رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اليوم العالمي للمرأة السورية يمر يوم المرأة العالمي هذا العام وليس من أفراح لدينا، ولا أعياد، ولا مناسبات. لم يعد لنا سوى أن نشتم رائحة البارود والموت والدخان، محملة ببعض من رماد وبقايا دماءٍ تفرض ذاتها أمام أعيننا، ولا نخالها تغيب عن بالنا صور من كانوا معنا حتى للحظات. فلم يغدر بهم عدو على الحدود.. كما تعلمنا، وشاهدنا، وعرفنا. إنما لمن المؤسف أنه بين أحباء وأخوة وجيران ممن غدر بهم الزمان. ورغم كل هذه الأحقاد والمرارة تبقى المرأة السورية لتساهم وتشارك في الحدث وبث الأمل في النفوس ولتثبت ذاتها وتعمل جاهدةً، تشارك أهل بيتها ليكونوا متحابين متعاونين لتجاوز كل الصعاب. ولم تزل مثلها مثل أية إمراة في العالم تسعى لتصحيح ماوقع عليها من ظلم اجتماعي او اقتصادي نتيجة قوانين وعادات وتقاليد حولتها- ومعذرة - مثل سلعة وعمل تجارةٍ ولتفقد بعضاً من وهج مقامها..ولتبدو غير تلك التي نحبها ونعشقها ونسامرها ونسكن لجانبها أماً وحبيبة وزوجة وأختا وإبنة التي نود أن نراها، فهي زينة الحياة لنا وبهجتها. دون الحاجة للتذكير أنها جزءاً ثابتاً لا بل تفوق الرجل قدرة ووعياً ونضوجاً. من غير أن يكون لي القدرة على التخيل والتبصر والمعرفة، فيما لو لم تكن المرأة من يحرك أهم دوافع الحياة فينا وأعني الروح والنفس معاً. ولو تطلعنا بعين اليقين فإذ بها في دورتنا الدموية تجري، وبعضاً من خلايا تبعث لنا بإكسير الحياة. ماذا ندون اليوم؟ وهذه الحالة التي تجتاح وطننا من كل جبهاته، وجهاته الخاوية من كل ابتسامة مشرقةٍ اللهم سوى لمن استشهد ولدها فراحت تهلل .. أنه قابل ربه مكللأً بثياب عرس مؤجل منذ عامين. فهل من معترض لاسمح الله بأن تكون هي من تحمل الشعلة هذا العام.. ولأجلها نخصص مناسبة اليوم . فمعذرة يا نساء العالم اليوم هو لسيدتنا نحن في الوطن الذي نحبه. من تبذل جهداً يساوي ولربما أكثر مع من راح يصنع غداً لوطن بات مرتهناً تحت الأنقاض والدماء والقتلى والخراب. فهاهي تؤازرهم وتشد على أياديهم لغدٍ قادمٍ موعود كما في كل ربيع حاملاً للبشرى والفرح . متطلعين معاً لقيام مجتمع خالٍ من العبودية والقهر. لقد طال الليل عليها وكوتها ساعات النهار بنار جوع يفتك صغارها. لقد هاجرت ونزحت مع من هاجر ونزح.. وتسمرت حاملة صليبها مع الجموع التي آثرت البقاء تنتظر ساعة الخلاص وهي التي لم تكن يوماً تظنَّ أنها تقف على أسوار بلدها وتراب وطنها، يعيث به العابثون من دون رحمة أو شفقة. يحطمون ويحرقون ويقتلون وينتهكون فلا من محرمات لديهم ولا مقدسات. ورغم كل الشقاء لم تزل تجاهد في تدبير حاجيات أسرتها من البقايا المتبقية خلف نوافذ الأحلام، وستائر المعونة لتصنع وجبات من بذار قلبها وحسن تدبيرها. هاهي تقف أمام طلابها لتبدأ نهاراتها وهي متسربلة بشعارات الحب والرجاء لغد مشرق. هاهي بين الحقول تبذر، وتعشب الأرض، وتجمع الرزق والحطب. أراها في المدارس رافعة جبينها.تربي أجيالها، وتمنح طلابها ابتسامتها الرقيقة التي تنفذ إلى نفوسهم الحائرة المتعبة من ضنك الحياة وما آلت اليه أمورهم. تحية اكبار واجلال للمرأة السورية أينما كانت وفي أي موقع صالت وجالت. تحية اكبار لنسوة الوطن ممن استشهدنَّ لاعلى جبهات العدو، بل في قراهم ومزارعهم وحتى في داخل بيوتهم ذوداً عن حياض الوطن وحريته. ودفاعاً عن قيم لمجتمع أراده أصحابه أن يبقى حراً. تحية اكبار لكل العاملات اللواتي يسعين لرفع مستوى أبناء أمتهم وأسرهم، وعوناً لرجالاتهم فيعلمون، ويعملون، ويغدقون بالمحبة والخير إلى كل من هم أمانة في رقابهم . أنتم الظلال الوارفة التي تقينا من كل ضربات الألم وتخفف عنا الأوجاع والضيقات وتهبنا الراحة والفرح. لكن تنحني قاماتنا عرفاناً بدوركن الريادي في حياتنا. سلامي إليكن أينما كنتن.. وكيفما كنتن. |
|