منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 11 - 2013, 09:31 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

نحب الله بتذكار إحساناته إلينا وإلي غيرنا


من الأشياء التي تملأ قلبك بمحبة الله. أن تذكر باستمرار إحساناته إليك. وهذا أمر طبيعي جدًا. فأنك إن تذكرت جمايل إنسان عليك، أو إنقاذه لك، أو وقوفه إلي جوارك في ضيفاتك، لابد ستحبه. فكم بالأولى الله الذي إحساناته لا تعد؟!
نحب الله بتذكار إحساناته إلينا وإلي غيرنا
هذا الأمر عرفه واختبره داود النبي فقال:
(باركي يا نفس الرب، وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفس الرب ولا تنسي كل إحساناته).
ويدخل في تفاصيل هذه الإحسانات فيقول لنفسه: (الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك، الذي يفدي من الحفرة حياتك، الذي يكللك بالرحمة والرأفة، الذي يشبع بالخير عمرك، فيتجدد مثل النسر شبابك) (مز103: 1-5).
ويستمر في تذكر إحسانات الله فيقول:

نحب الله بتذكار إحساناته إلينا وإلي غيرنا


"لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا.. كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا. كما يتراءف الآب علي البنين، يتراءف الرب علي خائفيه..).
نحب الله بتذكار إحساناته إلينا وإلي غيرنا
لذلك اجلس إلي نفسك، وتذكر إحسانات الله إليك، منذ ولادتك وإلي الآن..
اذكر ستره عليك من خطايا لو عرفها الناس، ما كانوا يقبلون أن يسلموا عليك ولا يدخلوا بيتك، ولا يدخلوك إلي بيوتهم، ولا يتعاملون معك علي الإطلاق.. ولكن الله يغرف خطاياك كلها، التي لا يعرفها أحد غيره.. ومع ذلك يستر، بل ويغفر. ويجعل الناس يحبونك، علي الرغم من كل تلك الخطايا التي سترها، وربما يطلبون صلواتك، ويمدحونك..!!
والله نفسه يدعوك ابنًا له، ويجعلك تقول له في الصلاة (أبانا الذي في السموات)..
تذكر إلي جوار ستره، إنقاذه من مشاكل عديدة:
تذكر إنقاذه لك من أمراض أصبت بها، ومن أمراض أبعدها عنك، كان يمكن أن تصاب بها،.. إنقاذه لك من مشاكل ومن ضيقات، ومن أناس أشرار ومؤامرات دبروها ضدك.. اذكر كل هذه الأمور في مطانيات شكر أمام الله. وقل له: أنا يا رب لا أستحق كل ما قدمته من معونة وحب. ليتني احبك كما أحببتني.
نحب الله بتذكار إحساناته إلينا وإلي غيرنا
اذكر أيضًا عطايا لك ومواهبه..
إن كان لك عقل أو ذكاء أو حكمة، أو جمال وجه أو جمال صوت، أو مواهب فنية أو حتى جمال خط.. مع مواهب أخري روحية.. أو موهبة في الخدمة وما أعطاك إياه من نعمة في أعين الناس، ومحبة في قلوب الآخرين.. وقل له: كم أحبك يا رب من أجل كل تلك النعم، أو كم ينبغي أن أحبك؟!
بل أيضًا تحبه من أجل إحساناته إلى أحبائك.
سواء من اقر إبائك بالجسد، أو أصدقائك أو زملائك، بل من أجل إحسانات الله إلي الكنيسة وإلي وطننا وبلادنا.. من العجيب إننا في الكوارث، نذكر من حلت بهم المصائب فنحزن ونتضايق. وفي نفس الوقت لا نذكر أحباءنا ومعارفنا الذين أنقذهم الرب وخلصهم، بوسائل تكاد تكون ضمن المعجزات!
نحب الله بتذكار إحساناته إلينا وإلي غيرنا
إذا أردت أن تملئ قلبك بمحبة الله، لا تنسب إحساناته إلي غيره. لا تنسبها إلي الناس أو إلي نفسك.
