" لأن الله لم يُعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح... لهذا السبب أحتمل هذه الأمور أيضًا، لكنني لستُ أخجل، لأنني عالم بمن آمنت، وموقن أنُه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم... (يا تيموثاوس) إحفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا... في ٱحتجاجي الأول لم يحضر أحد معي بل الجميع تركوني... ولكن الرب وقف معي وقوَّاني، لكي تتم بي الكرازة ويسمع جميع الأمم، فأُنقذتُ من فم الأسد، وسينقذني الرب من كل عمل رديء ويخلّصني لملكوته السماوي، الذي له المجد الى دهر الدهور. آمين " (2 تيموثاوس 1 : 7 – 14، 4 : 16 - 18).
يحفـظ وديعتـي.. فأحفظ وديعتهُ..
إنها أيام غير عادية.. إنها أيام صعبة دون أدنى شك.. ونحنُ بشر، جبلتنا من تراب.. والرب يعرف ذلك تمامًا.. يعرف أننا في ظروف وحروب كهذه، لا بدَّ أن نقلق.. نخاف.. ننشغل بالأحداث.. ينجح إبليس في زرع الرعب في قلوبنا...
لكـــن..
الله لم يُعطنا روح الفشل والخوف بل روح القوة.. ولهذا السبب تمكَّن بولس الرسول أن يقول:
عالم بمن آمنت، وموقن أنُه قادر أن يحفظ وديعتي... فأُنقذتُ من فم الأسد، وسينقذني الرب من كل عمل رديء ويخلّصني لملكوته السماوي..
فهل تشعر أنكَ في فم الأسد؟ وهوَ على وشك أن يقضي عليك؟
تمسَّك بهذه الكلمات، كما تمسَّكَ بها بولس، وقل لإبليس:
أنا عالم بمن آمنت وواثق بأنَّ الرب سيحفظ وديعتي، وسينقذني من فمك ومن كل عمل رديء ويخلِّصني إلى التمام..
ولكــــن..
هذه حرب دفاعية، نُدافع بها عن أنفسنا، فنطرد روح الخوف والقلق والرعب، ونتشدد ونتقوَّى، ويملأ الإيمان قلبنا بحماية الرب الأكيدة لنا ولعائلاتنا ولكل ما هوَ لنا من كل ناحية..
إنما ليسَ لنقف هنا... لأنَّ حرب الكنيسة، هي حرب هجومية بالدرجة الأولى.. وعندما قالَ الرب أنَّ أبواب الجحيم لن تقوى على كنيسته، قصدَ بذلكَ، أن الكنيسة تُهاجم وأبواب الجحيم لن تقف صامدة أمامها..
وهنا تأتي المعادلة التي ذكرناها في البداية:
يحفـظ وديعتـي.. فأحفظ وديعتهُ..
فالجندي يتم الإهتمام بهِ، وبأموره الخاصة، وبعائلته، كما يتم تدريبه تدريبًا مُميَّزًا، ويتم تجهيزه بكل العتاد والأسلحة اللازمة في أوقات السلم، لهدف واحد، وهوَ:
أن يكون جاهزًا للقيام بدوره على أحسن وجه في وقت الحرب..
وكلمة الله بأكملها شبهت المؤمنين بالجنود والمقاتلين، الذين ينبغي أن يحاربوا بشراسة وبقوة، لكن ليسَ ضد لحم أو دم، بل ضد إبليس وأجناده وكل مملكة الظلمة..
وإن كنَّا سنخور ونخاف وننكفىء عند أول هجمة للعدو علينا، فمن يا تُرى سيُحارب:
- عن الشعب الذي يُذبح ويموت ويذهب إلى النار دون أن يعرف يسوع؟
- عن لبنان بأكمله – عروس المسيح - الذي وضعهُ الرب وديعة بين أيدينا؟
- عن الرؤية والنبؤات التي أرسلها الرب لنا، والتي من خلالها سنخطف النفوس من مملكة إبليس إلى ملكوت الله؟
ولهذا السبب وبعدما أخبرَ بولس تيموثاوس أنهُ مُتيقِّن أن الله سيحفظ وديعته، طلبَ منهُ أن يحفظ هوَ الوديعة التي بين يديه !!!
