رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الآن تُطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام ، لأن عَينييّ قد أبصرتا خلاصك ، الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب ، نور إعلانِ للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل لو 2 : 29 ـ 31 الآن تُطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام ، لأن عَينييّ قد أبصرتا خلاصك ، الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب ، نور إعلانِ للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل ) لو 2 : 29 ـ 31 كلمات نبوية ، ووحى إلهى نطق به شيخُ طاعنُ فى السن ، يخبرنا تقليدنا بالسنكسار تحت الثامن من أمشير أن عمره تعدى المألوف إذ عاش فى زمن بطليموس الثانى فيلادلفى الذى أمر بترجمة الأسفار المقدسة من العبرية إلى اليونانية مابين 283 و 246 ق.م ، وبهذا نراه وقد تعدى الثلثمائة من العمر إذ كان أحد المترجمين الإثنتى والسبعين . وإن كانت ثمة تقاليد أخرى ذكرت أن عمره تجاوز المائة والإثنتى عشر سنة . رأيته فى أيقونة الميلاد التى رسمها الفنان الطبيب لوقا البشير فى الإصحاح الثانى من بشارته ، إقتربت منه فى رهبة ، وجهه لا يحمل تجاعيد ما تصنعه الأيام فى أحفاده إذ تجدد شبابه كوعد الله وإن علا الشيب رأسه ولحيته بلون فضى يشهد بعتق أيامه ، ويصنع هالة من نور تضيف إلى وقاره وقاراً وقداسة .. سيدى ، أرانى أتلعثم ولا أجيد الكلام ، فمن لى أنا حديث النشأة قليل الأيام حتى يحاور سيدى ؟ !! ، ولكنه الفضول ومحبة المعرفة داخلى ، فأنت سيدى إبن هليل الفريسى الشهير المبجل عند اليهود ، وأنت والد غمالائيل المعلم الشهير الذى تأدب بولس الرسول ( شاول ) عند أقدامه على تحقيق الناموس الأبوى ( أع 22 : 3 ) ، لقد كان إبنك هذا مُعتبراً عند اليهود جداً ... قاطعنى مشفقاً على لعثمتى الظاهرة وإضطرابى ، لقد كان وجهه نورانياً مهيباً ، قال : + لقد عَمِدَ بعضهم على تسميته ( جمالائيل ) ، أى " جمال الناموس " ، فما رأيت المخلص وحملته بين يدى حتى إنكشف لى سر الناموس وما عاد عندى جامداً بل يحمل ظل جمال الخلاص ، طّيعاً بطراوة الروح وخفته .. وهذا ما سلمته لإبنى غمالائيل وما رآه فىّ .. قلت : نعم سيدى ، لقد قرأت بكتاب التلمود أنه ( منذ أن رقد الربان جمالائيل أحد السبعة المعتبرين ، إنطفأ مجد الناموس ) ، إلى هذا الحد كان مكرماً ذا شأنِ عظيم + وهل تظن أن جمال ما كتبه بولس الرسول فى رسائله إلا وقد تأثر بتعليم معلمه غمالائيل ولدى ؟ تجرأت حينئذ وسألته صراحة : إذن ، فلماذا كرهك اليهود وأغفلوا ذكرك بالتلمود أو الإشارة إليك بكتابهم ( المشناة ) ؟ + بإبتسامة ساحرة أضافت إلى جماله نورا ، رد قائلاً : هذا هو أول صليب - العلامة التى تُقاوم ـ إرتضيت أن أحمله ، كراهة اليهود - بنى قومى - لى .. قال هذا ثم تنهد طويلاً وأضاف متسائلاً : وهل كنت تظنهم يوقروننى وقد إعترفت بالمسيا جهاراً ؟ لقد عشت زمناً يسيراً بعد مقابلة الهيكل ، كرسته للشهادة الحية بنور الخلاص الذى أبصرته عينىّ .. سامحنى سيدى ، أرى أن ولدك " غمالائيل " لم يتبع المخلص بشكل واضح .. أتظننى متجاوزاً فى السؤال ؟ + أبداً يا إبنى ، لقد دافع ولدى غمالائيل عن الرسل بطريق غير مباشرة ( أع 5 : 34 - 39 ) ولولاه لقُتل التلاميذ فى بداية كرازتهم ، لقد إعتبرته الكنيسة الأولى من ( المناحيم ) أى مراقبوا الصبح حسب المزمور 130 الذى يقول ( نفسى تنتظر الرب أكثر من المراقبين الصبح ، من محرس الصبح إلى الليل فلينتظر إسرائيل الرب ) ، هذا من مزامير المصاعد الذى تصلون به أنتم الأقباط فى صلاة ما قبل النوم . طرقت برأسى متأسفاً ، وكأنه قد قرأ افكارى ، فأضاف : نعم أوافقك ، فالمراقبة وحدها دون الإقدام وإتخاذ القرار قبل فوات الأوان قد يضرنا أحياناً ، من يحمل المسيح بين يديه مثلى ، ومن يسمع شهادتى بأيقونه البشير لوقا فى إصحاحها الثانى ، عليه ألا يتردد أبداً فى قبول الخلاص .. ظللت سارحا بأفكارى : ( يا له من سر عجيب ، أكاد أسمع صوت كلمات أغسطينوس ترن فى أذنىّ كل مرة أقف فيها على المذبح حاملاً الجسد المقدس " .. طوباك يا كاهن العلى يا من يتجسد بين يديك إبن الله كما فى بطن العذراء .. " ، ألا أصرح فى صلاة الإعتراف كل مرة " .. أؤمن أؤمن أؤمن أن هذا هو الجسد الذى أخذه من سيدتنا ملكتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم .. " ؟ ) .. + أفاقنى مرة ثانية من بين أفكارى قائلاً : هى بركة لا تعادلها بركة أخرى ، وهى فرصة لا تعوض لتسمع الطوبى من فم الديان العادل ( طوبى لمن آمن ولم يرى - يو 20 : 29 ) ) ، لقد رأيت أنا مجد تجسده عيانا ، وأنت مع شعبك - يا كاهن الله العلى - تشهدون وتتحدون بمجد تجسده إيماناً فى سر الإفخارستيا ، هو لكم فى السر المقدس ، فلا تضيعوا الفرصة أبداً ، هو يقدم لكم الخلاص يومياً إمتدادا لسر تجسده وذبيحة صليبه ، فلا تتوانوا أبداً ، وتشفعوا بالبتول التى شهدت بسرها إذ يعطيكم السيد نفسه آية ، هوذا العذراء تحبل وتلد إبناً وتدعو إسمه عمانوئيل ( أش 7 : 14 ) |
|