رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سكني الله فينا من محبة الله لنا: سكناه في قلوبنا. الله الذي يقول (يا ابني أعطني قلبك) (أم23:26). إنه ينظر إلي قلب كل واحد منا، وإلي نفس كل واحد منا، وإلي نفس كل واحد منا، ويقول (ههنا هو موضع راحتي إلي أبد الأبد. ههنا أسكن لأني اشتهيته) (مز132). قيل عنه في تجسده أنه: لم يكن له موضوع يسند فيه رأسه (لو9:58). أحسن موضوع يسند فيه الرب رأسه، هو القلب النقي.. هو القلب الذي يحب الله، ويحب أن يكون الله في أعماقه.. من محبة الله لنا، إنه يقف علي باب قلب كل منا، ويقرع لكي يفتح له (رؤ3:20). يقول لكل نفس من نفوسنا (افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا كاملتي) (نش5:2). وإن تباطأت النفس في أن تفتح له، يظل منتظرًا قارعًا علي أبواب قلوبنا، حتى يمتلئ رأسه من الطال وقصصه من ندي الليل (نش5:2) الله المحب الذي لا تسعه السموات ولا سماء السموات (1مل8:27).. يريد أن يسكن فينا. أن أعظم سماء يحب الرب أن يسكنها، هي قلبك وأعظم هيكل يوجد في هو قلبك. بل أعظم عرش يجلس عليه هو قلبك، كما قيل في قصيدة: *** همسة حب *** في سماء أنت حقًا أنما كل قلب عاش في الحب سماك عرشك الأقدس قلب قد خلا من هوي الكل فلا يهوي سواك ما بعيد أنت عن روحي التي في سكون الصمت تستوحي نداك نعم، نحن هياكل الله، والله يسكن فينا (1كو3:16). انه يقول (أن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي. واليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا) (يو14:23) أي الأب والابن يسكنان فيك، وأنت أيضًا مسكن للروح القديس (اكو3: 16). فيكون مسكنًا لثالوث القدوس.. حقًا، ما أعمق محبة الله لنا. وما اسمي القلب المحب لله. هذا القلب الذي يسكنه الله ومحبة الله، هو -بدون مبالغة- أسمى من لسماء التي فوقه!! نعم، هذا هو عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت1:23). من نحن يا رب، حتى تكون معنا؟ نحن التراب والرماد، والمزدري وغير الموجود (1كو1:28) وكأن الله يقول: أنا معكم كل الأيام، لأني أحبكم وأحب أن أكون في وسطكم. قد وعتكم من قبل أنه (حيثما أجتمع أثنين أو ثلاث باسمي فهناك أكون في وسطهم) (مت18:20). نعم أن مسرتي في بني البشر. أنا أحب أن أسكن فهم.. أنتم سمائي الخالدة. أنت عرشي الذي أجلس عليه.. أنتم ملكوتي. ألم يقول الكتاب "ملكوت الله داخلكم" (لو17:21). نعم، داخل هذه القلوب، أفتح قلبك، تجد داخله ملكوت الله تجد محبة الله.. انه الله الذي يقول (يا ابني أعطني قلبك) (أم 23:26). عجيب أنه يقول الرب أعطني قلبك. من أنا يا رب حتى أعطيك؟! أنت مصدر كل غني. أنت الذي تشبع كل حي من رضاك. أنت مالك الكل، أنت لك الأرض وما عليها، المسكونة وكل الساكنين فيها (مز24:1).. أنت يا رب الكائن الوحيد الذي لا يحتاج إلى شيء.. ومع ذلك سأعطيك يا رب قلبي، كما طلبت. ولكن لكي تقدسه وتنظفه وتطهره، وتسكن فيه، فيتبارك بك ويكون لك.. خذه يا رب، وأسند فيه رأسك.. أنت الذي خلقته. وأنت الذي أعطيتني إياه، أوصيتني قائلًا (فوق كل تحفظ أحفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة (أم4:23). ليتك أنت تحفظه، هذا الذي أعطيتني إياه، ليكون لك. وحينما يقدمه موضعًا لسكناك، أقول لك كما قال الشعب في القديم، حينما تبرعه لبناء بيت الرب.. (منك الجميع، ومن يدك أعطيناك) (أي29:14). مبارك أنت يا رب في محبتك، حينما تقبل من أيدينا شيء،ومبارك أنت في تواضعك حينما تقول (يا ابني أعطني) مثلما قلت للمرأة السامرية أعطني أشرب (يو4:7).. وأنت الذي عند الماء الحي، الذي كل من يشرب منه، لا يعطش إلي الأبد (يو4:14) حقًا يا رب، ليس لك شبيه بين الآلهة، كما قال داود عبدك (من مثلك) (مز89: 6، 8). أنت يا رب حنون جدًا، وعطوف جدًا، ومحبتك فوق الوصف، وفوق الشرح، لا يستطيع لسان أن يعبر عنها.. |
|