كثيرا ما أنجح الله عملك، فكنت تنسب النجاح إلي ذكائك وقدراتك، وتنسى الله الذي ساعدك وأعانك. وتفقد سببًا يقربك إلي محبته.. وكثيراُ ينقذك، فتنسب كل الفصل إلي الإنسان، وتنسي الله الذي أرسله إليك..!
تمرض وتحتاج إلي عملية جراحية خطيرة ويجريها لم أحد الأطباء المشهورين، وتنجح العملية وتشفي. وتعزو نجاحك إلي الطبيب وعقله الجبار، وتنسى الله شافيك، وتنسى أن الله هو الذي وهب الطبيب من نبوغ وعقل جبار.. وفي نسيانك لله وعمله، تفقد الشعور بإحسانه إليك، وتفقد سببًا تحبه به..!
نحب الله بتذكار إحساناته إلينا وإلي غيرنا
يكفى أننا لا نزال أحياء حتى هذه الساعة..
ومن محبة الله لنا،أنه أبقانا حتى الآن.. ألا نشكره ونحبه لأجل هذا الأمر.. كم اجتاحت العالم أوبئة وأمراض، ونحن نجونا ولا نزال أحياء.. كم كانت البلاد مهددة بجفاف، والرب أرسل المطر ونجي. لا يزال الله يعطينا فرصة لنعمل عملًا من أجل أبديتنًا.
يجب أن نحب الله، لأنه لم يأخذك من العالم، وأنت في حالة غفلة، أو أنت متلبس بخطية!!
إذن لكنت قد هلكت في هذا العالم، وفي العالم الآتي، واتاك الموت بدون توبة، كما حدث لحنانيا وسفيرا (أع5). ولهيرودس الملك (أع12) ولآخرين ماتوا في خطاياهم، دون أن يتوبوا..! ويطيل باله، لعل طول أناته تقودك إلي التوبة (رو2: 4).
قل له: أنا أحبك يا الله، من أجل طول أناتك علي، وصبرك وإحساناتك، علي الرغم من كثرة إساءاتي إليك.. حقًا إنك تستحق كل حب. لأن كثيرين من البشر الذين هم مثلي تراب ورماد، لم يحتملوا مني ولو إساءة واحدة بسيطة. أما أنت فحنون ومحب..
نحب الله بتذكار إحساناته إلينا وإلي غيرنا
والعجيب أننا فيما ننسب إلي غير الله الخير الذي نناله، فإننا ننسب مشاكلنا إلي الله!!
كيف نصل إلي محبة الله إن كانت كل مصيبة تصيبنا ننسبها إلي الله، ونعاتب الله عليها، ونهدده بالانفصال عن بسببها. ونظل نشكو لكل واحد من (قسوة) الله علينا، ومن إهماله) لنا ونقول: لماذا يا رب تفعل كل هذا؟! أين رحمتك التي نسمع عنها؟!
وقد تكون المشكلة بسبب الناس الأشرار، ولكننا ننسبها إلي عدم الله؟! وقد تكون بسبب إهمالنا نحن أو أخطائنا ننسبها أيضًا إلي الله!! وبهذا كله نبعد عن محبته..!
أما أنت، فكل بركة تأتيك، أنسبها غلي الله، لا إلي الناس أو نفسك. وكل مشكلة تصيبك أرجعها إلي أسبابها الطبيعية الحقيقية.
لأن الله هو مصدر كل خير، ولا يأتي شر من جهة إطلاقًا.. بهذا تصل إلي محبة الله.
والعجيب أن الله هو هو.. فعلي الرغم من أننا ننسب إحساناته إلي غيره لا يزال يحسن إلينا، وكأننا لم ننكر جميله ولم ننس إحساناته..!! أليس هذا وحده سببًا يدعونا إلي محبة الله؟..
نحب الله بتذكار إحساناته إلينا وإلي غيرنا
هناك حقيقة ليس من صالحنا أن ننساها، وهي:
كل من ينسى إحسانات الله، ويقسى قلبه كناكر للجميل.
مثل فرعون الذي كان يقسي قلبه، إذ ينسي كيف أن الله استجاب له ورفع عنه ضربات وضربات.. ومثل دليلة التي تقسي قلبها علي شمشون، فخانته إذ نسيت كل محبته لها، وسلمته إلي أعدائه (قض16). ومثل سليمان الذي نسي كل إحسانات الله إليه، وكل ما وهبه الله من ملك وجلال وحكمة، وأحب نساءه أكثر من الله، ولم يكن قلبه كاملًا أمام الله (1مل11).
