منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 10 - 2013, 10:30 PM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

\من الحب إلى الروتين



المفروض في الحياة الروحية أن تكون حبًا لله، يتخلل كل فضيلة من الفضائل.

فأنت تصلي لأنك تحب الله، وتقول: "اشتاقت نفسي إليك يا الله كما تشتاق الأرض العطشانة إلى الماء" (مز63)، "محبوب هو اسمك يا رب فهو طول النهار تلاوتي" (مز119).

أما في حالة الفتور، فقد تتحول الصلاة إلى واجب، إلى فرض، تؤديه لكي لا يتعبك ضميرك، ويتهمك بالتقصير.

وقد تصلي بغير رغبة، وبغير عاطفة وبغير حرارة، وربما أيضًا بغير فهم. وتفقد عناصر الصلاة الروحية، فلا تكون صلاة بانسحاق وبخشوع، ولا تكون الصلاة بإيمان ولا بتأمل، ولا بحب، وإنما أنت تصلي وكفي. وقد تحولت الصلاة إلى روتين.

وما يقال عن الصلاة في حالة الفتور قد يقال أيضًا عن باقي الوسائط الروحية.

فتصبح قراءتك للكتاب روتينية أيضًا تقرأ بغير فهم، ولا تأمل، وبغير تطبيق على حياتك وبغير تداريب، وبغير لذة في كلام الله، كما قال داود النبي:

" فحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة" (مز119) وإنما تقرأ كروتين وواجب...

لعلك بدأت حياتك الروحية بالحب الإلهي، ولكنك لم تستمر. فلماذا؟

ربما أوصلك إلى هذا الفتور، اهتمامك بالكمية، وليس بالنوعية، فتحولت إلى شكلية العبادة.

تريد أن تصلي عددًا من المزامير، وعددًا من الصلوات، وتريد أن تقرأ عددًا معينًا من الإصحاحات، وتضرب عددًا محددًا من المطانيات.

وفي ذلك لا يهمك: كيف؟

لم تعد تهمك الروح، وإنما العدد. فإن وصلت إلى هذا العدد، تصبح للأسف راضيًا عن نفسك، ولا يهمك مدي رضي الله عن أسلوبك هذا.

وعلى رأي مارإسحق، حينما تعرض لموضوع كهذا، تصبح بأنك ينبغي أن تقول لنفسك، أنا ما وقفت أمام الله لكي أعد ألفاظًا...

ومعلمنا بولس الرسول فضل خمس كلمات بفهم على عشرة آلاف بلسان (1كو14: 19). (وربما، لكي تكمل واجبك هذا في صلاتك عنصر السرعة، ومع السرعة عدم الفهم وعدم التأمل.

وهكذا يكون هدفك أن تنتهي من أداء هذه الفريضة!! التي يسميها الرهبان قانونًا – ولا يكون هدفك هو المتعة بالحديث مع الله في حب.

وانحراف الهدف عن مساره الروحي يوصلك حتمًا إلى الفتور لأنه يبعدك عن روحانية الصلاة التي تسبب حرارتها.

كثيرون في بدء استلامهم للألحان، كانوا لا يحفظونها، وكذلك الابصلمودية فكانوا يصلونهم ببطء، وبالتالي، بتأمل وبروح وبالمران لما وصلوا إلى مرحلة الحفظ، ازدادت سرعتهم تباعًا، حتى أصبحوا يرتلون التسبحة في سرعة ربما لا تنضج فيها الألفاظ تمامًا.

ومع السرعة والحفظ، قل الفهم، وقلت المشاعر، وقل التأمل، وأصبحت الألحان مجرد موسيقي تخلو من روح الصلاة.

إذا حوربت بشئ من كل هذا، أو بكل هذا معًا، قل لنفسك: أنا أريد أن أصلي. أريد أن أكلم الله من قلبي، ولو بكلمات قليلة، مثلما كلمة العشار بجملة واحدة، ومثلما خاطبة اللص على الصليب بعبارة واحدة.

لذلك ربما يكون من أسباب فتورك اكتفاؤك بالصلوات المحفوظة، تتلوها ولا تصليها.. دون أن تضيف إليها صلوات خاصة تقولها من قلبك، ومن عاطفتك.

ما أعمق صلوات المزامير وباقي الصلوات المحفوظة. ليتك تصليها بفهم ومن قلبك.. إنها كنوز روحية، ولكن بالإضافة إليها، تحتاج أن تصلي صلواتك الخاصة بألفاظ من عندك تعبر عمل في قلبك، تخاطب بها الله في صراحة كاملة وفي حب، كأنك واقف أمامه تراه.

ادخل في تداريب هذه الصلوات الخاصة، كلما حوربت بالفتور، وأيضًا في فترات حرارتك الروحية، وتأمل نتيجتها في حياتك.

اخرج إذن من عبودية الكمية والسرعة والروتين والقانون، وحاول أن تصلي بروح، وبفهم، وعاطفة. وكذلك أفعل في كل وسائطك الروحية. ولكن احذر من أن تهبك إلى أسفل.

إن كنت في فتور، صل عددًا أقل ولكن بعمق أكثر، ثم حاول أن تصل إلى نفس الكمية بنفس العمق..

وإلا فأثبت عند العدد القليل، فالعمق أهم، أنه يعالج فتورك..

والفتور لا يقتصر مطلقًا على موضوع الصلاة والقراءة والتأمل، وباقي الوسائط الروحية، إنما قد يوجد فتور أيضًا في مشاعر القلب الداخلية، وفي ثمار الروح المتنوعة، وفي الحياة الروحية بوجه عام... فربما الغيرة المقدسة في الخدمة ليست كما كانت في حرارتها السابقة. وربما الاشتياق إلى التكريس قد قل وفتر. أو الحرارة في محاسبة النفس وفي حياة التوبة قد فقدت قوتها.. إلخ.

وفي موضوع الفتور، ربما نجد مظاهره وأسبابه قد تشابهت...

فالانشغال عن الله مثلًا: قد يكون مظهرًا الفتور، وقد يكون أيضًا سببًا للفتور.. وسياسة الاكتفاء وعدم النمو: قد تكون أيضًا من أسباب الفتور، كما أنها مظهر من مظاهره. وقد تحدثنا في هذا الفصل عن الانتقال من الحب إلى الروتين كمظهر من مظاهر الفتور. ويمكن أن نعتبر هذا الانتقال إلى الحياة الروتينية من أسباب الفتور أيضًا. لذلك سنتابع باقي الحديث عن الفتور تحت عنوان أسبابه ونتائجه.

ننتقل إلى سبب آخر من أسباب الفتور وهو المشغولية.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الروتين اليومي
لا تمشي ورا الروتين
الروتين فى الرهبنه
من الحب إلى الروتين
من الحب إلى الروتين


الساعة الآن 05:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024