هي حياة توبة وهي حياة امتداد إلى الأمام لا يعرف الوقوف لأن بلوغ الكمال سقوط مريع (القديس غريغوريوس النصيصي) الله هو الحقيقة والتوبة هي جوع وعطش إلى الله لا حد لهما فالنفس تريد الله فيجب عليها أن تفتش عنه لأنه إن لم تفتش عنه فتشت عن اللذة واستعبدت لها. فحياة الراهب ليست سوى تذوق مسبق لطعم الحياة الأبدية إذاً فعلى الراهب أن لا يقف أبداً في التقدم الداخلي ويروى عن القديس سيسوي الكبير أنه لما كان على فراش الموت والرهبان حوله لاحظوا أن وجهه أشرق واستنار فسألوه ما به؟ فأجابهم: إني أرى أبانا القديس أنطونيوس الكبير, ثم ازداد وجهه إشراقاً لأنه رأى الرسل القديسين الأطهار ثم أشرق إشراقاً بهياً جداً لأنه رأى العذراء القديسة ورأوه يتمم بشفتيه كأنه يتحدث إلى أحد ما, وكان يتحدث إلى العذراء ويتضرع إليها كي تشفع له لدى ابنها الإله كي لا يموت كي يبدأ بالتوبة. وعلى الراهب ألّا ينتظر مفعولاً أو نتيجة لجهاده حتى الموت.
الشيخ بافنوتيوس المتوحد كان ذات مرة ماراً في قرية تكثر فيها حوادث الدعارة بلا خجل فوقع نظره على خطايا سكان القرية فما كان منه إلا أن بكى طالباً إلى الله أن يغفر خطاياه هو.
وحياة التوحد هي حياة تمجيد لله كالملائكة فالرهبان هم الذين أوجدوا الذكسولوجيات والتسابيح والليتورجيات أي التمجيد السماوي على الأرض فالراهب لا يستطيع الامتناع عن التمجيد لأنه يرى الله.