12 - 12 - 2013, 01:35 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي
روح الشباب الشباب روح وفكر وليس سنًا معينًا، فقد تجد صبيًا صغيرًا حطمته شيخوخة النفس الداخلية بروح يائسة، بينما تجد شيخًا تمتلئ حياته شبابًا وحيوية. سيرة القديس إكليمندس -من رجال القرن الثاني- في شبابه متعطشًا إلى ما يروي أعماقه ويشبع فكره وأحاسيسه وعواطفه. قام برحلات باهظة يطلب الشبع في كثير من دول العالم، وأخيرًا أستقر في الإسكندرية حيث ألتقي بالقديس بنتينوس الفيلسوف، خلاله أدرك "سر الشبع الحقيقي، إذ وجد السيد المسيح مُشبعًا لحياته الشابة الطموحة، فقال: (يحتاج المرضى إلى طبيب، والضالون إلى مرشد، والعميان إلى من يقودهم إلى النور، والعطاش إلى الينبوع الحيّ الذي من يشرب منه لا يعطش أبدًا، والموتى إلى الحياة، والخراف إلى راع، والأبناء إلى معلم؛ تحتاج كل البشرية إلى يسوع (1)). بلقائه مع السيد المسيح أحسّ هذا الفيلسوف الطموح في مسيحه سر شبع داخلي مع تجديد في المفاهيم، نذكر منها: 1- روح الفرح بلا تشاؤم صديقان مسيحيان، الصداقة المسيحية، صداقة روحية، بجانب الصليب والكتاب المقدس - رسم أمجد وديع 2- كل شيء جميل لم ير القديس إكليمندس شيئًا شريرًا في ذاته، بل كل ما خلقه الله حسن ومتناغم معًا. فالغنى والممتلكات والفلسفة والمعرفة الخ... هذه جميعها هبات إلهية، إن تقدست قادت الإنسان إلى فرح حقيقي في الرب. ما أجمل عباراته: "الله يحب كل ما خلقه"، "الله لا يبغض شيئًا، ولا يحمل عداوة ضد شيء ما". هكذا الشاب الحيّ الذي يسلك بروح مسيحه يحمل نظرة قدسية مفرحة نحو كل ما في العالم: نحو الجسد وأحاسيسه وعواطفه وطاقاته؛ نحو الزواج بعلاقاته القلبية والجسدية، نحو الحياة الاجتماعية الخ... هذا ما يؤكده القديس إكليمندس بقوة بفكر إنجيلي. 3- الحرية الإنسانية حدثنا القديس إكليمندس عن "الحرية الإنسانية" وتقديس الله لها، فقد خلق الإنسان كائنًا حرًا. قدم له الحرية في أكمل وجه. لا يُلزمه بعمل ما أو يمنعه عن تصرف معين، حتى ترك للإنسان الحرية إن أراد أن يقاوم الله نفسه أو يهاجمه أو ينكر وجوده. يتركه في كمال حريته، لكنه كأب محب يوجهه دون أن يُلزمه، يقدم له نعمته المجانية وإمكانياته القادرة على تجديد طبيعته حتى إرادته دون قهر. شبابنا يطلب الحرية التي يحطمها أحيانًا حتى الآباء ورجال الدين بينما يبقى مسيحنا يطلب حريتهم! شبابنا في عوز إلى قوة تسندهم، ومسيحنا يترفق بهم في ودٍ يسندهم! 4- أبّوة! أما ما سحب قلب القديس إكليمندس فهو "أبّوة الله" الفائقة، فنحن بالطبيعة غرباء عن اللاهوت، لكنه يحبنا، ويبقى في حبه يضمنا، ليقيمنا أبناء له، نقتنيه بالحب إذ يقتنينا هو أولا بحبه، نحمله فينا إذ يحملنا نحن إلى أحضانه، ينزل إلى قلوبنا ليعلن أبوته وصداقته ويرفعنا إلى أمجاده لنبقى معه أحبا إلى الأبد. أيها الشاب، أيتها الشابة، مسحينا محب للشباب، لا ليكتم أنفاسهم أو يحكم حريتهم، بل ليقيمهم بالحق أبناء الله الأحرار (يو36:8)، يعاملهم كأشخاص لهم كيانهم وشخصياتهم ومواهبهم وقدراتهم الخاصة، يكشف لهم عن أبوته الحانية، يملأهم طموحًا، ويشبع حياتهم، ويروى كل ظمأ فيهم. حقًا لقد كشف كثير من علماء النفس والمهتمين بشئون الشباب عن ما يتعرض له الشباب من متاعب خاصة من البالغين الذين لا يدركوا نفسية الشباب ورغبتهم في النمو المستمر والتمتع بالحرية الشخصية،أقول إن شبابنا في حاجة إلى شخص السيد المسيح نفسه القريب إلى كل نفس، أقرب إليها من كل صديق. هو سند لكل شاب، مُفرح القلوب، ومُقدس للطموح، ومُشبع لكل مطلب خفي وظاهر. __________________ (1) Paedagogus 2:9. (2) See our book: The Divine Providence, Ottawa 1987. |
||||
|