قلق إسرائيلي من التقارب الروسي المصري
رام الله - دنيا الوطن
ذكرت وكالة "أنباء موسكو" الروسية أن المباحثات الوزارية المصرية_الروسية بصيغة 2+2 وما صدر عنها من تصريحات ومؤشرات بشأن التعاون بين البلدين، لم يصب الإدارة الأمريكية فقط بالقلق والانزعاج، بل أثار انزعاج قوى إقليمية ما زالت تترقب عن كثب تطورات التعاون بين موسكو والقاهرة خاصة في المجال الأمني والتقني العسكري.
وأضافت الوكالة أن الموقف الأمريكي من انقلاب 30 يونيو التي أسقطت حكم الإخوان، فتح الباب للقاهرة كي تخرج إلى فضاء أرحب في سياستها الخارجية، ودفعها لإعادة تقييم العلاقات مع واشنطن.
وتظل إسرائيل القوة الإقليمية الأكثر قلقًا للتقارب المصري الروسي وما أُعلن عن اتجاه البلدين لتعزيز التعاون العسكري عقب مباحثات هي الأولى من نوعها لوزراء الخارجية والدفاع للبلدين في مصر الجديدة.
وأعربت الحكومة الإسرائيلية عن خشيتها من تأثير ذلك القرار على موقف مصر من بنود معاهدة "كامب ديفيد" عقب إعلان الإدارة الأمريكية عن تجميد جزء من المعونة العسكرية المقررة لمصر خاصة أن مصر تخوض حاليا معركة ضد الإرهاب في شبه جزيرة سيناء.
وذكرت أن التعاون العسكري مع روسيا من شأنه تزويد مصر بأحدث التقنيات في هذا المجال بعيدا عن أصدقاء تل أبيب في الإدارة الأمريكية والبنتاغون، وأن مصر بدأت في بلورة رؤية استراتيجية متكاملة للمنطقة في ظل المتغيرات الراهنة والمعادلات السياسية سواء فيما يتعلق بالأزمة السورية أو برنامج إيران النووي، والأطراف المؤثرة في المشهد إقليميا ودوليا.
وتُدرك إسرائيل أن مصر مؤهلة لاستعادة دورها في منطقة الشرق الأوسط بمحيطها العربي والإسلامي، وفي قارتها الأفريقية، وأن التقارب مع روسيا وتنسيق المواقف السياسية يُعزز من دور القاهرة الإقليمي والدولي. خاصة فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وإصلاح هيئة الأمم المتحدة وتعزيز شرعية قرارات المنظمة الدولية، فضلا عن خلق عالم متعدد الأقطاب ووضع حد لهيمنة القطب الواحد.
ومن المتوقع خلال زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى موسكو في 20 نوفمبر، أن يتطرق إلى دور موسكو في المنطقة خاصة الملف النووي الإيراني والعلاقات مع القاهرة في ضوء التطورات الراهنة.