رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إبراهيم (5) تأملات في سفر التكوين الاصحاح الثاني عشر "وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ. ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيل وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ إِيلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ. ثُمَّ ارْتَحَلَ أَبْرَامُ ارْتِحَالاً مُتَوَالِيًا نَحْوَ الْجَنُوبِ.وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا." تك 7:12-10 إن وطن إبرام الأصلي هو أور الكلدانيين و كما رأينا فقد دعاه الرب أن يترك تلك الأرض لأنه سيعطيه أرض أخرى و لذلك أطاع إبرام و تبع الرب. إذا فمن وجهة نظرنا البشرية فقد تغرب إبرام في أرض كنعان. لكن الغريب أن الكتاب يقول عن تحركات إبرام إلى و في أرض كنعان الألفاظ الأتية: "فَأَتَوْا" و "ارْتَحَلَ"! كلمة "أتوا" تُحي بالرجوع و ليس الرحيل! ثم واجه الجوع إبرام في أرض كنعان فخاف و ذهب إلى أرض مصر و لكن يقول الكتاب في هذه الحالة فقط "فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ" و هو شئ غريب جداً لأن من المفروض أن يكون إبرام قد تغرب منذ أن ترك أرضه و عشيرته و لكن يبدو أن هذا مخالف لما يظنه الرب! يبدو أن في السماء محل سكن إبرام قد تم تغييره بالفعل ليكون أرض كنعان بدلاً من أور الكلدانيين و بالتالي فذهاب إبرام إلى مصر يُعتبر من وجهة نظر الله غُربة! إن ترك إب رام لأرض أبيه الأرضي و ذهابه إلى الأرض التي أعطاها له أبوه السماوي يُعتبر في السماء رجوع! إذاً فالوطن هو المكان الذي أنا مدعو من الرب للوجود فيه و قد لا يكون بالضرورة هو مكان ولادتي و مكان وجود عائلتي أو المكان الخالي من الصعاب أو الجوع! عندما فهمت هذا الجزء بهذه الطريقة فوجئت بإني لم أسأل الرب أبدأ عن المكان الذي يريده أن يكون وطني. إن الكثير من أصدقائي و أقاربي قد هاجروا و مع ذلك لم أرى أيٍ منهم يُعرف الوطن بهذه الطريقة! أظن أننا كلنا نقع في نفس الفخ الذي وقع فيه إبرام و حدد المكان الذي يجب أن يكون فيه مُعتمداً على الرخاء و الأمان.....إلخ و لكن لم يُفكر في خطة الله. إن حياتنا على الأرض هي رحلة مع الله و هو يراها بوضوح أكثر منا و بالتالي فيجب أن نُطيع الرب. في هذه الرحلة نحن ندين للرب بكل شئ مما يوجب علينا أن نعيش له لأنه حياتنا (تث20:30). إن هذا النوع من التفكير هو الذي كان في فكر بولس الرسول حينما كتب "لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يَعِيشُ لِذَاتِهِ، وَلاَ أَحَدٌ يَمُوتُ لِذَاتِهِ. لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ" رو7:14،8. و بالتالي تأتي الثة إن الرب الذي يريد وجودنا في مكانٍ ما و نعيش من أجله في هذا المكان هو المسئول أن يحمينا و ينقذنا من أي مخاطر قد نواجهها في هذا المكان. أخيراً تساءلت كم من الناس الذين أعرفهم، بما فيهم نفسي، يعيشون في غُربة عن محل إقامتهم المُسجل لهم عند الرب في السماء؟ الصلاة: (صلاتي أن توحد الصلوات الآتية قلوبنا أمام الرب) صلاة عامة: نطلب يا رب أن تحفظ مصر التي طالما كانت ملجأً عبر العصور و كانت مليئة بالخير و البركة. صلاة شخصية: أطلب يا رب أن تعطيني الثقة و الطاعة حتى أعيش لك. سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. في 7:4 |
|