رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في مجتمعات، مثل المجتمع اليهودي في ذلك الوقت، كانت تقاس قيمة المرأة بمقدار قدرتها على إنجاب الأطفال. كان التقدم في السن بدون إنجاب غالباً ما يؤدي إلى مشكلات شخصية وعار اجتماعي. وكان تقدم السن بأليصابات دون إنجاب يشكل وحشة مؤلمة ووقتاً عصيباً، لكنها ظلت خلاله أمينة لله. ينحدر كل من زكريا وأليصابات من عائلة كهنوتية. وكان زوج أليصابات يذهب أسبوعين من كل عام إلى هيكل أورشليم ليمارس خدماته الكهنوتية. وربما كانت الحياة تسير بهما على وتيرة واحدة حين عاد زكريا من إحدى رحلاته مذهولاً معقود اللسان. وكان الخبر مفاجأة عجيبة. فما كان سراباً ربما يصبح حقيقة واقعة. وسرعان ما حبلت أليصابات وعلمت أن الله وهبها عطية لم تجرؤ منذ زمانٍ طويل أن تطلبها. وانتشرت الأخبار سريعاً في وسط العائلة. وكذلك في الناصرة على بعد نحو ستين كيلومتراً إلى الشمال صارت مريم حبلى على غير توقع. وبعد أيام من بشارة الملاك لمريم بحملها للمسيح ذهبت لتزور أليصابات. وكانت تربطهما معاً العطية الفريدة التي منحها الله لهما. وعلمت أليصابات أن ابن مريم سيكون أعظم شأناً من ابنها، الذي سيصبح مُرسلا أمام ابن مريم العذراء. وعندما وُلد الطفل أصرت أليصابات على تسميته يوحنا، الاسم الذي أعطاه له الله. وحين وافق زكريا على ذلك كتابةً انحلت عقدة لسانه، وتساءل كل من في المدينة تُرى ماذا سيكون هذا الطفل؟ كانت أليصابات تهمس بتسبحتها وهي تعتني بعطية الله. ولابد أن معرفتها بما حدث مع مريم قد ملأها دهشة عن توقيت الله. وصارت الأمور أفضل مما تصورت أو خططت. نحتاج، في حياتنا الخاصة إلى أن نتذكر أن الله يضبط كل الأمور ويتحكم في كل موقف. متى كانت آخر مرة توقفت فيها لتتعرف على توقيت الله في أحداث حياتك؟ |