم الذين في السفينة الاخرى ان ياتوا ويساعدوهم.فاتوا وملاوا السفينتين حتى اخذتا في الغرق. فلما راى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلا اخرج من سفينتي يا رب لاني رجل خاطئ. اذ اعترته وجميع الذين معه دهشة على صيد السمك الذي اخذوه. وكذلك ايضا يعقوب ويوحنا ابنا زبدي اللذان كانا شريكي سمعان.فقال يسوع لسمعان لا تخف.من الان تكون تصطاد الناس. ولما جاءوا بالسفينتين الى البر تركوا كل شيء وتبعوه" (لو 5: 1-11) ودعنا أمس عام 2013 اكاد اسمع الكثيرين يقولون مع بطرس: "قد تعبنا الليل كله ولم نصطاد شيئا" فماذا نفعل يارب؟ اليوم نستقبل عام 2014 ويليق بنا أن نسمع إلى وصية السيد المسيح للتلاميذ "تقدموا إلى العمق وألقوا شباككم"... دعوة السيد المسيح للكنيسة تقدموا إلى العمق فى الحياة الروحية.. وعكس العمق فى الروحيات - السطحية وقشور العبادة. - العمق فى الصلاة للتلاميذ جعل العلية تتزعزع - العمق فى الصلاة يغلق السماء ويفتحها.. كصلاة إيليا - العمق فى الصلاة نقل جبل المقطم أيام البابا ابرآم بن زرعه - العمق فى الصلاة كصلاة حنة أم صموئيل جعل عالى الكاهن يظنها أنها - سكرى فقالت له أنا مرة النفس.. فقال لها ثقى يا ابنة أن الرب سيعطيكى سؤال قلبك وقد كان صموئيل ثمرة لهذه الصلاة. - السطحية فى الصلاة.. كصلاة الفريسي: "أصوم يومين وأصلى ولست مثل هذا العشار.. الخاطى.." فنزل من بعد الصلاة مدانا أمام الله لأنه دان العشار. السطحية فى الصلاة تهتم بالكم وليس بالكيف - فى العشور نهتم بعطاء الجيب وليس بعطاء القلب.. عطاء الجيب مرفوض.. لكن عطاء القلب مطلوب. - السطحية فى قراءة الكتاب المقدس.. لا تجعلك تتقابل مع الله إنما تصدمك بالحروف.. فالحرف يقتل - ولكن الروح يحيى.. هل تتلذذ بكلام الله.. "إذ وجدت كلامك كالشهد فأكلته".. "وليس بالخبز وحده يحيى الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله".. كثيرون يقرأون الكتاب ولا يفهمون لأن السطحية فى القراءة تطغى على فكرهم - لذلك يصرح الكتاب ويقول: "من عمل وعلم يدعى عظيما فى ملكوت الله" - لذلك من حين لآخر كان السيد المسيح يشرح لتلاميذه أسرار ملكوت الله - ويؤكد لهم أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت الله أما الآخرين فكان يكلمهم بالأمثال... العمق فى قراءة الكتاب المقدس تحول الوصية إلى عمل فى حياة القارئ.. - السطحية فى علاقة الإنسان بالله.. فأهل موسى نظروا البحر أمامهم وفرعون خلفهم فقالوا لموسى: "أليس هناك قبور فى مصر لذلك جئت بنا إلى الصحراء لنموت وندفن فيها" أما موسى النبى رجل الله يقول: "قفوا انظروا خلاص الرب".. "الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون". وقد كان وانشق البحر الأحمر وعبروا.. وهنا نجد عمق الإيمان بالله.. وبصدق مواعيده. - السطحية فى حضور القداس الإلهى.. هناك من يسأل متى ينتهى القداس الإلهى لكى يأتى قبل نهاية القداس بربع ساعة. وهل تظن أن مثل هذا يأخذ بركة القداس الإلهى؟ يقول الرب "من يبكر إلى يجدنى".. يقول داود: "فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب".. هل انت مثل داود ام من؟ ليس كل من يحضر إلى الله يأخذ بركة بل من يتقابل مع الله هو الذي ينال بركة – نعم كثيرون يحضرون القداس الإلهي لكن قليلون هم الذين يتقابلون مع الله.. السطحية لا تصيد سمكا.. هناك من يبني حياته على رمال السطحية فتأتي الرياح ويسقط البيت ويكون سقوطه عظيما. لكن الواجب أن نتعمق ونتعمق – لكي تصمد حياتك أمام التجارب والضيقات. الإنسان السطحي في تفكيره لا يستفيد من أخطائه لذلك تتكرر أخطاؤه وتتعدد سقطاته.. أما الحكيم العميق في تفكيره يدرس أسباب الفشل في حياته ويتلافاها فيتجنب الوقوع في المشاكل مرة أخرى. السطحي يختار الزوجة إما لمالها أو جمالها أو حسبها ونسبها.. أما رجل الله يختار زوجة على أساس مخافة الله في حياتها – لأن مخافة الله هي العملة التي لا تتغير في الإنسان مهما طال الزمن. الإنسان الذي يهتم بالسطحية تاتي طيور السماء وتخطف الثمر.. و البذور التي تتعمق في الأرض تأتي بثمر أكثر من التي يكون عمقها ضعيفا.. فالقمح يأتي بثمر يكفيك شهر، اما شجرة الفاكهة – التي تنزل إلى أعماق كبيرة - تأتي بالثمر عشرات السنوات.. الإنسان السطحي في علاقته مع الله متواكل لا يحب العمل ظنا منه أن الله هو الرازق ونسى أنه يرزق الذي يتعب لأجل الطعام. ومن لا يعمل لا يأكل وهذا هو الناموس الإلهي.. لذلك تراءى الرب أمام التلاميذ في هذا الإنجيل لأنهم تعبوا طول الليل فذهب إليهم يعوضهم عن تعبهم. في دراستك للإنجيل لا تأخذه بسطحية.. فالآيه الواحدة قد تسقط كثيرين.. "فآمن بالرب يسوع تخلص أنت وأهل بيتك".. لكن هذه الآية ترتبط بأية "إيمان من غير أعمال ميت".. لا تنسى أن أريوس كان قسا لكنه سقط في تفسير الآية "أبي أعظم مني" وقال في نفسه مادام هناك عظيم فهناك أعظم.. ونسى أن السيد المسيح أيضا قال "أنا في الآب والآب في من رأني فقد رأى الآب" وأيضا قال: "أعمالي تشهد لي".. أنه إله في صورة إنسان.. الدخول إلى العمق وصيد السمك الوفير، أدى بالتلاميذ أن "تركوا كل شىء وتبعوه" وبذلك اختاروا النصيب الصالح الذي لا يمكن أن ينزع منهم. فيليق بنا أن نتخذ هذا القرار في العام الجديد.. أن نترك هموم واغراءات العالم ونتبعه.. |
|