منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 06 - 2012, 12:30 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701



" وإذ ٱضطرابٌ عظيمٌ قد حدث في البحر، حتَّى غطت الأمواج السفينة، وكانَ هوَ نائمًا، فتقدَّمَ تلاميذه وأيقظوه قائلين: يا سيِّد نجِّنا فإننا نهلك، فقال لهم: ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان، ثُمَّ قام وٱنتهرَ الرياح والبحر، فصار هدوء عظيم " (متى 8 : 24 – 26).



ٱضطراب عظيم.. والأمواج العالية تُغطِّي السفينة.. والسفينة مُهدَّدة بالغرق.. والجميع مُهدَّدون بالهلاك..

وخلال كل ذلكَ نستنتج ممَّا قام به الرب أمرين هامِّين:

1 - الرب نائم.. رغم العواصف والأمواج.

2 - حَكَمَ الرب على تلاميذه، بأنَّ خوفهم هوَ بسبب عدم الإيمان وليسَ بسبب الريح والأمواج العالية..



ما هي رسالة الروح القدس لنا اليوم؟

هيَ.. كيفَ يُمكننا كمؤمنين أن نعيش حياتنا في سلام كامل.. وشعور بالأمان.. في وسط العواصف التي ستهب علينا خلال حياتنا هلى هذه الأرض.



ولو سألت اليوم الجميع.. هل نعيش بسلام كامل؟ وهل نشعر بالأمان بصورة دائمة؟ لا سيَّما عندما تهب علينا العواصف في شتَّى مجالات الحياة؟

فلا أعتقد أن واحدًا منَّا ستكون إجابتهُ " نعم "..



والسبب هوَ أنَّ سلامنا وأماننا، يعتمدان على الظروف التي تُحيط بنا، والتي قد تتغيَّر بصورة دائمة لأسباب عديدة، وأهمّها دور مباشر لإبليس في تغييرها.. بينما ينبغي أن يكون مصدر سلامنا وأماننا هوَ الرب وحدهُ فقط.



قد تعيش في بلد يتمتَّع بالسلام والأمن، ولذلك تجد نفسك مطمئن، لكن ما إن تتغيَّر الظروف، أو يضطرب الوضع الأمني، حتَّى تشعر بالتهديد والخوف والارتباك، تخاف عندما يخرج أولادك من المنزل، وتنتظر عودتهم بفارغ الصبر وبقلق، تتوتَّر عندما ترغب الخروج من المنزل، وما إلى ما هنالك من أمور أُخرى..



تتقاضى راتبًا محترمًا، يجعلك تؤمِّن متطلبات الحياة، فتشعر بالسلام والأمان، لكن ما إن ترتفع أمور المعيشة، أو متطلبات العائلة، حتَّى تشعر بالقلق والخوف والتساؤل عن كيفية تأمين حاجاتك، فتهتز ركائز سلامك وأمانك..



تتمتَّع أنتَ وعائلتك بصحة جيِّدة.. ممَّا يجعلك تعيش بسلام وأمان.. لكن ما إن يمرض أحدكم حتَّى تهتز أساسات السلام والأمان.. ويتسرَّب القلق والخوف..

ويُمكنني أن أسرد لكَ لائحة طويلة من الأمور المُشابهة.. لكن الكل يُدرك الأمور التي يُمكنها أن تهز أسس سلامه وأمانه عندما تتغيَّر الظروف المحيطة بأي وضع يتعلق بكَ أو بعائلتك..

والسبب أننا نعتمد على أسس سلام وأمان مُزيَّفة.. قابلة للاهتزاز في أي لحظة.. أو في أي هجوم يشنه إبليس علينا..



ويبقى الحل..

لأنَّ فقدان السلام والشعور بالأمان.. أمر لا يُمكن العيش معهُ.. بل هوَ يُحوِّل الحياة إلى جحيم لا يُطاق، ويُعطِّل أولاد الله عن العيش وفقًا لخطَّة الله لحياتهم.. ويُعطلهم عن العمل من أجل الملكوت.. ويجعل شهادتهم أمام الآخرين ضعيفة.. لأنَّ حياتنا ستُصبح شبيهة لحياة أهل العالم.. وما هوَ الجاذب الذي سيجعل الناس يرغبون أن يأتوا للرب عندها، طالما أنَّ ما يتعرضون لهُ.. نتعرَّض لهُ نحنُ أيضًا !!!



الحل ما قالهُ لنا الرب بفمه:

" سلامًا أترك لكم، سلامي أُعطيكم، ليسَ كما يُعطي العالم أُعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب " (يوحنا 14 : 27).



كم هيَ ثمينة وعميقة ومُعبِّرة هذه الكلمات..

" سلامي أُعطيكم، السلام نفسه الذي جعلني أغفو في سفينة تضربها الرياح، والأمواج تُغطِّيها، ليسَ السلام الذي يُعطيه العالم، ليسَ السلام الذي تُعطيه الأموال، ولا الأطباء، ولا رؤساء العالم ولا الظروف الأمنية الجيدة، بل سلامي أنا الذي لا تؤثِّر فيه الظروف المعاكسة ولا هجمات الشيطان، ولهذا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب مهما حدث من معوقات أو ٱضطرابات ".

