ظهر قوة ذراعه: شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. (إنجيل لوقا ١:٥١)
هل سُر الله ببناء برج بابل؟
ماذا فعل الله ليوقفهم عن البناء؟
ماذا طلب الله من أبرام ؟
مرت سنوات طويلة بعد الطوفان حتى أصبح مجرد ذكرى في عقول أولاد نوح. وواصلت عائلة نوح في نموها كثيراً حتى امتلأت الأرض بالناس مرة أخرى، ولكن أفكار قلوبهم امتلأت أيضاً بالشر مرة أخرى.
لذا بدؤوا بالرحيل شرقاً حيث وجدوا بعض الأراضي الستوية هناك، وفي ذلك الوقت كان كل الناس يتكلمون لغة واحدة. وقالوا لبعضهم البعض: "دعونا نصنع طوباً ثم نحرقه، ونبني لأنفسنا مدينة كبيرة جداً وفيها برجاًً عالياً مرتفعاً إلى السماء، ونعطي اسماً لأنفسنا بحيث لا نتبدد على وجه كل الأرض".
وشرعوا في بناء المدينة والبرج. ونزل الله من السماء لرؤية هذه المدينة والبرج اللذين كانوا يبنونهما، ولم يكن مسروراً بذلك.
فبلبل الرب ألسنتهم فتحدث كل واحد منهم بلغة مختلفة لم يسبق له أن تحدث بها من قبل ولا يفهمها الآخرين. ولم يستطيعوا إكمال بناء البرج بعد الآن لأنهم لم يكونوا قادرين على فهم كل منهم الآخر وتوقفوا عن العمل ورحل بعضهم إلى بلادٍ أخرى متحدثين لغات أخرى. وسُميت هذه المدينة بابل لأن الله بلبل ألسنة الناس فيها. ومنذ ذلك الوقت يتلكم الناس على الأرض بلغات مختلفة.
ومع مرورالكثير من الوقت والزمن تزايد عدد الناس الذين بدؤوا بعبادة صور وأحجار من الخشب تسمى الأصنام. وكانوا يَعكفون على هذه الأَصنام ظناً منهم أنها تستمع لصلاتهم وتساعدهم. وبما أن هؤلاء الناس لم يعرفوا الإيمان ولم يدعو الله الحقيقي لذا تحولت قلوبهم ودخل الشر بينهم.
لكن الرب العظيم شهد رجلا مختلفا عن رجال مدينة أور. وكان هذا الرجل يدعى أبرام ، وكان تقى ويصلى لله ويحاول دائما أن ينفذ ارادته ، على الرغم من أنه كان يعيش بين هؤلاء الناس الأشرار. لذا أمره الرب فقال له: "أخرج من أرضك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي سأمتحها لك. الرجل يدعى أبرام. قال الرب لأبرام: "أخرج من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك، وسأجعلك بركة لكل من حولك". أطاع أبرام الرب وفعل كل ما أمره به بالرغم من عدم فهمه.
التكوين ١٠؛ ١١:١-٩