منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 12 - 2013, 06:37 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,007

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

الصوم الروحي المقبول
و لكن لعل البعض يسأل الرب، كما حدث في أيام أشعياء النبي، ويقول:
لماذا صمنا ولم تنظر؟ أذللنا أنفسنا ولم تلاحظ؟ (أش 58: 3).
ويجيبك الرب كما أجاب أولئك وقال لهم: " أمثل هذا يكون صومًا أختاره؟!" (أش 58: 5).


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
اعلم يا أخي أنه ليس كل صوم مقبولًا أمام الله. فالفريسي الذي كان يصوم يومين في الأسبوع، لم يخرج من الهيكل مبررًا كما خرج العشار (لو18: 12،14). وكذلك الصوم البعيد عن التوبة، مثل صوم أولئك الخطاة أيام ارمياء النبي الذين قال عنهم الرب "حين يصومون لا أسمع صراخهم، وحين يصعدون محرقة وتقدمة لا أقبلهم" (أر 14: 11، 12). وكذلك أيضًا صوم المرائين، الذين يظهرون للناس صائمين (مت 6: 16 – 18).


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
فلا تقل إذن، صمت ولم أستفد روحيًا!!
إن حدث ذلك، فربما تكون أصوامك غير روحية. أو أنك تصوم وفي نفس الوقت تحيا في الخطية!! إذن علينا أن نعرف كيف نصوم؟ وما هو المعنى الحقيقى للصوم؟ وكيف نستفيد منه روحيًا؟


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
كثير من الناس يهتمون في الصوم بشكلياته، أو أنهم يفهمونه على أنه مجرد الطعام النباتي!! أو أنهم لا يهتمون بالجانب الروحي خلال الصوم!! لهؤلاء أقول: أن تعريف الصوم من جهة الجسد هو أنه الامتناع عن الطعام فترة معينة من الوقت، يعقبها طعام خال من الدسم الحيواني.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
فهل تمارس هذا الانقطاع عن الطعام والشراب؟ وهل تصل فيه إلى مرحلة الجوع وتحتملها.
هذا هو التدريب الأول، أعنى الجوع.. لقد قيل عن صوم السيد المسيح إنه "جاع أخيرًا" (مت 4: 2) (لو4: 2). وقال القديس بولس الرسول عن صومه مع زملائه "في جوع وعطش، في أصوام مرارًا كثيرة" (2كو 11: 27). وورد عن صوم القديس بطرس الرسول إنه " جاع كثيرًا واشتهى أن يأكل" (أع 10: 10). فهل تختبر الجوع في صومك؟
عندما تجوع تشعر بضعفك، فلا تفتر بقوتك، بل تلجأ إلى قوة الله لتسندك (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وعندما تجوع وتحتمل الجوع، تكتسب فضيلة الاحتمال وضبط النفس. لذلك لا تأكل كلما جعت أثناء الصوم، إنما أصبر واحتمل. وخذ بركة الإحساس بالجوع واحتماله والصبر عليه وأيضًا عندما تجوع تشعر بألم الفقراء الذين ليس لديهم ما يأكلونه، فتشق عليهم وتعطيهم.. هذا من جهة فترة الانقطاع في الصوم.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
نصيحة أخرى، وهى أن تبعد عما تشتهيه..
تذكر قول دانيال النبي عن صومه " لم آكل طعامًا شهيًا، ولم يدخل فمي لحم ولا خمر" (دا 10: 3).. أقول ذلك لأن كثيرين يأكلون مشتهيات كثيرة من الطعام النباتي، ويلتذون بها. وبالتالي لا يشعرون حقًا أنهم صائمون، ولا يستفيدون وقتذاك من صومهم، وبخاصة إن كانت لهم أو زوجة تتفنن في صنع الطعام (الصيامي)، وتجعله أشهى من الأطعمة الحيوانية.
و لذلك أضع أمامك هنا ملاحظتين في صومك: الأولى أنك لا تطلب أصنافًا معينة تلذ لك. والثانية أنه لو وضعت أمامك مثل هذه الأصناف المشتهاة -دون أن تطلب- لا تملأ شهوتك منها. خذ قليلًا واترك الباقي، واضبط نفسك. أو اخلط أصنافًا بأصناف، بحيث تفقد حدة حلاوتها ولذة مذاقها..
ليتك تتدرج في الصوم، حتى تصل ليس فقط إلى الجسد الجائع، بل إلى الجسد الزاهد.
بحيث يزهد جسدك هذه المتع التي تقدمها الأطعمة. إن عنصر المنع يبدأ أولًا. ولكنك حينما تدرب نفسك عليه وتعتاده، حينئذ لا تبذل مجهودًا لتمنع نفسك، لأنك تكون قد زهدت هذا الذي كنت تشتهيه أولًا، وتمنع نفسك عنه. وهذا الزهد في الأطعمة والمشروبات يتطور معك حتى تزهد في ملاذ أخرى كثيرة، مثل متع الحواس مثلًا، شهوات الجسد المتعددة.. وحينئذ يرتفع مستواك الروحي..


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
ويدخل عنصر المنع في مجالات عديدة.
فكما تتدرب على منع فمك عن الطعام والشراب، تتدرج إلى منع لسانك عن الكلام البطال وعن الأفكار الباطلة والخاطئة. وتمنع قلبك عن كل شعور خاطئ، وعن كل الشهوات والعواطف غير النقية. وتتدرج هكذا من صوم الفم إلى صوم اللسان، إلى صوم الفكر، إلى صوم القلب.


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
ولا يكون لك فقط جسد صائم، وإنما أيضًا نفس صائمة..
ويصبح الصوم مجرد تعبير عن حالة النقاوة الداخلية التي وصلت إليها. ويكون الصوم عبارة عن فترة روحية تحياها.. وبكثرة الممارسة تتعودها، وتصبح فضائلها بالنسبة إليك هى منهج حياة
أعنى أن ما تستفيده روحيًا أثناء صومك، لا تفقده حينما ينتهي الصوم وتفطر، بل يستمر معك. حقًا إنه قد تغير نوع طعامك، ولكن لم تتغير الفضائل التي اقتنيتها أثناء الصوم..


كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث
وهنا نفرق بين الإفطار والتسيب.
لأن كثيرين يضبطون أنفسهم أثناء الصوم. فإذا ما انتهى وحل العيد، يفقدون كل ما قد اقتنوه، ويظنون أن الإفطار يعنى التسيب وعدم ضبط النفس!! لذلك فالإنسان الذي يتخذ الصوم كواسطة روحية، هو الإنسان الذي يحتفظ في قلبه وفي نفسه وفي إرادته، بكل ما قد اقتناه أثناء الصوم فتستمر الفائدة معه. وإن كان الصوم قد ساعده على التخلص من عادة رديئة أو من عادة معينة، لا يعود إلى ذلك مرة أخرى حينما يفطر.
  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب لماذا القيامة لقداسة البابا شنوده الثالث
كتاب اليقظة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
كتاب الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 12:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024