منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05 - 11 - 2013, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,333

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: التأله والمتألهون

هذا النص، الذي يمثل إيمان الكنيسة الراسخ، يظهر أن الله يعطينا بالنعمة ما هو عليه بالطبيعة. إنه يجددنا من خلال الروح القدس ويعطينا ملكوته من الآن.

يضع القديس مكسيموس المعترف ذلك كما يلي: "إنه يؤلهنا بالنعمة بنفس الدرجة التي صار بها إنساناً بتدبيره". يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي أن المسيح في العلية جعل تلاميذه شركاء في السر لكي يظهر "من جهة، أن الله نزل إلينا...ومن جهة أخري أنه ينبغي علينا ان نرتفع إليه، بالتالي توجد شركة الله مع الناس، من خلال مزج الكرامة".

ثالثاً، إمكانية التأله موجودة لأن الكنيسة، جسد المسيح الإلهي والإنساني، موجودة. لقد منح الله الكنيسة كل معرفة وقوة. يكتب بولس الرسول قائلاً: "لكي يُعرف الآن عند الرؤساء والسلاطين في السماويات بواسطة الكنيسة بحكمة الله المتنوعة... له المجد في الكنيسة في المسيح يسوع إلي جميع أجيال دهر الدهور. أمين" (أف21،10:3).

إن حياتنا داخل الكنيسة واشتراكنا في حياة الكنيسة الأسرارية والنسكية تمدنا بمتطلبات الوصول إلي التأله. تنقي المعمودية المقدسة الصورة الإلهية داخلنا، وتجعلنا أعضاء في جسد المسيح. من خلال الميرون نتلقى مواهب الروح القدس، ومن خلال المناولة المقدسة نشترك في التأله حيث أننا نتلقى جسد المسيح ودمه. ينبغي علينا لكي نصل للتأله من خلال المناولة المقدسة أن نختبر اولاً كل المنهج النسكي للحياة. بدون النسك والتحول الداخليين يقودنا الاشتراك في جسد ودم المسيح إلي الدينونة والحكم. إننا إذ نضع في أذهاننا شرط النسك، نستطيع أن نلتفت إلي نص القديس نيكولاس كاباسيلاس القائل: "ما هو الدليل علي الصلاح والخير أعظم من تحرير النفس من النجاسة بغسلها بالماء(المعمودية المقدسة)؛ ومنحها أن تملك في ملكوت السموات بدهنها بالميرون؛ وإعطائها جسده ودمه مأكلاً؟". ماذا يضاهي حقيقة أن البشر صاروا آلهة وابناء الله، وأن طبيعتنا تمجدت بمجد الله، وأن التراب رُفع لمثل هذا العلو من المجد بحيث مساوياً للطبيعة الإلهية في المجد والألوهية؟.

إننا من خلال الأسرار المقدسة والحياة النسكية نشترك مع المسيح ونكتسب ملكوته. هذا هو التشبه بالمسيح. المسيحي الذي يحيا داخل الكنيسة لا يتشبه بالمسيح خارجياً أو اخلاقياً، ولكن أسرارياً ونسكياً. إذ يتحدث القديس مكسيموس المعترف عن التشبه بالله يقول أن هذا التشبه يحدث داخلياً، بمعني أن المسيح يولد داخلنا وأننا نولد بحسب المسيح. يولد المسيح كنتيجة للإيمان، ويصبح متجسداً في الفضائل، ويصلب من خلال الفلسفة العملية، ويقوم من خلال الثايوريا (رؤية الله) الروحية، ويتجلى في نفوس المؤمنين من خلال تحولهم، ويصعد ‘لي السموات من خلال اللاهوت السري. يعني التشبه بالمسيح العبور خلال المراحل المتتالية من حياة المسيح. علي الرغم من أنذلك هو حقاً التشبه بالمسيح، إلا أنه غير قابل للتشبه به. يشير القديس ديونيوسيوس الأريوباغي إلي "التشبه غير القابل للتشبه". الذي يعني أننا لا نستطيع ابداً الوصول لجوهر الله. إننا نشترك في قواه.

هذه الأسباب الثلاثة – حقيقة أن الإنسان علي صورة الله، وأن المسيح صار إنساناً والَّه الطبيعة البشرية، وأن الكنيسة موجودة كجسد المسيح الإلهي والإنساني – تخلق إمكانية التأله أثناء فترة حياة الكنيسة. يستطيع الشخص أن يتأله، وأن يصير إنساناً بالنعمة "دون هوية الجوهر".
  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
التأله
كن إنساناً أولاً قبل طلب التأله
التأله _ أنتوني كونياريس
الجسد بين التأله والبغضة
متى يبدأ التأله ؟


الساعة الآن 03:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024