أقوال القديس كليمندس الإسكندري
الله ينبوع الصلاح
+ "الله " بكونه (صالح) قيل عنه أنه (محبة) "1يو16، 8:4".
والمحبة لا تصنع شرًا للقريب "رو10:13 "،
بل تصبر ولا تنتقم قط هي في كلمة (تصنع الخير للجميع بكونك صورة الله)،
عندئذ يقال:
(المحبة هي تكميل الناموس) "رو10:13".
كيف نعبد؟
العيد ليس أكلًا وشربًا أو بهجة أرضية لكنه تجاوب عملي مع عمل محبة الله لنا فكما أحبنا نحبه ونحفظ وصاياه وكما مات عنا نموت عن خطايانا وشهواتنا الأرضية وكما قام ترتفع نفوسنا عن الزمنيات وتتعلق بالسماويات.
هذا هو فرح العيد وبهجته، وهذا هو تقديسه الحقيقي...
+ يوم الرب يحفظ بتنفيذ الوصية حسب الإنجيل وذلك بترك الإنسان الشر... ممجدًا قيامة الرب في نفسه.
و بالحرى عندما ينال إدراك التأملات الحقيقية يبدو كما لو أنه رأي الرب موجهًا أنظاره إلي غير المنظورات...
سر الميلاد الجديد
+ هذا الأمر عينه يحصل لنا أيضًا نحن الذين قد صار لنا المسيح مثالًا فإذ نعتمد نستنير وإذ نستنير نتبنى نكمل وإذ نكمل نضحي غير مائتين كما يقول (أنا قلت إنكم آلهة وبنوا العلى جميعكم) ويدعي هذا الفعل بأسماء كثيرة أعني نعمة واستنارة وكمالًا وحميمًا..
فهو نعمة إذ نترك عقوبات خطايانا واستنارة إذ به نري النور القدوس الخلاصي أعني إننا نشخص به إلي اللاهوت...
وكمال لأنه لا يحتاج إلي شيء وحميم لأننا به نغسل خطايانا..
سر الميرون
في المعمودية يعتق الروح القدس الإنسان من الدين باستحقاق دم المسيح ويخلع عنا الطبيعة العتيقة التي ملكت الخطية عليها وأفسدتها ويلدنا ميلادًا جديدًا لنكون أبناء الله والكنيسة لكن هذا المولود الجديد الإنسان الداخلي الروحي الجديد يحتاج بعد ولادته أن ينمو في الحياة الجديدة ومن يحفظه ويثبته في المسيح يسوع.
لهذا يعطينا الروح القدس ذاته في سر الميرون يمسح به جباهنا وكل عضو من أعضائنا الظاهرة وفي نفس الوقت تتقدس النفس كلها بالروح القدس المحي.
في سر الميرون يحل الروح القدس على الشخص ويمتلئ من عمل الروح القدس وفاعليته ويتقدس كل عضو من أعضاء جسده وتخصص نفسه وتتكرس لله ونثبت في الثالوث الأقدس ونختم بختم الله.
سر التثبيت
فإن كنا في المسيحية نتطعم في الزيتونة الجيدة فإن المعمودية هي عملية إقلاعنا من الزيتونة البرية وإدخالنا في الزيتونة الجيدة "رو11 " وأما الميرون فهو الأربطة التي تشدنا إلي جزع الزيتونة وأصلها وتثبتنا فيه وفيها حتى يتاح لعصارة الحياة أن تنتقل بعد ذلك إلي الأغصان المطعمة فتغذيها وبذالك تحيا الأغصان وتصير شريكة في أصل الزيتونة الجيدة ودسمها كما تثبت في الحياة الجديدة وتأتي بثمر لهذا دعي سر الميرون بسر التثبيت.
يقول الرسول بولس (ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله الذي ختمنا أيضًا وأعطي عربون الروح في قلوبنا) "1كو22، 21:1".
ويقول القديس يوحنا الرسول (وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلي أن يعلمكم أحد كما علمتكم تثبتون فيه) "1يو27:2".
ويقول (بهذا نعلم أنه يثبت فينا من الروح الذي أعطانا) "1يو24:3". هذا هو سر الميرون الذي به نثبت في المسيح لأنه كما يقول الرب (كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة. كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا في أنا الكرمة وأنتم الأغصان الذي يثبت في وأنا فيه يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا إن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجًا كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق) "4:15-6".
الميرون ختم الله
في سر الميرون تختم نفوسنا بختم الله لنكون مخصصين ومكرسين له وحده فقط فلا نحيا لذواتنا بل للرب.
يقول الرسول بولس (وقد مسحنا هو الذي ختمنا أيضًا وأعطي عربون الروح في قلوبنا) "1كو22:1". هذا الختم هو الذي يناله الابن "لو15".
كتأكيد وتثبيت له فيما قد تمتع به بأخذه الحلة الأولي (المعمودية) إنه العلامة الفعالة الخفية التي تميز أولاد الله الوارثين مع المسيح إذ قد صارت جباهم مختومة بختم الله محفوظة لنا إلي اليوم الأخير (لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء) "أف30:4".
وكلمة {ختم} التي أوردها الرسول بولس في كتاباته تعني في اليونانية (سفرا جس) علامة خاصة تصنع على الجبهة أما للحيوانات الطاهرة المعدة للذبيحة الإلهية أو للعبيد الخصوصين أو للجنود التابعين.
