الرب قريب لكل الذين يدعونه، الذين بالصدق يدعونه. (مزمور ١٤٥:١٨)
لماذا لم يرد إبراهيم أن يتزوج إسحاق من إمرأة البلد؟
كيف عرف أليعازر أن الله عين رفقة لإسحاق؟
هل كانت رفقة مستعدة أن تسافر مع أليعازر؟
بعد موت أمه سارة كان إسحاق يشعر بالوحدة. لذا أراد إبراهيم أن يجد له زوجة ولكنه لم يود أن يختار له زوجة من بنات الناس الذين كانوا يعيشوا حوله. لأن مثل هذه المرأة بالتأكيد ستعبد أوثاناً ولن تعلّم أولادها الطريق الصحيح إلى الله.
ودعا إبراهيم خادمه أليعازر الذي كان يتمتع بالثقة التامة عنده وكان مسؤولاً في بيته عن الفضة والذهب والماشية والبهائم. وبعثه إلى بلد بعيد اسمه حران. وطلب منه أن يجد زوجة لابنه إسحاق من بين الناس الذين يعبدون الله الحقيقي.
ثم أخذ أليعازر عشرة جمال وهدايا كثيرة وبدأ رحلته الطويلة. وسافر مؤمناً بكلمات مولاه إبراهيم حيث قال له إن الله سيرسل ملاكاً أمامه ليدله على الزوجة المناسبة.
وأخيراً اقترب أليعازر من مدينة حران. وكان ذلك المساء توقف ليصلي بقرب من بئر خارج المدينة. لقد عرف أن بنات المدينة ستجئن إليها لكي تستقين الماء منها. ولكن كيف كان له أن يعرف أي بنت ستكون صحيحة لإسحاق.
وقال: "يا الرب، ساعدني لكي أعرف أي بنت أختار لإسحاق. فلتقل اشرب وأنا أسقى جمالك أيضاً. فأعرف أنها هي التي عينتها لإسحاق."
وبينما كان أليعازر يصلي جاءت فتاة جميلة صغيرة السن إلى البئر وتحمل على كتفها إبريقاً. فطلب منها ماء ليشرب وأجابته: "اشرب يا سيدي وأنا سأسقي جمالك أيضاً." إنها الكلمات التي كان يصلي من أجل أن يسمعها!
وبعدما وفرت له ولجماله الماء قالت: "اسمي رفقة. تعال إلى بيتنا. ستجد استراحة فيه لك ولجمالك."
وانحنى أليعازر رأسه وشكر الله على مساعدته.
وفي الصباح التالي وافقت رفقة على مغادرة بيت أبيها مع أليعازر لكي تتزوج من إسحاق. وعندما رآها إسحاق أحبها حباً عميقاً وتزوجها. وعاشا أوفياء طوال حياتهما.
التكوين ٢٤