رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إتجاهات خاطئة تحت ستار "الحب" ما دمنا نتحدث عن تمييز الحب الحقيقي عن الشهوة وأيضًا عن الإفتتان أو الحب الرومانتيكي romantic أي الخيالي الوهمي، يليق بالمراهق أيضًا أن يتبصر لئلا ينحرف نحو إتجاهات خاطئة تحمل إسم "الحب" نذكر منها (9): 1- حب السيطرة أو الإستحواز على الآخركثيرًا ما يمارس المراهق "حب الذات" أو "حب السيطرة" تحت ستار الحب. فالمراهق غالبًا ما ينشغل في بدء حياته بالتعرف على قدرته على التأثير على الجنس الآخر، فيجرب أقنعة ويمثل أدوارًا في ملبسه وتصرفاته، مُيررًا جمال بدنه أو قوته، سرعة بديهته، لطفه ورقته وأحيانًا صرامته وحزمه... إنه يستعرض ذاته على الجنس الآخر، لأنه شديد الإعجاب بذاته، يريد أن يؤكد إعجاب الجنس الآخر وتعلقه به. فهو يتطلع إلى الجنس الآخر على أنه مجرد مرآة تكشف له قوة شخصيته وجاذبيتها. المراهق يريد تأكيد رجولته فسرعان ما يستحوذ على فتاة من المعجبات به، يفرض نفوذه عليها ويحملها على التعلق به تارة بالرقة الشديدة والجري وراءها وأخرى بتصنع العنف وتجاهلها، وفي كلتا الحالتين لا يطلب ما لبنيانها، إنما ما يؤكد لنفسه قدرته على السيطرة ليصير معبودًا في عيني نفسه. هذا ما يسبب المنازعات والمنافسات بين المراهقين للتباهي بالغلبة والنصرة بقصد جذب الأنظار إليهم. بنفس الروح تمارس أحيانًا الفتاة المراهقة ما تسميه الحب، لكي تيقظ في المراهق رغبته نحوها فتتحداه في صميم غريزته، وتسيطر عليه لا لرغبة جسدية تريد إشباعها وإنما بالأكثر للإستحواز عليه وتأكيد الأنا بين صواحباتها. أذكر على سبيل المثال أن إحدى الفتيات في سن المراهقة تعرّف عليها شابًا يقطن في نفس منطقة سكنها، وكان يلاحقها باستمرار مؤكدًا لها أنه يحبها حتى العبادة، وأنه مرتبط بها بكل قلبه وأحاسيسه ومشاعره... وغذ روت لي الفتاة مدى إخلاص هذا الشاب وتعلقه الشديد بها بكونها الفريدة في حياته، سألتها عن إسمه... وكانت المفاجأة لي أنه يقوم بذات الدور مع فتاتين آخرتين... كل واحدة من الثلاثة، فتيات تظن أنها الوحيدة في حياته... كان يخدع الكل لا لشيء إلا ليمثل دور البطولة في إصطياد الفتيات أمام نفسه وأمام أصدقائه. 2- فضول غرامي! محبة الجميع في المسيح أحيانًا يتكلف المراهقون العاطفة ويمثلون أدوار الحب في مبالغة لا لشيء إلا بسبب فضولهم الغرامي؛ كل يطلب أن يتعرف على الجنس الآخر كسرِ مجهول له، وهو يعرف أن "الحب الغرامي" هو المفتاح الذي يدخل به إلى أسرار الجنس الآخر ويتعرف على عواطفه وأفكاره. 3- الحب الهائم يحمل البعض في داخلهم صورة لشخص من الجنس الآخر يرسمها (أو ترسمها) المخيلة من واقع الخبرات القيمة مع مسحة من الخيال،وإذ يلتقي المراهق بآخر من الجنس الثاني سرعان ما يُضفي الصورة بكاملها عليه، فيمارس الحب لا خلال الشخص الواقعي الذي يتعامل معه، بل خلال الصورة التي في مخيلته، فيظنه الشخص الوحيد المناسب للارتباط به في حياة زوجية سعيدة لكن إذ يرتبط الإثنان بالزواج تزول الصورة ويقى الشخص قائمًا أمامه يختلف تمامًا عمن كان يتعامل معه قبلًا تحت ستار "الحب الهائم". 4- تطلب صاحب خبرات لعل من أخطر المشاكل التي نجابهها الآن في الزيجات، أن الفتاة تبحث عن فتى جريء يظفر بها ويفوز بحبها، فإذا ما وجدت هذا الفتى الجريء صاحب الخبرات الطويلة في إقتناص الفتيات تعجب به وتحسب رغبته في الإستحواز عليها رجولة وقوة. تظن أنها الفتاة الوحيدة التي يحبها ليتزوجها مع أن كثيرات يطلبنه كزوج لكنه لا يقبل. إنه يعلن لها توبته مصارحًا إياها أنه قد تعرّف على كثيرات لكن للتسلية أما هي فموضع إحترامه وتقديره يطلبها كزوجة؛ وربما يكون صادقًا في أحاديثه معها. إنها تحبه لأجل صراحته، وهو يحبها لأجل طهارتها وعفتها، لكن إذ لم يتب من أجل خلاص نفسه وشوقه إلى الحياة الأبدية إنما لأجا إعجابه ببساطة الفتاة وطهارتها، سرعان ما ينحرف أو يمارس العنف معها ويتحطم سلام الأسرة. هذه أمثلة تكشف كيف يخدع الإنسان نفسه ليسلك في إتجاهات منحرفة، ظانًا أنه في طريق الحب. |
|