سلام يصمد في وسط العواصف..



الرب يعرف أن سلام العالم لا ينفع، فهو ينهار ويتلاشى أمام أي تغيير في الظروف التي أعطته سابقًا.. وجميعنا قد يسأل:

هل يُعقل أن أشعر بالسلام والأمان وأنا أحيا في بلد تعصف بهِ المشاكل والاضطرابات وأخبار الحروب والانفجارات والمصير المهدد؟

هل يُعقل أن أشعر بالسلام والأمان وأنا مُهدَّد بطردي من وظيفتي التي تؤمِّن لي دخلي؟

هل يُعقل أن أشعر بالسلام والأمان وأنا أنتظر نتائج تحاليل وفحوصات طبية قد تخبرني بأنني مريض مرض مستعصي؟ وهل.. وهل.. وهل؟



وفقًا للمنطق البشري والعيان.. بالطبع " لا ".. وهذا ما يحصل معنا كلّنا.. ولهذا السبب جاءنا الرب برسالته اليوم..

لكن وفقًا لمنطق الرب.. بالطبع " نعم " يُمكننا وبكل تأكيد:

" لأنَّنا بالإيمان نسلك لا بالعيان " (كورنثوس الثانية 5 : 7).



و " ... لأن البار بالإيمان يحيا " (غلاطية 3 : 11).



أحبائي: الرب يُريد في هذا الصباح أن يُدمِّر كل أساسات الأمان المُزيَّفة.. كل أساسات السلام المُزيَّفة.. والتي تعتمد على ظروف محيطة بنا أو على سواعدنا أو على سواعد بشر..

ويُريد أن يستبدلها بأساس متين لا يتأثَّر بأي شيء على الإطلاق.. وهوَ يقول لنا:

" ... إن لم تؤمنوا فلا تأمنوا " (إشعياء 7 : 9).



لا تضييع للوقت بعد اليوم.. ولا تفتيش على أسس واهية للسلام والشعور بالأمان بعد اليوم..

آمن بالرب تأمن.. آمن بسلامه الذي تركهُ لكَ.. السلام الذي لا تهزّه العواصف والأمواج.

وذلكَ ليسَ لهُ منطق بشري يستند عليه، بل هوَ يفوق العقل والإدراك.. هوَ فوق مفهومك البشري ولا يُمكن لعقلك أن يفهمه.. بل قلبك يؤمن به فقط، فتنال السلام والأمان، وبولس يقول لنا:

" لا تهتمـوا بشيء، بـل فـي كـل شـيء بالصـلاة والدعـاء مـع الشكـر، لتُعلم طلباتكـم لـدى الله، وسلام الله الذي يفوق كل عقل أو فهم، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع " (فيلبي 4 : 6 – 7).



لتُعلم الأمور التي تقلقك وتهز سلامك وأمانك لدى الله، وسلام الله.. سلام الرب الذي تركهُ لنا، والذي كما يقول بولس عنهُ.. يفوق المنطق والعقل والفهم والجدال، سيحفظ قلبك وأفكارك التي قد تكون مُتخبِّطة.. سيحفظها في المسيح يسوع.. هذا هوَ الحل.. ولا يوجد آخر..



فليسَ السفر إلى بلاد آمنة.. وليست الوظيفة الجديدة.. وليسَ الأطباء والمستشفيات المتطورة.. وليس تغُّير ظروف الحياة.. هُم من سيمدونك بالسلام والشعور بالأمان.. بل الاتكال على الرب من كل القلب.. فالمؤمن المُتكِّل على الرب:

" ‎لا يخشى من خبر سوء، قلبه ثابت مُتكِّلاً على الرب، قلبه مُمكَّن فلا يخاف، ويشهد عقاب مُضايقيه " (مزمور 112 : 7 – 8).



تسمع أخبار سوء.. فلن تعود تخشى.. فقلبك سيكون متكِّل على الرب، ممَّا يجعلهُ مُمكَّن وثابت، وسترى عندها عقاب من يحاول إخافتك أو مضايقتك..

وداود يقول:

" الرب نوري وخلاصي ممَّن أخاف، الرب حصن حياتي ممَّن أرتعب، عندما ٱقترب إليّ الأشرار ليأكلوا لحمي، مُضايقيَّ وأعدائي عثروا وسقطوا، إن نزل عليَّ جيش لا يخاف قلبي، إن قامت عليَّ حرب ففي ذلك أنا مُطمئن " (مزمور 27 : 1 – 3).



عندما جعلَ الرب مصدرًا لسلامه وأمانه لم يعد يخاف.. يقترب إليه الأشرار.. المُضايقين.. الأعداء.. تأتي عليه الحروب.. تنزل عليه الجيوش.. فهوَ مطمئن.. لأنَّ الرب نوره وخلاصه..



أحبائي: لا توجد وعود في الكتاب المُقدَّس بأننا لن نتعرَّض للمشاكل والضيقات والحروب...

