رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف أقدس اسم الله ؟ ----------------------- هنالك ثمة نقاط رئيسية وضرورية، لا بد للمسيحى المؤمن أنْ يعرفها، بغية أنْ يضعها موضع التطبيق العملي في حياته اليومية ، حتى يستطيع من خلالها أنْ يقدس اسم الله في حياته. ومن تلك النقاط، أنْ يتعرف على الله ، ويسير معه. ويسبح،اسمه ويحمده وأيضا أنْ يقود الناس الآخرين إلى معرفته حتى يتعرفوا هم بدورهم عليه، ويتخذوه ربا ومخلصا لهم كل أيام حياتهم. (1) عندما أعرفه معرفة شخصية: ............................................... إننا مدينون بذلك كثيرا، للرب يسوع المسيح الذي جاء إلينا وأعلن لنا الآب، فهو أعلن اسم الآب للبشر، حينما تجسد وظهر على الأرض. فالمسيح وحده هو الذي عرف الآب، فهو كان في البدء مع الله، في حضنه. رآه وجها لوجه، وهو نفسه الله. إننا لم نعرف الله ولم نسر بمعرفة طرقه ( أيوب 21: 14) إلا أنّ المسيح أعطانا الامتياز، أنْ نعرف الآب. لا يمكننا أنْ نقول من زاوية معينة بأننا نحصل على معرفة الآب عن طريق إدراكنا وفهمنا وتقديرنا للأمور، بواسطة مجهوداتنا الشخصية. فالمعرفة الفريدة التي يتحدث عنها المسيح، ليست معرفة المخلوق ولكنها معرفة الإله الحقيقي الواحد. ولا شك أنّ الكلمة المقدسة تقدم وصفا لمعرفة الله التي أعطاها المسيح. والمعرفة الحقيقية تتضمن عنصرا من الاهتمام الشخصي والمشاركة ونشاط العاطفة والإرادة. إنّ الخطوة الأولى في طريق تقديس اسم الله في حياة كل مؤمن تجيئ حين نحفظ وصاياه. إذ يقول يوحنا الحبيب في رسالته : " وبهذا نعرف أننا قد عرفناها إنْ حفظنا وصايا. من قال قد عرفته ولهو لا يحفظ وصايا فهو كاذب وليس الحق فيه " يوحنا 2: 3-4. إنّ معرفة الله بالنسبة للمؤمن يجب تكون معرفة تامة غير ناقصة لا تفتقر إلى عمق. معرفة لا لبس فيها البتة، تمزق أسمال الشك والمواربة وتفضح حجب الظلام وتزيل كل أثر للظلال المتشابكة التي تزحف نحو الخلف. معرفة حقة مستمدة من نور الكتاب المقدس، التي هي كلمة الله الصادقة التي لا تعرف الاعوجاج ولا الانحراف. فيعرف من هو الله، يعرف صفاته ومعنى اسمه. يعرف جبروته وعظمته الفائقة التي أوجدتْ هذا الكون الهائل العجيب بما فيه من كائنات مختلفة ويعرف أعماله العظيمة، التي تتعدى فهم الإنسان وقدرته وقوته. يعرف كم محب وعادل وكم هو عجيب هذا الإله. كيف يمكن للمرء أنْ يقدس ويتعبد إلها مجهولا غامضا، بعيدا عنه تحوم حوله الشبهات والشكوك، يفتقر الناس إلى معرفة المزيد من الأمور عن ذلك الإله المجهول الذي تبقى أيضا صفاته وأسمائه وشخصيته مغمورة غير معروفة، وفي موضع الشك والاحتمال. كانت إحدى مهام الرب يسوع الرئيسية على الأرض، أنْ يعرفنا بالآب السماوي، إذ يقول: " وعرفتهم اسمك " يوحنا 17: 26. لأنّ معرفته الشخصية تقودنا إلى الإيمان به ومن ثم تسليمنا له القلب والحياة من دون قيد أو شرط. كذلك