منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 06 - 2012, 10:25 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

" كثيرة هي بلايا الصدّيق، ولكن من جميعها ينقذه الرب " (مزمور 34 : 19).
كلمة " بلايا " لها عدّة ترجمات، منها: مآسي، إصابات، محن، حظوظ عاثرة، شرور... إلخ.

نعم.. إنّه أمر واقعي وحقيقي، فالحروب والضيقات التي يتعرّض لها المؤمنون كثيرة، وهذا ما تؤكده اختبارات كل واحد منّا وما نسمعه من بعضنا البعض، وما سجّلته لنا كلمة الله أيضاً:
" ‎تعبت في تنهّدي، أعوّم في كل ليلة سريري بدموعي، أذوّب فراشي، ساخت من الغم عينيّ. شاخت من كل مضايقيّ ". (مزمور 6 : 6 – 7).

" إلى متى أجعل هموماً في نفسي وحزناً في قلبي كل يوم. إلى متى يرتفع عدوّي عليّ؟ " (مزمور 13 : 1).

" لأننا لما أتينا إلى مكدونية لم يكن لجسدنا شيء من الراحة، بل كنا مكتئبين في كل شيء. من خارج خصومات، من داخل مخاوف " (2 كور 7 : 5).

ولو تأملت في حياة رجالات الله كافة، لاكتشفت أنهم جميعهم دون استثناء عانوا من الحروب والضيقات والظروف الصعبة.. والرب لم يعدنا، بأننا لن نتعرّض لهذا النوع من الضيقات، بل هو من قال لنا:
" في العالم سيكون لكم ضيق... " (يوحنا 16 : 33).

وما أريد أن أتأمل فيه اليوم، هو كيفية مواجهتنا لهذه الحروب والضيقات، والانتصار عليها، والتمتّع بما حقّقه لنا الرب، لأن أسباب هزيمتنا وانحنائنا تحت وطأة هذه الظروف الصعبة كثيرة، منها: عدم الإيمان، عدم معرفة حقوقنا في المسيح، عدم استخدام السلطان الذي أعطانا إياه الرب... إلخ.

لكنني اليوم شعرت من الرب أن أركّز على سبب رئيسي وهام للغاية يقف وراء أغلب هزائمنا، وأنا أعتبره السبب الأهم، وهو ما أدرجناه كعنوان لهذا التأمل، وما تقوله هذه الآية:
" برضاك وقفت منيعاً كالجبل، لكن حين حجبت وجهك عنّي ارتعبت " (مزمور 30 : 7).

وآية أخرى تقول الكلام نفسه:
" أسرع أجبني يا رب، فنيت روحي، لا تحجب وجهك عني لئلا أصير كالمنحدرين إلى القبر " (مزمور 143 : 7).



آيتان بسيطتان، ولا تحتاجان إلى الكثير من الشرح، لأنّ معناهما واضح للغاية:
عندما يكون الرب راضياً علينا نقف منيعين كالجبل، لكن عندما يحجب وجهه عنّا نرتعب، لا بل نكون كالمنحدرين إلى القبر.

فمتى يحجب الرب وجهه عنّا؟
تعالوا نتعلّم معاً من كلمة الله.

المزمور 22 الذي كتبه داود، تنبأ فيه عن آلام الرب على الصليب عندما حمل خطايانا، وهو يقول:
" إلهـي إلهي لماذا تركتني بعيداً عن خلاصي عن كلام زفيري، إلهي في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هدوء لي " (مزمور 22 : 1 – 2).

والرب نفسه كّرر هذا الكلام عندما كان على الصليب:
" ونحـو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً: إيلي إيلي لما شبقتني، أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟ ".
(متى 27 : 46).
فعندما يحجب الرب وجهه عنك، فلا تحاول أن تفتش عن الراحة، أو الهدوء، أو السلام، أو الفرح، أو الانتصار أو الطمأنينة... بل رعب فقط !!!

هذا ما تقوله كلمة الرب، وليس تحليلاً أو رأياً خاصاً.
والسبب الوحيد لكي يحجب الرب وجهه عنّا بهذه الطريقة، هو الخطيئة !!!

فعندما كان الرب ممثلاً لنا كجنس بشري، حاملاً آثامنا وخطايانا، حجب الآب وجهه عنه.
وعندما نعيش نحن في الخطيئة، ونستسلم لها، ولا نعترف بها ونقاومها، سيحجب الرب وجهه عنا بكل تأكيد، وسنرتعب.
والنبي إشعياء يقول هذا الكلام الواضح:
" ها إنّ يد الرب لم تقصّر عن أن تخلّص ولم تثقل أذنه عن أن تسمع، بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع " (إشعياء 59 : 1 – 2).

هل تتخبّط في مشاكل كثيرة، ولا تجد خلاصاً وحلولاً لما تعاني منه؟
السبب ليس أنّ الرب لا يستطيع أن يخلصك أو أن يجد لك الحلول المناسبة، ولا أذنه ثقلت عن السمع، بل خطاياك فصلت بينك وبينه، وحجب وجهه عنك فارتعبت، وتعقدت أمورك كلها.

