كانت حياة القديس ابو فانا فى زمن الملك ثيؤدوسيوس الذى حكم بين عامى ( 378 - 395م ) ، والذى حظى من مؤرخى الكنيسة بلقب العظيم فقد اباد الوثنيـة وطارد الهرطقة وبأمره عقد مجمع القسطنطينية سنة 381م ، وتوفى فى سن الخمسين من عمره وتولى بعده ابناه الضعيفان أركاديوس وأنوريوس وكان الاول أريوسياً والثانى شريراً ، وبلا شك فان الحكم المجيد لثيؤدسيوس كان سبباً فى انتشار الكنيسة ومساندة الايمان المستقيم ، كما كان موته سبب انزعاج لأن ابناه لم يسيرا فى طريق تقواه.
وفى يوم 19 يناير سنة 395م دعا القديس أبو فانا تلميذه افرآم وقال له: " ان الملك ثيؤدوسيوس قد تنيح اليوم ، فأثبت التلميذ عنده التاريخ وعندما توجه الى المدينة ليبيع شغل اليد ويحضر بعض الاحتياجات ، أخذ يستقصى عن الخبر فعلم أن الملك فعلاً قد مات فى ذلك التاريخ الذى سمعه من القديس فتعجب ان معلمه قد علم بروحه وهو فى قلايته المظلمة عن موت الملك.