رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الختان الفعل "يختن" circumcise في اليونانية هو "بريتمنو"، ويعني يقطع أو يقلَّم أو يشذِّب أو يجز دائريًا. فالختان هو استئصال لحم الغرلة عند الذكر، وهي عادة لازالت سائدة حتى اليوم بين كثير من الشعوب والأجناس، كما كانت شائعة قبلًا، إلا عند الأشوريين والبابليين. ويرى هيرودت أن الختان عند قدماء المصريين كان الدافع إليه دائمًا صحيًا، ولكننا لا نستطيع أن نغفل تأثير الديانة المصرية القديمة على حياة وسلوك المصري القديم، لذلك ليس من المستبعد أن يكون الختان circumcision عندهم كان تنفيذًا لشريعة دينية. أما في العهد القديم فقد كان الختان بمثابة علامة عهد بين الله وشعبه كما حدث مع إبراهيم، وكان كل ذلك غير مختون لا يحق له أن يأكل من الفصح، بل ويُقطَع كلية من رعوية شعب إسرائيل (تك 17: 11؛ خر 17: 7-14). اضغط هنا للمزيد عن موضوع الختان في الكتاب المقدس. ويظل الختان هو أحد أبرز الرموز التي تشير إلى المعمودية في العهد الجديد، بل ويتميز عليها كونه رمزًا شخصيًا يمارسه الإنسان في ذاته كعلامة عهد لا تُمحى من جسده، وكسمة تميِّز الإنسان على غيره من البشر. فكما أن المعمودية هي ختم العهد الجديد، فالختان هو ختم العهد القديم (رو 4: 11؛ 2: 26-29). وهناك آيات أخرى في العهد الجديد تتناول مفهوم الختان حديثًا مثل (1 كو 7: 19؛ غلا 5: 2، 6). فالسيد المسيح له المجد عندما يتمم وصايا وفرائض الناموس التي أمرت بها شريعة موسى، لم يكن يتممها لنقتفي آثاره في ذلك، بل على العكس تمامًا، كان يتممها لكي يعتقنا من تتميمها، إذ بتكميله هو في نفسه ما أمر الناموس به، يعتقنا نحن من عبوديتنا لهذا الناموس القديم وفرائضه. وفي ذلك يقول القديس كيرلس الكبير (412-444 م.) في عظته الثالثة في تفسير إنجيل القديس لوقا، عندما شرح أربع آيات من الأصحاح الثاني من هذا الإنجيل، فيقول: ".. المسيح افتدى من لعنة الناموس أولئك الذين بوجودهم تحت الناموس، كانوا عاجزين عن تتميم قوانينه. وبأي طريقة افتداهم؟ بتتميم الناموس.. فبعد ختانه أبطل طقس الختان بمجيء ما كان يرمز له، وأعني المعمودية، ولهذا السبب فإننا لم نعد نُختتن..". إلا أنه قد جرت العادة عند الأقباط حتى اليوم أن يتم ختان الذكر قبل تعميده بغية منفعة صحية، وليس تتميمًا لشريعة دينية. وتذكر قوانين البابا كيرلس ابن لقلق (1235-1243 م) هذا الأمر. |
|