منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 06 - 2012, 12:39 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 42
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

" ولكن بدون إيمان لا يُمكن إرضاؤه ... " (عبرانيين 11 : 6).

والترجمة التفسيرية تقول: فمن المستحيل إرضاء الله بدون إيمان.



لا تُحاول.. ولا تُجهد نفسك.. ولا تُفتِّش على طرق أُخرى.. لأنَّهُ من المستحيل أن تُرضي الله من دون إيمان.. والسبب بسيط للغاية، وهوَ ما تُكمل هذه الآية لتُعلنه لنا:

" ... لأنَّهُ يجب أن الذي يأتي إلى الله، يؤمن بأنَّهُ موجود، وأنَّهُ يُكافئ الذين يطلبونه أو يسعون إليه ".



الموضوع.. هوَ موضوع ثقة بالله يا أحبائي.. لأننا عندما لا نؤمن بالرب وبوعوده لنا، فنحنُ نقول لهُ بطريقة مباشرة وغير مباشرة: نحنُ لا نصدِّقك و لا نثق بك !!!



لا بل أكثر من ذلك، فنحن نُهين الرب.. وهذا الكلام ليس من ٱستنتاجي الشخصي، بل من كلمة الرب.. فهوَ.. أي الرب، من قال هذا الكلام لموسى، عندما رفض الشعب تصديق الله بأنَّهُ سيُدخلهم إلى أرض كنعان:

" وقال الرب لموسى: حتى متى يُهينني هذا الشعب، وحتى متى لا يُصدِّقونني بجميع الآيات التي عملت في وسطهم " (عدد 14 : 11).



عدم الإيمان.. عدم الثقة بالرب.. عدم تصديقه.. هوَ إهانة لهُ..

فإلى متى سنبقى نُهين الرب؟



والنتيجة لعدم الثقة بالرب.. هوَ أننا لن ندخل أرض الموعد.. أرض الراحة.. أرض تحقيق الوعود.. والنبوءَات.. والرؤية، فجميع الذين عاينوا مجد الرب ومعجزاته، لم يروا الأرض.. أرض الموعد..

الجميع دون ٱستثناء.. لم يدخلوا أرض تحقيق الوعود..

ما عدا إثنان: كالب ويشوع.. لأنهما آمنا بالرب ووثقا بوعوده..



والرسول يعقوب في العهد الجديد يقول لنا:

" وإنمَّا إن كان أحد تعوزه حكمة، فليطلب من الله الذي يُعطي الجميع بسخاء ولا يُعيّر، فسيُعطى له، ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتَّة، لان المرتاب يُشبه موجًا من البحر تخبطه الريح وتدفعه، فلا يظن ذلك الإنسان أنَّهُ ينال شيئًا من عند الرب " (يعقوب 1 : 5 – 7).



ليطلب بإيمان غير مرتاب البتَّة.. أي أبدًا أو قطعًا..

ولا يظن أحد أن سينال أي شيء من الرب دون إيمان..

لن تنل أي شيء من الرب دون إيمان.. وهذا هو السبب الرئيسي لعدم نيلنا أمورًا كثيرة صلينا من أجلها، ولعدم تبدُّل ظروف حياتنا.. لذا أرجو من الجميع بعد هذا الكلام.. أن يراجعوا حساباتهم.. ويطلبوا من الروح القدس أن يكشف لهم عن عيونهم، لكي يفهموا الذي حصل ويحصل معهم في هذا السياق.



ثلاثة معارك خاضها شعب الله، سنتأمَّل فيها لنستنتج كيف ٱنتصروا فيها:

الأولى:

" فقال الرب ليشوع: مُدَّ رمحك نحو عاي لأنَّني وهبتك المدينة، فمدَّ يشوع الحربة التي بيده نحو المدينة، فقام الكمين بسرعة من مكانه وركضوا عندما مدَّ يدهُ، ودخلوا المدينة وأخذوها وأسرعوا وأحرقوا المدينة بالنار، فٱلتفتَ رجال عاي إلى وراءِهم ونظروا، وإذا دخان المدينة قد صعد إلى السماء، فلم يكن لهم مكـان للهـرب هنـا أو هنـاك... وضربوهـم حتـى لـم يبـقَ منهـم شـارد ولا منفلـت... وظلَّ يشـوع مادًّا يـده بالحربـة نحـو المدينـة حتَّـى تمَّ القضاء على جميع أهل عاي " (يشوع 8 : 18 – 26).



