المراهقة نمو وليس مشكلة
غالبًا ما تصور مرحلة المراهقة كسن حرج، وكطريق محفوف بالمخاطر، فيها يصارع المراهق (أو المراهقة) داخليًا مع ما يشعر به من تغيرات في بدنه ومشاعره وعواطفه من جهة الجنس الآخر. وفيها يجد الإنسان نفسه في ثورة عنيفة ضد الأسرة وأحيانًا ضد المجتمع والكنيسة، تنبع عن رغبته في معاملته كإنسان كامل النضوج، له مطلق الحرية في التصرف، بينما يتطلع البالغون إليه كشخص في دور النمو يحتاج إلى إرشاد مستمر ومساندة وأحيانًا إلى الحزم معه،مع هذا فإن جميع الجوانب: البدنية، السيكولوجية، الفكرية، العاطفية، الجنسية، الروحية الخ... هي مرحلة التحرك السريع والمستمر ليودع الإنسان مرحلة الطفولة المتكئة على الغير تمامًا لقبول دور البلوغ والنضوج، فيمارس الإنسان حريته ويتعرف على دوره في الحياة. هذا النمو مع ما يثيره من متاعب ومصاعب داخل حياة المراهقين أنفسهم وفي علاقاتهم بأسرهم وأحيانًا بالمجتمع، ليس بمشكلة بل هو في جوهره "حياة نامية" تهب للإنسانية تقدمها المستمر.