قال الرب عندما كان على أرضنا:
" والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي، لأنّي في كل حين أفعل ما يرضيه " (يوحنا 8 : 29).
لقد أكّد لنا الرب يسوع بنفسه المبدأ الذي نتكلم عنه، فهو قال، أنّ الأب الذي أرسله، كان معه دائماً، ولم يتركه وحده أبداً.. والسبب كان واضحاً لا يقبل التأويل، إذ يقول الرب:
" لأنّي في كل حين أفعل ما يرضيه ".
فعندما نسلك بطاعة كاملة للرب ولكلمته، وعندما نحرص كل الحرص أن لا نكسر وصاياه، فسنكون منيعين كالجبل، لا تؤثّر فينا الرياح والظروف المعاندة والحروب وهجمات الشيطان مهما عظم شأنها، لأنّ الرب سيكون معنا كل حين، ولن يتركنا وحدنا.
لقد جاء الشيطان على الرب، عندما كان يسير على أرضنا ممثلاً لنا، وجرّبه بشتى أنواع التجارب، وحاربه بكل أنواع الحروب، لكن ماذا كانت النتيجة؟
خسارة حتمية للشيطان، وانتصار أكيد للرب.
لماذا؟
لأنه كان يفعل كل حين ما يُرضي الآب، وهو قال:
" لن أكلمكم كثيراً بعد، فإنّ سيد هذا العالم قادم عليّ، ولا شيء له فيّ " (يوحنا 14 : 30).
نعم.. الشيطان قادم على الرب، ولقد سمّاه الرب باسمه الحقيقي " سيد هذا العالم ".
فالرب لم يُخفِ عنّا حقيقة موقع الشيطان، وحقيقة قوته..

ولهذه التسمية معنى عميق، فالشيطان متحكم في أمور العالم الذي نعيش فيه، وبين يديه الكثير من الإغراءات، والشهوات والخدع وما شابهها من أمور، والكلمة تقول:
" أن العالم قد وُضع في الشرير " (1 يوحنا 5 : 19).
لكن بالرغم من كل هذا، فالرب انتصر عليه، وأهم أسس هذا الانتصار الجزء الثاني من هذه الآية:
" لا شيء له فيّ ".
لم يكن للشيطان ممسك على الرب، لم يكن للشيطان أرض عند الرب، ولهذا السبب لم يستطع أن يتغلّب عليه.. وهكذا ينبغي أن نكون نحن.. نسلك كما سلك الرب، وهذا ما تطلبه منا كلمة الله:
" من قال أنه ثابت فيه، ينبغي أنّه كما سلك ذاك (أي الرب) هكذا يسلك هو أيضاً (أي المؤمن) " (1 يوحنا 2 : 6).

فعندما نسلك كما سلك الرب، وعندما لا يكون للشيطان فينا شيء، فليأتي علينا ساعة يشاء، بتجاربه، وبحروبه، وبضيقاته، وبمشاكله، وبكل ما يمتلك من قدرة ومغريات وما شابهها... فعندها سيكون الرب معنا وراضياً علينا، فنكون منيعين كالجبل، وبكلمة واحدة كما قال له الرب، نقول للشيطان: اذهب عني بعيداً.. فيرحل بكل تأكيد..

أحبائي: أمر هام للغاية ينبغي أن تنفتح أعيننا عليه بعد هذا التأمل:
ليس المهم وجود ضيقة ما.. لكن المهم أن يكون الرب معنا في وسط هذه الضيقة لكي نتخلّص منها، أو نجتازها منتصرين، لكي تأتي بما أرداه الرب منها، ولا يستغلها العدو لتدميرنا.

يقول داود:
" أيضاً إذا سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرّاً لأنّك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني " (مزمور 23 : 4).
لا خوف ولا خطر، حتى وإن سرنا في وادي ظل الموت، طالما الرب معنا..

والرب يقول ليعقوب:
" إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلدع واللهيب لا يحرقك " (إشعياء 43 : 2).
الأنهار لن تغمرك، والنار لن تحرقك، والسبب هو نفسه: الرب كان معه.

فلولا وجود الرب مع دانيال في جب الأسود لكانت التهمته..
ولولا وجود الرب مع الفتيان الثلاثة في أتون النار، لكانت حرقتهم بكل تأكيد..

لكن كثيرون يقولون: الرب رضي عنّا في المسيح، والرب يرانا كاملين في المسيح بلا عيب..
نعم.. لكن !!!