أحبائي: الرب وضعَ بينَ أيدينا وديعة ثمينة وغالية كثيرًا على قلبه، وضعَ بين أيدينا شعبًا بأكملهِ، وإن ٱرتعبنا وخفنا وتراجعنا، فمن سيحفظ هذه الوديعة؟
أحبائي: إنَّ إبليس هوَ قاتل الأطفال، وهنا أتكلم بالمعنى الرمزي، لقد حاول قتل موسى، لكنَّ الرب حفظ وديعته، ونجَّاه، وجعلهُ يتربَّى في عقر دار من أراد قتلهُ، وعندما جاء الوقت، وكبر الصبي، حفظ هوَ الوديعة التي وضعها الرب بين يديه، وأنقذَ شعبًا كبيرًا من يد فرعون..
والرب يسوع وعندما كانَ طفلاً، حاولَ إبليس أن يقتله، لكنهُ كبرَ، وحفظ الوديعة التي وضعها الله بين يديه، وأنقذَ البشرية جمعاء.. وجرَّد ذاك الذي يريد أن يقتل، من كل سلطان وقوة، وأعطاكَ سلطانًا عليه، ووضعهُ تحتَ أقدامك، وأعطاكَ دمه الثمين لكي يحميك من كل شر، وأعطاكَ كل أسلحته، ودرَّبك وتلمذك، وذلكَ لكي تفتك بهذا العدو، ولكي تُنجِّي وتُحيي شعبًا بأكمله مُعرَّض اليوم للخوف، للهلع للإحباط وللقتل، ولكي تُحيي رؤية ونبؤات يُحاول إبليس أن يقتلها في مهدها..
وتيقَّن كامل اليقين أن رب الجنود معنا، الذي معنا أقوى من الذي في العالم، وأنهُ سيسحق الشيطان سريعًا تحتَ أقدامنا..
ٱسمهُ حافظ العهد.. الظلمة لا تُظلم عنده.. ٱسمه " البنتكراتور " أي ضابط الكل، فلا فهم ولا قصد ولا مشورة تنجح ضد مشيئته.. ومشيئته المرضية والصالحة والكاملة ستتم مئة بالمئة، رغمًا عن إبليس وكل مملكته..
لا قذائف.. ولا قوة.. ولا مخططات.. ولا جيوش.. ولا حروب.. ولا كل مملكة الظلمة.. ستتمكن من قتل الطفل الذي وعدنا بهِ الرب.. طفل كل واحد منكم سيحيا.. لبنان سيحيا.. الشعب كلهُ سيحيا.. وستنظر من الظلمة والقتام عيون العمي، وسيهتف مساكين الناس برب الأرباب وملك الملوك الرب يسوع المسيح..
قف يا شعب الرب في الثغر.. أُربط القوي.. أُدخل داره.. فشِّل كل مخططاته.. وٱنهب منهُ كل ما حاول ويحاول سلبه..
أيام قليلة وتنجلي الغبار.. غبار المعارك، وتشرق شمس البر، والشفاء والنصرة والغلبة والخلاص وتحقيق الوعود في أجنحتها.. لا تطرح ثقتك، بل تمسَّك بها لأنَّ لها مجازاة عظيمة..
وٱسمع معي الرب يقول لكَ:
" كل مولود وعدتكم به سيحيا.. لن يموت.. بل سيكبر.. وسينمو.. وسيحقق خطتي، ليسَ في حياتكم الشخصية فحسب، بل في حياة وطن بأكمله.. بل أوطان.. وطفلك يا كنيسة يسوع المخلص.. لبنان الرب يسوع المسيح.. الذي وعدتكم به سيحيا .. لن يموت.. تشددوا وتشجعوا.. أكملوا الطريق.. النصر سيكون نصيبكم بكل تأكيد.. ".
ونحنُ نقول للرب في هذا اليوم.. ردًّا على كلامه لنا:
الطفل سيحيا.. لن يموت..
أحلامنا ووعودنا ستحيا.. لن تموت..
لبنان الرب يسوع المسيح سيحيا.. لن يموت..
تحفظ وديعتنا.. فنحفظ وديعتك بقوة الروح القدس !!!