رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بقلم: سيغموند فرويد إن الأحلام كلها غير غريبة عن الحالم، ولا هي مفهومة لديه ولا واضحة. فلو انكببتم على النظر في أحلام الأطفال الصغار - منذ أن يبلغوا من العمر عاما ونصف العام - لوجدتموها بسيطة جدا، سهلة التفسير، فالطفل الصغير يحلم دائما بتحقيق رغبات أنشأها في نفسه اليوم السابق دون إشباعها. ولا نحتاج إلى كبير تخمين لنتوصل إلى هذا الحلّ البسيط، بل يكفي أن نعلم ما مر بالطفل في اليوم السابق. وقد يعترض بعضهم فيقول: إن أحلام الكهول لا تفهم في الغالب ولا تشبه إلا قليلا تحقيق الرغبة. فنجيب: ذلك أنها تغيرت ملامحها وتنكرت. والفرق في أن منشأها النفسي مختلف شديد الاختلاف عن الصورة التي تبدو عليها. ولهذا وجب أن نميز بين أمرين: الحلم كما يبدو لنا وكما نستحضره في الصباح غامضا إلى حد أننا نجد غالبا بعض العناء في روايته وترجمته إلى كلمات. وهذا ما سنسميه المحتوى الظاهر للحلم، هذا من جهة، ثم إن لنا مجموعة التصورات الكامنة للحلم، التي نفترض أنها تتحكم في الحلم في قرار اللاّشعور نفسه، من جهة أخرى. وعملية التشويه هذه هي نفسها التي تتحكم في نشأة الأعراض الهستيريّة. فتكون الأحلام ينتج إذن عن نفس التقابل الذي بقع بين القوى النفسية عند تكون الأعراض. "المحتوى الظاهر" للحلم هو بديل محرّف من التصوّرات الكامنة للحلم، وهذا التحريف هو من عمل "الأنا" المدافع عن نفسه. ويتولد التحريف عن عمليات مقاومة تحبر على الرغبات اللاّشعورية تحجيرا مطلقا الدخول إلى حيّز الشعور في حالة اليقظة. لكن هذه القوى - رغم أن النوم يضعفها - ما يزال لها من القدرة ما يجعلها تفرض ، على الأقل على الرغبات، قناعا يخفيها. وليس الحالم أقدر على فك معنى أحلامه من الهستيري على التعمّق في دلالة أعراضه. عن كتابه "خمسة دروس في التحليل النفسي" |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هو فرش المذبح في القداس ومحتواه؟ |
العنكبوت الكامن |
إزالة الكالو مسامير أصابع القدم |
عبء الظّاهر على حياة الإنسان |
فرش الذبح فى القداس ومحتواه |