وهذا خطأ شائع يقع فيه أغلب المؤمنين..
نعم.. عندما نؤمن بموت الرب الكفاري على الصليب من أجلنا، ونأتي إليه معترفين بأننا خطاة، ونسلم حياتنا للرب، ننال الغفران بسبب دم الرب، وننال الحياة الأبدية، ونولد من جديد، وتُصبح مكانتنا وموقعنا أولاد لله، ويرانا الآب كاملين في المسيح، ويرضى علينا في المسيح، ولا نحتاج في كل مرة نقع فيها في الخطيئة، أن نُعيد الكرّة نفسها أو أن نولد من جديد في كل مرة..
وهذا الأمر لا دور لنا فيه البتة كأعمال نقوم بها، إنما نؤمن بقلوبنا إيمان حقيقي بعمل الرب على الصليب من أجلنا..
لكن رضى الرب على سلوكنا اليومي بعد هذا الاختبار هو أمر مختلف تماماً، وهذا ما نركّز عليه اليوم.

فالمؤمن، المولود من جديد، لا يستطيع أن يعيش حياة أهل العالم ويكون مستهتراً ومستبيحاً وكاسراً لوصايا الله أو لوصية واحدة حتّى، وفي الوقت نفسه ينال رضى الله، ولا يتعرّض للتأديب، الذي سيكون قاسياً في بعض الأحيان عندما لا يتوب توبة حقيقية، ويسلك بتدقيق وبطاعة كاملة لكلمة الله.

أحبائي: لقد حسم الرب المعركة مع الشيطان على الصليب، وسحق رأسه، وجرّد الرياسات والسلاطين من كل قوة، وأعطانا السلطان لكي ندوس العقارب والحيات ولا شيء يضرّنا، وجعل سور نار من حولنا، وجعل غطاء من دمه الثمين علينا، فالشيطان وكل أجناده لم يعد بإمكانهم الاقتراب منّا أو إيذائنا، لكن الاستسلام للخطيئة، وعدم مقاومتها، وكسر وصايا الرب وعدم طاعة كلمته والسلوك بتدقيق، يجعلوننا نتعرّض للتأديب، وخطايانا هذه تفصل بيننا وبين الله، فيحجب وجهه عنا فنرتعب، لا بل نكون كالمنحدرين إلى القبر، ونُعطي فرصة للشيطان لكي ينتصر علينا ويدمّر حياتنا ويحرمنا من التمتع بكل ما صنعه الرب من أجلنا.. عوضاً عن أن نكون منيعين كالجبل، منتصرين، فرحين، نتمتع بسلام دائم، وكل أمورنا تسير من مجد إلى مجد ومن قوة إلى قوة..
فأي طريق سنختار اليوم؟

ما هو الحل؟
" أسمعني رحمتك في الغداة لأنّي عليك توكلت، عرّفني الطريق التي أسلك فيها لأنّي إليك رفعت نفسي، أنقذني من أعدائي يا رب إليك التجأت، علّمني أن أعمل رضاك لأنّك أنت إلهي، روحك الصالح يهديني في أرض مستوية، من أجل اسمك يا رب تُحييني، بعدلك تُخرج من الضيق نفسي، وبرحمتك تستأصل أعدائي وتُبيد كل مضايقي نفسي، لأنّي أنا عبدك ".
(مزمور 143 : 8 – 12).

المزمور نفسه الذي بدأ كاتبه بالقول: لا تحجب وجهك عني لئلا أصير كالمنحدرين إلى القبر...
أكمل كاتبه، رافعاً نفسه للرب، ملتجئاً إليه، طالباً منه أن يعرفه الطريق التي ينبغي عليه سلوكها، وأن يعلمه أن يعمل ما يرضيه، واثقاً أن الروح سيقوده، فيُخرج نفسه من الضيق ويستأصل كل أعدائه ومضايقيه.. ويختم قائلاً: لأنني أنا عبدك..
وكلمة عبد، لها معنى معبّر، فالعبد لا مشيئة خاصة له، بل هو يفعل فقط مشيئة سيده، ويفعل ما يُرضي سيده، وما يمليه عليه.. وهذا هو الحل:
نهدأ في محضر الرب، ونرفع أنفسنا إليه، ونُعطي الحرية للروح القدس، ليشير لنا من أين سقطنا، وإلى أين انجرفنا، ويعلمنا الطريق التي ينبغي أن نسلكها، ويعلمنا أن نعود ونعمل ما يرضي الرب، ونتوب توبة حقيقية عن خطايانا، ونخضع لكلمة الله ونطيعها بتدقيق، فيتحنّن الرب علينا، ويُخرج أنفسنا من الضيق ويستأصل كل أعدائنا ومضايقينا، ويجعلنا منعين كالجبل، فنعود ونتمتع بالحياة من جديد، وننال كل ما أعدّه الرب لنا..

له كل المجد.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب (ارتعابًا ارتعبت فأتاني)
مسحت وجهك المشوة بالدماء والبصاق فطبعت صورة وجهك
عندما يصرخ شخص ما في وجهك،
عوّد نفسك أن لا تُبكيك خيبة
ان حجبت وجهك عني لن اتركك


الساعة الآن 09:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024