كيف ندرس الكتاب المقدس (4)

[Mary Naeem]

كيف ندرس الكتاب المقدس (4)




"فَكَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ قَائِلاً: «قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ، وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيًّا لِلشُّعُوبِ»." ار4:1،5.

تكلمنا في الأعداد السابقة إن السبب الأساسي لقراءة الكتاب المقدس هو معرفة الله! و في هذا العدد سنتكلم عن السبب الثاني لقراءة الكتاب المقدس و هو أن نعرف أنفسنا! لا تتعجب! إن الكتاب المقدس سيُعلمنا كيف نفهم أنفسنا!

إن أكبر كذبة يُقنعني بها إبليس هو إنني الوحيد في الموقف الذي أواجهه بغض النظر إن كان خطية أو تجربة و هدفه من هذا طبعاً أن يعزلني و بالتالي أصبح لقمة سائغة له! لكن "اللهَ أَمِينٌ" 1كو13:10 الذي لن يدعنا نُبتلع من إبليس و لهذا وفر لنا الكتاب المقدس الملئ أولاً بمحبة الله و ثانياً بأمثلة أشخاص مثلنا و عن علاقتهم بالله! و بالتالي فأي موقف تقع فيه أو حتى خطية تتملكك ستجد أمثلة من الكتاب المُقدس لترشدك و تُنير لك الطريق و لهذا قال كاتب المزمور "سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي" مز105:119 لأن الكتاب فعلاً يُنير لنا الطريق!

فإذا كنت في ضيقة ستجد يوسف ليُساندك و يحكي لك ما مر به و كيف أنقذه الرب و حول كل الخطط المضادة له لصالحه! و إذا كنت قد أخطأت ستجد داود و كيف هرب من خطيته لزمنٍ طويل إلى أن إفتقده الرب و أعاده كما يفعل الراعي الصالح مع الخروف الضال! و إذا كنت تشعر بصِغر نفس ستجد جدعون الضعيف الذي قال له الملاك "الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ" قض13:6! و إذا كنت مُضطهد في عملك فستجد الفتية الثلاثة يحكوا لك كيف إضطهدوا إلى الأتون و لكن الله لم يتركهم حتى داخل الأتون ليخرجوا بلا أذى منتصرين! و كثير من الأمثلة التي ستُعلمك عن نفسك أشياء حتى إذا كنت لم تبوح بها لنفسك و لكن إنعكاسها في شخصيات الكتاب المقدس سيُعلمك!

إن الكتاب المقدس هو الذي يُعلمنا و لهذا مكتوب "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ" 2تي16:3،17!

إن الآية المذكورة أعلاه تقول أن الرب، الذي أوحى بالكتاب المقدس، يعرفنا من قبل أن نولد و هذا الإله قرر أن يروي حكايته معنا في الكتاب لكي يُعلمنا عنه و عنا و عن محبته التي تحاصرنا! و بعد أن نعرف الله و نعرف أنفسنا من خلال محبته سنتعلم كيف نأخذ التعزية و الغُفران و الوعود و .. إلخ