أما المرأة الخاطئة، التائبة، فقد أحبت الله كثيرًا،، إذ تذكرت غفر لها الكثير..
(والذي يغفر له قليل، يحب قليلًا) (لو47:7).
ويقصد الرب بهذه العبارة أن الذي يشعر أن الذي غفر له قليل، أو يظن أن الذي غفر له هو قليل.. أما أنت فلا تكن هكذا وإنما تذكر كل خطاياك، واذكر أن الله. من فرط إحساناته إليك - قد غفر الكثير فبهذا ستحب كثيرًا واذكر أن عطاياه لك كثيرة جدًا، فنحب كثيرًا..
نحب الله بتذكار إحساناته إلينا وإلي غيرنا
لا شك أن الله قد عمل لأجلك الكثير، ولكنك أنت تنسي!! لذلك نبه داود نفسه في علاقتها مع الله قائلًا:
( لا تنسى كل إحساناته) ( مز2:103).
إنك تنسى إحسانات الله، لأنك مشغول بإحسانات أخري تطلبها، غير واضع في ذاكرتك كل الإحسانات السابقة. حياتك كلها طلب لا شكر.
أن حياة الشكر ترتبط بحياة الحب. فاقرأ عنها، وعش فيها، تجد قلبك قد امتلأ بمحبة الله.. وثق ان حياتك كبها لا تكفي لشكر الله علي رعايته لك وعنايته بك طول عمرك منذ ولادتك.
نحب الله بتذكار إحساناته إلينا وإلي غيرنا
بل إن إحسانات الله سبقت ولادتك أيضًا.
كان من الممكن أنك لا تولد، ولا تأتي إلي عالم الوجود، لأي سبب تعلق بأبيك أو بأمك. وكان ممكنًا أن ترث وأنت جنين بعض الأمراض، أو بعض النقائص، ولكن الله حفظك منها جميعًا، ومنحك أن تولد إنسانًا سويا جسدًا وعقلًا ونفسًا..
أيجوز لك أن تنسى كل هذا؟! إنك لو ذكرت جميل الله عليك في تلك الفترة، لازدادت حبًا له.
أذكر حفظ الله لك أيضًا أثناء طفولتك.
كما قال المزمور (حافظ الأطفال هو الرب). إن أي إهمال للطفل في غذائه أو علاجه أو حراسته، يمكن أن يضيعه أو يصيبه.. كذلك الإهمال في تربيته من كل قلبي، لأنك حفظت طفولتي وأتيت بي إلي هذه الساعة، وأعطيتني أن أقرأ عن محبتك..
علي إني أريد أن أضع ملاحظة هامة وهي:
كثيرون يقابلون إحسانات الله إليهم بالفرح والبهجة. ويكتفون بهذا، دون أن يجعلوها سببًا لمحبة الله!
هم يفرحون بالخير الذي يأتيهم من عند الله: يفرحون باستجابة الله لصلواتهم، ويفرحون بعطاياه ونعمه ومواهبه، ويفرحون بستره ولإنقاذه. ويتهللون وقد يقف الأمر عند حدود الفرح والتهليل. وربما إلي عبارة شكر قصيرة، أو صلاة شكر وعرفان بالجميل، وكفى..
أما الروحيون فيحولون عرفانهم بجميل الله إلي حب. يذكرونه ويخلطونه بمشاعرهم، ويحولونه إلي حب.
إحسانات الله لهم، دليل علي محبته لهم. إذن يجب أن يبادلوه حبًا بحب.
ليس الأمر مجرد فرح وشكر. فهذه مشاعر خاصة بك. ولكن يجب أن تعمقها في داخلك لتكوين علاقة حب بينك وبين الله. حاول أنك لا تنسى بل تتذكرها مرتبطة بمشاعر الحب، والشعور الداخلي بأبوة الله لك ومحبته ورعايته.
وأنت كابن محب، تقابل حبه بحب..

كتاب المحبة قمة الفضائل
البابا شنوده الثالث
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صلاح الله في إحساناته الكثيرة لشعبه
المزمور الخَامِسُ والستون تسبيح الله على إحساناته
إذا أردت أن تملئ قلبك بمحبة الله، لا تنسب إحساناته إلي غيره
أن شكر الله وتسبيحه دائما على إحساناته ضرورى
نحبه بسبب إحساناته إلينا


الساعة الآن 09:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024