رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوقاية المستمرة من السقوط ما دمنا نحمل هذا الجسد، فإننا معرضون في أي لحظة لهجوم من حركات الشهوة التي لها هذا الحق دون أن تسيطر علينا اللهم إلاّ بهوانا ورضانا أو لتراخ وتهاون (9)... ما دمنا في هذه الحياة لا نكون بعد قد بلغنا الكمال. لكن ليس لحركات الشهوة قوة فينا بل تزحف لعلها تخدعنا فنقبلها أو تهول لنا شدة الحرب فنستسلم أو تخدعنا مدعية أننا فقدنا عفتنا لمجرد حربها معنا فنيأس. وكما يقول القديس أغسطينوس: (بالرغم من أنه لا يوجد بعد الكمال الذي فيه لا تتصارع العفة مع الرذيلة إنما إلى الآن لا يزال "الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد" (غلا17:5)، إنما يكفينا ألاّ نوافق الشرور التي نشعر بها. لأنها بموافقتنا لها يخرج من فم القلب ما يدنس الإنسان. وبرفضنا لها خلال العفة لا يضرنا شر شهوة الجسد التي تحارب شهوة الروح. + توجد فينا شهوة شريرة، لكن بعد موافقتنا لها لا نعيش أشرارًا. توجد فينا شهوة الخطية، وبعدم اطاعتنا لها لا نكمل الشر، لكن وجودها يعني أننا لم نكمل الخير بعد. والشهوات الشريرة تجد لها موضعًا فينا حيث توجد اللذات غير المشروعة ولكننا لا نكمل هذه الشهوات عندما نقاومها بالذهن خادمين ناموس الله (رو25:7) (10). في المعمودية صُلبت شهوة الجسد، إذ صُلب إنساننا العتيق وصار لنا الإنسان الجديد الذي بطبعه يحب القداسة التي للمسيح ويسلك فيها طبيعيًا. وكما يقول الرسول: "إن إنساننا العتيق قد صُلب ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد للخطية" لكن إن خنع الإنسان أو تهاون وقبل حركات الإنسان القديم المصلوب يسقط تحت سلطان شهوة الجسد. لهذا يحذرنا الرسول "احسبوا أنفسكم أمواتًا عن الخطية (أي لا توافقوها)،إذًا لا تلكن الخطية في جسدكم المائت لكي لا تطيعوها في شهواته. ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله (رو12:6-14). أيها العزيز. هذا هو إيماننا أننا فعلًا "قد ذُقنا معه بالمعمودية للموت عالمين أن إنساننا العتيق قد صُلب ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نُستعبد أيضًا للخطية" (رو6:6). + يبجل البعض الخصيان بالطبيعة... لكن أعظم منهم الذين يستشهدون بقطع أفكارههم الشريرة كما بسكين. القديس يوحنا الدرجي (11) + هذا هو عملنا الحالي ما دامت حياتنا تحت النعمة مستترة، وهو ألاّ نُملَّك الخطية أو شهوة الخطية في جسدنا، لكن إن كنا نطيع شهوتها تملك علينا. لهذا فإن شهوة الخطية فينا لكننا لا نسمح لها أن تملك علينا، ورغبتها موجودة لكن يلزم ألا نطيعها حتى لا تسيطر علينا. القديس أغسطينوس (12) _____________________ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السقوط في ذاته ليس بالأمر الخطير، بل يكمن الخطر في البقاء منطرحًا بعد السقوط |
التلمذة المستمرة |
التوبة المستمرة |
العلاقة المستمرة |
الخدمة المُثمرة |