رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحبة ليست من جانب واحد الحياة الروحية هي حب متبادل بين الله والناس. إن الله يحبك. هذه حقيقة لا جدال فيها. والله يحب العالم كله (هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد..) (يو16:3). ولكن علي الرغم من هذا الحب والبذل، لم يخلص العالم كله. لم يخلص يهوذا، ولا حنان ولا قيافا، ولا هيرودس.. ولا كل أولئك الذين رفضوا الرب وماتوا في رفضهم.. أولئك الذين قال عنهم الكتاب (إلي خاصته جاء، وخاصته لم تقبله) (يو11:1). (النور في الظلمة والظلمة لم تدركه) (يو5:1) (النور جاء إلي العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور) (يو19:3). لا يكفي إذن أن الله يحبك، إنما يجب أيضًا أن تحب الله. وإن لم تحب الله، لن تخلص. لأن الوصية الأولي والعظمي هي أن تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك) (كت22: 27،28). محبة الله طبيعة فيه، لأن الله محبة (1يو16:4). ولكن السؤال الهام هو هذا: ما موقفنا من محبة الله؟ هل نرفض محبته؟ كما قال عن شعبه في القديم (مددت يدي طول النهار لشعب معاند مقاوم) (رو21:10). أم نبادله حبًا بحب، كما قال الرسول (نحن نحب لأنه هو أحبنا أولًا) (1يو19:4). والمطلوب منا ليس أن نحبه فقط، بل أن نثبت في محبته. بهذا نخلص أن نثبت في محبته. وهكذا قال الرب (أثبتوا في، وأنا فيكم) (يو4:15). (أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه، هذا يأتي بثمر كثير) (إن كان أحد لا يثبت في، يطرح خارجًا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق) (يو15: 5،6). وما هو هذا الثبات؟ يقول الرب: (أثبتوا في محبتي) ( يو9:15). كما أحبني الآب، أحببتكم أنا. أثبتوا في محبتي. وكيف يا رب نثبت في محبتك؟ يقول (إن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي. وكما أني أنا قد حفظت وصايا أبي، وأثبت في محبته) (يو15: 9،10). هي إذن محبة متبادلة، وثبات في هذه المحبة وعن هذا يقول القديس يوحنا الرسول. (من يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه) (1يو16:4). وأنت إن أحببت الله، فالضرورة تحب قريبك، تحب أخاك في البشرية. لأن الرسول يشرح هذا الأمر فيقول (إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه، فهو كاذب.لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟!) (1يو20:4). ثم يتابع الرسول كلامه فيقول (ولنا هذه الوصية: أن من يحب الله، يحب أخاه أيضًا) (1يو21:4). إنها مخادعة أن يقول لك أحد، إنك تضمن الخلاص لأن الله يحبك..! ولا يكمل تجاوبك مع هذه المحبة. وكشف المخادعة هو: ماذا إذا كنت لا تحب الله. هل تخلص وأنت لا تحبه؟! هل تخلص وأنت تكسر الوصية الأولي والعظمي، والتي تقول كل فكرك. والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك.. وبهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء؟! (مت22: 37-40). إن المحبة ليست من جانب واحد. إنها محبة متبادلة، الجانب الإلهي فيها كامل تمامًا. ولكن ماذا عن الجانب البشري؟! لو كان العامل البشري لا أهمية له، إذن لخلص جميع الناس،لأن (الله يريد أن جميع الناس يخلصون، وإلي معرفة الحق يقبلون) (1تي4:2). الله يريد الخلاص لجميع الناس. ولكن المشكلة أنهم هم لا يريدون الخلاص لأنفسهم. لذلك يهلكون. وهكذا قال الرب (كم مرة أدرت.. ولم تريدوا. هوذا بيتكم لكم خرابًا) (مت23: 37،38). الله يحب الناس، ويريد خلاصهم. ولكنه لا يخلصهم ضد إرادتهم. لا يرغمهم علي الخلاص. لابد أن يحبوا الله، ويطلبوا الخلاص، ويسعوا إليه. وهنا أهمية العامل البشري. هنا أهمية قول القديس بولس الرسول (جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الأيمان. وأخيرًا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل) (2تي8:7). وأيضًا قوله (ليس إني قد نلت أو صرت كاملًا، ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضًا المسيح يسوع) (أسعى نحو الغرض لأجل جعالة الله العليا..) (في3: 12،14). هذا هو الجهاد المطلوب منا، لنثبت محبتنا لله، ولكي نثبت في محبته. وهو جهاد ذو فرعين: 1* جهاد ضد الخطية. وعن هذا يقول الرسول القديس (بل اقمع جسدي واستعبده، حتى بعد ما كرزت لآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا) (1كو27:9). ولا يقول تكفيني محبة الله لي، وبها أخلص!! بل هناك واجب بشري نحو محبة الله لي، أن أقمع جسدي واستعبده، وإلا.. ويذكر أيضًا محاربتنا ضد قوات الظلمة، وهي مصارعة ليست مع لحم ودم، بل مع أجناد الشر الروحية (1ف6). وعن ذلك قال الرسول للعبرانيين موبخًا: (ولم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية) ( عب4:12). ولم يقل لهم: تكفيكم محبة الله لكم. ستخلصون لأن الله يحبكم.. بل عليكم واجب: أن تقاوموا الخطية وتجاهدوا.. 2* الأمر الثاني هو عامل إيجابي من جهة البشر، وهو الإيمان، ومحبة الله، وثمر الروح. وله جوانب عديدة جدًا. فالمحبة تقرأ عنها في (1يو4) (1كو13). وثمر الروح تقرأ عنه في (غل5: 22،23). والإيمان ينبغي أن يكون بالمحبة (غل6:5). ما أشد خطأ الذين يركزون علي عمل الله من أجلنا.. ويهملون عملنا من أجله. |
|