كيف نتعامل مع الأنواع المختلفة من الأطفال؟(الجزء الأول)

[Mary Naeem]

كيف نتعامل مع الأنواع المختلفة من الأطفال؟(الجزء الأول)

د. أوسم وصفي
بكالوريوس في الطب والجراحة، وماجستير في الأمراض النفسية والعصبية

بداية يجب أن ندرك أن التعامل مع الأطفال بطريقة واحدة ليس عدلاً، وإنما هو أمر غاية في الظلم، فيجب على الآباء والأمهات أن يبذلوا المجهود الكافي في التعرف على شخصيات أبنائهم وبناتهم، حتى يتعاملوا مع كل شخصية بالطريقة التي تناسبها.

الأطفال المرنون (الهادئون):

يجب على الآباء أن يحددوا وقتاً لهؤلاء الأطفال للحديث بشأن مشكلاتهم وإحباطاتهم، لأنهم غالباً ماسيتأقلمون ولايتكلمون من تلقاء أنفسهم عما يضايقهم. من هؤلاء الأطفال مايمكن أن نسميه الطفل المنسي، وهو الطفل الهادىء المرن الذي يعيش في أسرة مضطربة فيها اهمال وإساءات وعدم تقدير لاحتياجات الأطفال، ولأن لدى الأسرة المضطربة مايكفيها من الآلام والاحتياجات، فإن الذي لا يسبب المشكلات يُنسى تماماً، بل تصير النقطة الايجابية الوحيدة التي فيه هو أن لا أحد يشعر به!

لذا فإنه عندما يعاني هذا الطفل بسبب مشكلة أو احتياج ما، فإنه يميل إلى حلها بنفسه، أو يتجاهلها ليظل محافظاً على دور من لا يسبب المشكلات. غالباً ما يكون مثل هذا الطفل قادراً على تسلية نفسه بنفسه دون الاحتياج إلى أحد. وعادة مايغرق في سلوكيات قهرية خاصة كأحلام اليقظة أو الشفقة على الذات، أو ربما العادة السرية التي يستخدم فيها نفسه بنفسه للحصول على اللذة والهروب من الألم.

أحياناً يستخدم البعض سلوكيات لها جانب بنّاء مثل الكمبيوتر أـو الدراسة، وقد تجعلهم هذه السلوكيات أحياناً ينتقلون إلى لعب دور البطولة. على أية حال، إن لم يحصلوا على دور البطولة فهم على الأقل يحصلون على النجاة من مواجهة الفوضى التي في البيت.

في لقاء صحفي مع بيل غيتس صاحب شركة مايكروسوفت وأحد أغنى رجال العالم، قال:

لقد تفوقت في مجال الحاسوب لأن طفولتي لم تكن سعيدة، وبسبب ذلك كنت اهرب من واقعي المؤلم بقضاء ساعات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر، وكلما حققت نجاحاً كنت أسعى إلى نجاح أكبر لكي اهرب من ألمي. وهكذا حققت كل هذه الثروة .

لقد كان من حسن حظ غيتس أنه لجأ إلى أمر ايجابي ونجح فيه. للأسف يلجأ أطفال ومراهقون كثيرون إلى أمور سلبية مثل المخدرات أو ادمان الصور الاباحية أو غيرها بسبب تعرضهم للاهمال في طفولتهم.