الثانية:

" وأتى عماليق وحارب إسرائيل في رفيديم، فقال موسى ليشوع ٱنتخب لنا رجالاً وٱخرج حارب عماليق، وغدًا أقف أنا على رأس التلّة وعصا الله في يدي، ففعل يشوع كما قال لهُ موسى ليُحارب عماليق، وأمَّا موسى وهرون وحور فصعدوا على رأس التلّة، وكان إذا رفع موسى يدهُ، أنَّ إسرائيل يغلب، وإذا خفض يدهُ، أنَّ عماليق يغلب، فلمَّا صارت يدا موسى ثقيلتين، أخذا حجرًا ووضعاه تحته فجلس عليه، ودعم هرون وحور يديه، الواحد من هنا والآخر من هناك، فكانت يداه ثابتتين إلى غروب الشمس، فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف " (خروج 17 : 8 – 13).



الثالثة:

" فأقبلَ جدعون وفرقته إلى طرف المعسكر في منتصف الليل، بعدَ تغيير نوبة الحراسة، فنفخوا بالأبواق وحطَّموا الجرار التي بأيديهم. وهكذا نفخت الفرق الثلاث بالأبواق وحطَّموا الجرار وأمسكوا المصابيح بأيديهم اليسرى والأبواق بأيديهم اليُمنى لينفخوا بها صارخين: سيف للرب ولجدعون. ووقف كل منهم في مكانه حول المعسكر، فدبَّ الذعر في الجيش وتراكضوا هاربين صارخين، وعادت الفرق الثلاث تنفخ في أبواقها، فجعلَ الرب أعداءَهم يقاتلون بعضهم بعضًا، وأغمدَ كل واحد سيفه في صاحبه وفرُّوا... " (قضاة 7 : 19 – 22).



ثلاث معارك.. وهيَ معارك حربية تَوَاجَهَ فيها مقاتلون وجهًا لوجه..

والمُتعارف عليه، أنَّهُ في الحروب تُحسم المعارك بالقوة، والغلبة تكون للجيش الأكبر والأقوى والمجهَّز بأسلحة متطوِّرة..

لكن الوضع هنا مختلف تمامًا.. ولو قرأ هذه المقاطع أي قائد عسكري أو محلل ٱستراتيجي.. لكانت ردة فعله على الفور:

هذه أساطير.. أو هذه مهزلة..

وأنا لا ألومه من الناحية المنطقية.. لأنَّهُ ما هوَ هذا المنطق العسكري:

الذي يجعل قائدًا عسكريًا يقف ويمد رمحه نحو مدينة، فيهزم أتباعه الأعداء الذي يواجهونهم؟

والذي يجعل قائدًا آخر يقف على تلة ويمد عصاه نحـوَ الغيـم، فيهـزم أتباعه الأعداء الذين يواجهونهم؟

والذي يجعل ثلاثمئة رجل يكسرون جرارًا وينفخون بالأبواق، فيُرعبون آلاف المقاتلين ويجعلونهم يقتلون بعضهم البعض؟

والذي يجعل هتاف شعب يُسقط أسوار أريحا المنيعة والعالية؟



نعم.. وفقًا للمنطق والعيان فهذا ضرب من الخيال..

لكن وفقًا لمنطق الله فهذا يُدعى إيمان..

وما أجمله عندما يكون عكس العيان.. يتحدَّى كل الظروف المعاكسة ويُغيِّرها..