بل على العكس توجد آيات تُخبرنا بأننا لا بُدَّ أن نتعرَّض لكل ذلكَ.. لكن الخبر المفرح هوَ:

" ‎كثيـرة هي بلايا الصدّيق، ومن جميعها يُنجِّيه الرب، ‎يحفظ جميع عظامه، واحد منها لا ينكسر " (مزمور 34 : 19).

من جميعها يُنجِّينا الرب.. ويحفظنا إلى التمام..



ولهذا السبب قال بني قورح:

" الله لنا ملجأ وقوة، عونًا في الضيقات وُجِدَ شديدًا، لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرض، ولو ٱنقلبت الجبال إلى قلب البحار " (مزمور 46 : 1- 2).



لقد ٱختبروا في وسط الضيقات، قوَّة الله، ووجدوه عونًا لهم شديدًا.. ولذلكَ قالوا لا نخشى.. لا يهتز سلامنا وأماننا، ولو تزعزت كل الأساسات المحيطة بنا، لأنهم لم يكونوا يتكلون عليها، لم تكن مصدر سلامهم وأمانهم، فعندما تزعزت لم يتاثَّروا قطعًا..

في المقطع الذي أدرجناه في بداية هذا التأمل، كشف الرب السبب الحقيقي للخوف الذي ٱعترى تلاميذه..

لم تكن الرياح ولا الأمواج.. بل عدم الإيمان.. وأساسات الأمان المُزيَّفة التي كانوا يتكلون عليها.. إذ قال لهم: لماذا أنتم خائفين يا قليلي الإيمان..



والآن.. هل تريد أن تحيا بسلام عميم وعميق، وتشعر بالأمان كل حياتك مهما هبَّت العواصف والأمواج؟

هل تعبت من القلق والخوف؟ لأنَّ الكلمة تقول أن الخوف لهُ عذاب..

هل أرهقتك مشاكل الحياة وتقلباتها والمخاطر والتهديدات، لا سيَّما هذه الأيام في الظروف الخطرة والمتقلقلة التي نمر بها؟

السبب واحد.. إننا نستمد سلامنا وأماننا من العالم.. ولسنا نمتلك سلام الرب الذي تركهُ لنا..



أُصرخ إلى الرب من كل قلبك، وقل لهُ:

" تعال في هذا الصباح، وٱهدم كل أُسس سلام وأمان مُزيَّفة في حياتي، مصدرها الظروف والعالم.. ودع سلامك.. السلام الذي يثبت في وسط العواصف يملأ كل كياني..

أزل كل خوف وكل قلق من حياتي.. وعلمني كل يوم كيف أُلقي همي وخوفي عليك.. كيف أتمتَّع بالسلام الذي تركته لي ".



ولا تفشل أبدًا إذا لم تتمتَّع بالسلام بالسرعة التي ترغب بها، بل تمسَّك بكلمة الرب، وٱنظر إلى رئيس إيماننا ومُكمّله الرب يسوع المسيح، لكي يمدك بالإيمان ويُدربك يوميًا، ولا تزيح عينيك عنهُ إلى أن تنال طلبتك، وتتمتَّع بحياة السلام الدائم والشعور بالأمان، اللذين وعدنا بهما الرب..



وأخيرًا لنستمع معًا إلى ما يقوله الرب لكل واحد فينا:

" أنا، أنا هوَ مُعزِّيكم، فمن أنتَ حتَّى تخشى إنسانًا فانيًا أو بشرًا يبيدون كالعشب؟ ونسيتَ الرب صانعك، باسط السماوات ومُرسي قواعد الأرض، فتظل في رعب دائم مـن غضـب المُضايـق حيـنَ يُوطِّد العزم علـى التدمير؟ أينَ هوَ غضـب المُضايـق؟ عمَّا قريـب يُطلق سـراح المُنحني فـلا يمـوت في أعماق الجب ولا يفتقر إلى الخبز " (إشعياء 51 : 12 - 14).



تمسَّك بهذا الكلام النبوي من الرب لكَ في هذا الصباح.. لا رعب بعد اليوم بل سلام دائم وشعور بالأمان..

وعمَّا قريب يُطْلِق الرب سراح كل منحني فينا بسبب الضيقات والخوف والقلق، ويُخرجنا من أعماق الجب، فلا نموت.. بل نحيا الحياة الفيَّاضة التي أعدَّها لنا الرب..

لا خوف لا قلق لا ٱضطراب بعد اليوم..

بل سلام الرب نفسه الذي تركه لنا.. سلام يثبت في وسط العواصف !!!
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ونحن في المسيح في سلام مهما اشتدت العواصف
سلام المسيح هو سلام الوداعة، سلام يسعى إلى العدالة الحقّة
سلام المسيح هو سلام الرّوح القدس، سلام المحبّة
في مشهد يحبس الأنفاس عندما تضرب العواصف الرعدية بيريتون وتضئ سماء تكساس ⚡️💥
ترنيمة سلام سلام سلام - ليديا شديد


الساعة الآن 05:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024