أنها نفس الكلمة التي استخدمها الرسول بمعني (سمة) قائلًا أنه حامل في جسده سمات الرب يسوع "غلا17:6 " .
فإذ يختم الإنسان بختم الله تصير له سمات الرب فيصير مقدسًا ومكرسًا للرب ليس له في ذاته شيئًا (أنتم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن) "1كو20، 19:6".
فيصير كغنمه ضعيفة مختومة بخاتم الصليب تشارك الرب آلامه وموته وفي نفس الوقت عبيدًا ليسوع المسيح وجنودًا نحتمل المشقات كجنود صالحين ليسوع المسيح نحارب الشيطان والخطية في حرب روحية غير منظورة.
فالختم إذا ليس مجرد علامة للتمييز بل فعل روحي يقدس النفس وأعضاء للحرب ضد الخطية ولخدمة الرب.
وهبنا سلطانًا بالميرون
وهبنا الروح القدس بسر الميرون أن نكون ملوكًا لكن ليس ملوكًا أرضيين بل من نوع روحي أخر.
فالممسوح بمسحة الميرون يخضع للرئيس والمشيرين وكل رؤسائه برضي وسرور من أجل الرب يحبهم ويصلي لأجلهم ويحترمهم ويقدم الكرامة لمن له الكرامة كقول الرسول بولس معطيًا ما لله لله وما لقيصر لقيصر كقول الرب يسوع.
لكنه إذ مسح بسر الميرون صار الروح القدس ساكنا فيه فيصير الإنسان ملكًا بمعني له سلطان على نفسه وجسده ومشاعره وأفكاره وحواسه...
بالمعمودية إنعتقت طاقات الإنسان من عبودية الخطية والشيطان وبسر الميرون أعطيت للإنسان بالروح القدس أن يملك ويوجه هذه كلها لخدمة الرب إن أراد.
وفي سر الميرون صرنا كهنة لا بمعني أن جميعنا يخدم الأسرار ويعلم ويكرز لأن صفة الكهنوت والتعليم تعطي في سر الكهنوت إنما صار لجميعنا نحن الممسوحون بمسحة الروح أن نقدم قرابين الصلاة والصدقة والصوم وكل صور العبادة ممسوحة بمسحة الروح ...
وفي سر الميرون صرنا أنبياء لا أن نتنبأ بأمور مستقبلية مجهولة إنما بالروح القدس ينكشف للإنسان الممسوح أسرار الملكوت ويري الأبدية مقبلة ويتلامس معها بالروح القدس... بالروح القدس يفهم الإنسان الكلمة الإلهية ويتلامس معها ويعيش في أعماقها.....
سر الميرون وحياة النمو
في سر الميرون تتقدس الأعضاء لتكون أعضاء المسيح "1كو15:6".
لكن كما يقول أثناسيوس الرسولى أن تلوث الفكر والأعضاء أمر لا مفر منه لذلك فإن عمل الروح القدس تبكيت المؤمن على خطاياه وقيادته إلي الحزن المقدس ليدفع به إلي التمتع بسر التوبة والاعتراف.
وخلال التوبة والاعتراف ينمو الإنسان ويتجدد ذهنه يومًا فيوم خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي أفاضه علينا بكثرة "تي6، 5:3".
+ أن المربي يخلق الإنسان من تراب ويجدده بالماء وينميه بالروح.
ويقول المرحوم حبيب جرجس:
بالمعمودية يدخلنا الروح في ملكوت المسيح وبالميرون ننال الروح الذي يجندنا ويلبسنا أسلحة الحرب الروحية.
بالمعمودية نصير أعضاء في الكنيسة جسد المسيح السري وبالتثبيت نكون جنودًا للمسيح (ضد الشيطان)
المعمودية تجعلنا من رعايا المسيح وبالميرون ندخل في صفوف الجيش الروحي.
لا تحتج بخوفك على قامتك الروحية في الخدمة
حبي لقربي يستدعيني الحرص على علاقتي بيسوع فلا أهمل في الصلاة والتأمل بحجة الخدمة وحبي ليسوع يستدعيني أن أحب الآخرين فعبثا يحتج البعض بأنهم يخافون على نموهم الروحي بسبب الانشغال بخلاص الإخوة.
+ إنك بمقدار ما تستقي من البئر ماء يزيد ماؤها صفاء وعذوبة وإذا أهملته صار كدراَ دنساَ والسكين أيضا طالما تستعملها تزيد لمعانا وإذا تركتها علاها الصدأ ألا تري أن النار تزيد بمادة الحريق اضطراماَ وأجيجاَ وهذا نفسه نراه أيضا في تدرس العلوم فالمدرس يزداد عليه بتدريس غيره قس على هذا العلم الروحي الإلهي لاسيما ما يقوله الرسول لان كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين (عب4: 14) فهي تؤثر من جهتين تؤثر على من يستخدمها ومن جهة أخري تؤثر على من تصل إليه أعني الفاعل والمفعول به لأن ما تقوله ألغيرك تحتاج إليه أنت أيضا ويشهد بذلك ضميرك الذي يؤنبك قائلا إنك لم تعمل ما تقوله لغيرك وقد كتب الويل لمن يقول ولا يعمل..........