رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما معني الآية: "قد خادعتني يا رب فانخدعت"( ار 20 : 7) (1) هل الله مخادع ؟ - التفسير للعلامة أوريجانوس(2) ++++++++++++++++++++ جلست لأتأمل بنفسي في معنى "قد خادعتني يا رب فانخدعت": ربما يتشابه هذا الوضع مع أب يعمل على خداع ابنه الصغير وذلك حرصًا على مصلحة الابن، حيث لن يتمكن الأب أن يعمل ما فيه خير لابنه إلا من خلال خداعه. أو مثل طبيب يلجأ إلى خداع المريض، حينما يكون السبيل الوحيد لعلاج هذا المريض هو أن تقال له تفسيرات مخادعة عن حالته. فربما يتعامل الله معنا بنفس هذه الطريقة لأنه يريد خير ومصلحة الجنس البشري كله. فلو قال الطبيب للمريض: يجب أن أقطع أحد أعضائك، أو يجب أن تُكوَى، أو يجب أن تتحمل أشياء أخرى أشد ألمًا، قد لا يستجيب المريض ولن يوافق على قبول مثل هذا العلاج. لذلك فإن الطبيب أحيانًا يتحدث مع المريض في أمور أخرى لا تخص مرضه أو طريقة علاجه، في حين أنه يخفي عن المريض المشرط الذي سيستخدمه في فتح جسده، ويخبئه تحت أي شيء بعيدًا عن عينيّ المريض. أو أحيانًا أيضًا يقدم للمريض بعض العسل لكنه يضع فيه الدواء المرّ، في كل ذلك لا يهدف الطبيب إلى مضايقة المريض بل إلى شفائه. الكتاب المقدس ملئ بطرق علاج كثيرة من هذا النوع: فأحيانًا يكون العلاج بإخفاء الجانب المرّ، وأحيانًا يكون بإخفاء الجانب اللطيف الطيب. فقد ترى أب يهدد إبنه ويتوعده كما لو كان يكرهه، ولا يظهر له أي حنان، بل على العكس يخفي حبه لابنه، وهو حينما يفعل ذلك، يريد أن يخدع الابن، لأنه ليس في مصلحة ابنه أن يعرف حنانه وأن يدرك مقدار مشاعر الحب التي يكنها له أبوه؛ حتى لا يتمادى الابن في الفساد بدلاً من أن يتعلم ويتربى تربية صحيحة. هذا هو سبب إخفاء الأب للحنان واللطف وإظهاره التهديد والوعيد. -------------------------------- (1) ورد النص هكذا في الترجمة العربية المشتركة وترجمة الاخبار السارة بينما في نصوص أخري وردت اقنعتني او استغويتني.. والكلمة العبرية الاصلية פּתה (pâthâh) وتحمل كلا المعنيين يخدع أو يقنع . (2) من عظات اوريجانوس علي سفر إرميا - ترجمة جاكلين سمير كوستي |
|