فليست القوة في الرمح الممدود، ولا في العصا المرفوعة، ولا في الجرار المكسورة، ولا في الهتاف القوي.. بل القوة في الإيمان الذي يقف وراء الرمح الممدود، والعصا المرفوعة، والجرار المكسورة، والهتاف المرفوع. كلها رموز ومواقف قلب، نقول من خلالها للرب:

ليسَ فينا قوة لكن نحوك أعيننا..

لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحك يا رب..



وأمام هكذا إيمان لا يُمكن للرب أن يبقى مكتوف الأيدي.. بل سيتحرَّك وسيُحرِّك السماء كلها.. وهوَ وحده من يُرسل رعبه أمامنا، ويُسلمنا رقاب أعدائنا، ويقودنا إلى النصر الأكيد..



وهوَ من قال لعروسه التي ترمز للكنيسة:

" حوِّلي عنِّي عينيك، فإنَّهما قد غلبتاني... " (نشيد الأنشاد 6 : 5).



بالرمح الممدود.. والعصا المرفوعة.. والجرار المكسورة.. والهتاف المتصاعد من قلبنا..

نُركِّز عيوننا على الرب وعلى ما سيفعله معنا.. فنغلبه.. ونجعله يُغيِّر الظروف والأوقات والأزمنة، ويُخضعها من أجلنا.. نجعلهُ يُحقِّق لنا الوعود ويدخلنا إلى أرض البركات.



لم يقبل يعقوب أن يُطلق الرب قبل أن يباركه فنال طلبته، لكنه صارع الله وغلبه كما تقول الكلمة:

" فبقيَ يعقوب وحدهُ، وصارعهُ إنسان حتى طلوع الفجر، وعندما رأى أنَّهُ لم يتغلَّب على يعقوب، ضربهُ على حُقِّ فخذه، فٱنخلعَ مفصل فخذ يعقوب في مصارعته معه، وقال لهُ: أطلقني لأنَّهُ قد طلع الفجر، فقال: لا أُطلقك إن لم تُباركني، فقال لهُ: ما ٱسمك؟ فقال: يعقوب، فقال: لا يُدعى ٱسمك في ما بعد يعقوب، بل إسرائيل (ومعناه : يُجاهد مع الله)، لأنَّكَ جاهدت مع الله والناس وقدرت " (تكوين 32 : 24 – 28).



هذا هوَ الإيمان.. نُركِّز عيوننا على الرب، كتعبير قلب صادق أننا نثق به.. نتمسك به.. ونرفض أن نُطلقه قبل أن يباركنا ويستجيب صلواتنا ويُحقِّق لنا الوعود والأحلام والنبوءَات..



أمران مُلفتان للنظر:

" ولمَّا جاءوا إلى الجمع، تقدَّم إليه رجل جاثيًا له وقائلاً: يا سيد ٱرحم ٱبني، فإنَّهُ يُصرع ويتألَّم شديدًا، ويقع كثيرًا في النار وكثيرًا في الماء، وأحضرته إلى تلاميذك، فلم يقدروا أن يشفوه، فأجاب يسوع وقال: أيها الجيل غير المؤمن الملتوي، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى أحتملكم؟ قدموه إليَّ ههنا، فٱنتهرهُ يسوع، فخرج منهُ الشيطان، فشفي الغلام من تلك الساعة " (متى 17 : 14 – 18).



الأمر الأول:

لم يُوبِّخ الرب الرجل وٱبنه.. ولم يُوجِّه لهما تهمًا أو ملامةً على خطايا مُعيَّنة في حياتهما..

بل وبَّخَ الرب تلاميذه بسبب عدم إيمانهم.



الأمر الثاني:

لم يُخطئ الأب العنوان، بأن جاءَ بٱبنه المريض والمسكون بالأرواح الشريرة إلى تلاميذ الرب.. فالعنوان صحيح.. والأشخاص الذين قصدهم ذلكَ الرجل لحل مشكلة ٱبنه هم المعنيون والمُكلَّفون من قبل الرب بحل مشاكل كتلك المشاكل..

