الابواب المغلقة
يقول الحبر الجليل ألآنبا فيلبس مطران الدقهلية: حدث يوما ان أتصل بىقداسة البابا فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وقال " أنت لسه نايم؟ .. تعالى بسرعة، وهات ملابس الصلاة " فتوجهت إلى المقر البابوى، وانا متعجب وأتساءل أين سيصلى البابا فى هذا الموعد ؟ سألت عم عزمى سائق قداسته، وكذلك الاستاذ سليمان رزق (نيافة الانبا مينا رئيس دير مارمينا فيما بعد ) عماإذا كان أى منهما قد أخبر البابا بأن الساعة الآن هى الواحدة بعد منتصفالليل، وأنه موعد مبكر للغاية، فأجاب بالنفى. لكنى فوجئت بقداسته يخرج منقلايته، ولم نستطع أن ننبهه إلى أن الوقت غير مناسب. المهم أننا ذهبنا إلىكنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة، فوجدنا الباب مغلقا بطبيعة الحال، فطلبقداستة من عم عزمى أن يفتح الباب، فحاول وفشل، وكذلك الاستاذ سليمان. ثمشخصى الضعيف. وكدنا نرجع أدراجنا، ولكن البابا تقدم ورشم الباب بعلامةالصليب، وقال " أفتحى أيتها الآبواب الدهرية ليدخل ملك المجد"، فإذا بالبابينفتح على مصراعية، فذهلنا للغاية ودخل البابا ونحن خلفه نرتل لحن " إبأورو.." ولحن "إكأز ما رؤوت.." ثم صلينا مزامير نصف الليل، والتسبحة ورفعنا بخور باكر، وظل قداسة البابا تسع ساعات ونصف يصلى وهو فى منتهىالنشاط والانتعاش الروحى، حتى أنتهاء القداس الثانى فى العاشرة والنصفصباحاً.. وقال قداسة البابا كيرلس ونحن فى السيارة " ليس هناك أحلى منالصلاة المبكرة، إنها تشعر الإنسان بالفرح الإلهى، ويحس بأشتراك الملائكة معه" قال هذا بروح هادئة وديعة.. لقد تركت هذه المعجزة فى نفسى أثراً كبيرا جدالآيام كثيرة وماذالت مسرور بها.