ولكنه أُحبط عندما لم ينل طلبته وقال للرب: وأحضرته إلى تلاميذك.. فلم يقدروا أن يشفوه.



فالمشكلة الحقيقية لم تكن في الصبي ولا في أبيه.. بل كانت في التلاميذ..

لم يكن لهم إيمان..



وهذه المشكلة ما زالت مستمرة حتَّى يومنا هذا.. نحن أولاد الله.. الذين قال الرب لهم قبل صعوده إلى السماء:

" الحقَّ الحقَّ أقول لكم: من يؤمن بـي، فالأعمـال التـي أنـا أعملهـا يعملهـا هـو أيضًا، ويعمـل أعظـم منهـا، لأنِّي ماضٍ إلـى أبـي، ومهما سألتم بٱسمي فذلك أفعلهُ، ليتمجَّد الآب بالابن " (يوحنا 14 : 12 – 13).



لم يكن الكلام موجَّهًا للرسل فقط.. بل لكل من يؤمن بالرب..

قال الرب: هذا الذي يؤمن بي.. لا يعمل الأعمال التي عملتها أنا فحسب.. بل أعظم منها !!!

من يؤمن بي.. من يثق بي.. من يُركِّز عينيه عليّ.. من يمد رمحه ويرفع عصاه ويكسر جراره ويهتف: لا يعمل فقط الأعمال التي عملتها أنا فحسب.. بل أعظم منها !!!



واليوم.. كم من الأشخاص يأتون إلينا.. بمشاكلهم.. ويذهبون صارخين للرب: حضرنا إلى أتباعك.. إلى تلاميذك.. فلم يقدروا أن يحلُّوا لنا مشاكلنا.. بؤسنا.. شقاءنا.. أمراضنا.......

والسبب واحد.. عدم إيماننا بالرب وبوعوده وبمسحته على حياتنا !!!

وإلى متى سيحتملنا الرب؟



أحبائي: الإيمان بسيط.. ولأنَّهُ بسيط إلى هذا الحد.. فنحنُ لا نؤمن..

لقد وضعنا لهُ هالة كبيرة.. وأطلقنا عليه عبارات وألفاظ.. ووضعنا معايير كبيرة ومُعقَّدة للحصول عليه.. ولهذا أصبح وكأنَّهُ بعيد المنال عنا..

ونسينا بأنَّهُ عطية من الله وليس منا.. وكل ما علينا هوَ أن نستقبله بوداعة قلب من يد الرب، ولا نضع في طريقه المعوقات الذهنية والمنطقية.. بل نثق بأن الإله الذي ضحَّى بٱبنه الوحيد، كيف لا يهبنا معه كل شيء كما تقول الكلمة.. نثق بمحبته غير المشروطة لنا.. ونثق بأنه يستجيب لنا لأنَّه يُحبنا، وهذه الاستجابات ليست وقفًا على ٱستحقاقنا وإمكانياتنا وقدراتنا الشخصية.. عندها فقط نستطيع أن نؤمن.. ونستطيع أن نُرضيه.. ونستطيع أن نمد رمحنا في وجه أعدائنا.. وأن نرفع عصانا بٱتجاه السماء.. وأن نكسر جرارنا ونثبت في وجه أعدائنا.. ونُركِّز عيوننا عليه، حتى نسمعه يقول لنا:

لقد غلبتموني.. وعندها نستطيع أن نصنع المعجزات.. ندخل إلى أرض الموعد.. نغتصب ملكوت السماوات.. نشفي المرضى.. ولا نسمح بأن يأتي أحد إلينا ويرجع خائبًا أو مُحبطًا ليقول للرب: لم يفعلوا لي شيئًا..

فلنمد رمحنا في هذا الصباح في وجه أعدائنا.. ولا نخفض أيدينا، حتى نرى الرب يهزم أعداءَنا إلى التمام ويُحقق لنا كل الوعود.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما رأيك؟؟
ما رأيك؟
ما رأيك؟!
رأيك تهديني
ما رأيك


الساعة الآن 11:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025