أنْ نفرز النفس إفرازا تاما كاملا له. أيضا أنْ نقدم الطاعة له، التي هي ثمر وعمل الإيمان. وهكذا يتقدس اسم الله في حياتنا كما يقول الكتاب المقدس " لكي يتمجد اسم ربنا يسوع المسيح فيكون فيكم وأنتم فيه " 2 تسالونيكي1: 12. اما لم يكن المؤمن قديسا وطاهرا، لن يقدر البتة أنْ يقدس هو نفسه. يقول أيوب بهذا الخصوص: " من يخرج الطاهر من النجس لا أحد " أيوب 14: 4. فكيف يقدس اسم الله في الحياة، وأنا لا أعرف عظمة اسمه بل وفي كثير من الأحيان أسيء جدا إلى هذا الاسم الحسن ؟ لن يتم ذلك البتة، لما لم يسلم المرء له قلبه وحياته ويؤمن به بل ويفرز نفسه بالكامل لله، من خلال توبة مستمرة, عشرة يومية فى صلاة وخلوة وانجيل, اتحاد بالتناول (2) عندما أسلك في طريقه: .......................................... فقط عندما أضع قدمي على طريق الرب وأغذ السير فيه بخطوات الإيمان الثابتة، حينئذ أستطيع أنْ أقدس اسم الرب في حياتي. أما إذا تنكبت عن سلوك الطريق السوي، ومالت خطواتي إلى طريق آخر لن أقدر أنْ أقدس اسم الله " لأنه كما علت السموات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم " إشعياء 55: 9. بل أكون سببا في إهانة ذلك الاسم الحسن وأنا أغذ السير في خطوات في طريق يعلوها الشر والرذيلة والخطيئة، طريق تهبط إلى الهاوية. طريق لا تتفق ووصايا الله وكلمته المقدسة. هي طريق الاغتصاب والشر والفساد والظلم، وهي من حيث المبدأ طريق لا تتفق مع طريق الرب لا من قريب ولا من بعيد . بل علي أنْ أترك كل الطريق التي تهلك وتقود بالنهاية إلى الهاوية وأسلك الطريق التي تقودني إلى الحياة والنصرة في شخصه الكريم المبارك. يقول المرنم: " علمني يا رب طريقكَ أسلك في حقكَ. وحد قلبي لخوف اسمكَ. أحمدكَ يا رب إلهي من كل قلبي وأمجد اسمكَ إلى الدهر " مزمور 86: 11-12 (3) عندما أعبده و أسبحه: .................................... العبادة هي الإكرام و تقديم الاستحقاق والاعتبار والمدح الذي يشغلنا ويستولي علينا بواسطة نعمة ومجد الله. ولن تصل العبادة ذروتها حتى يفيض القلب. كما يأتي التسبيح يأتي التسبيح عندما يكون المؤمن قد انغمس بحق في عظمة الله، وغرق في لجتها حتى هامة وجهه، لا في أمور العالم وهمومه وشهواته الزائلة. حيث يطفق، منطلقا ينطلق ويهتف بهتاف الحمد والتسبيح، قائلا : " أحمد اسمك يا رب لأنه صالح " مزمور 54: 6. ويجب أنْ نفرق بين الشكر والتسبيح، يقدم الشكر لله من أجل إحسانه ورأفته ومحبة، أما التسبيح للرب فهو من أجل سموه وعظمته وقدرته غير المتناهية، وإظهار صفاته. فالتسبيح هو تمجيد ذات الله وإعطاء مكانة حقيقية له في حياة المؤمن، حيث يكون شخص الله وحده محور التسبيح، والتعظيم والحمد " سبحوه حسب كثرة عظمته " مزمور 150: 2 لأنه مستحق ذلك " أنت مستحق أيها الرب أنْ تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنكَ أنتَ خلقتَ كل الأشياء وهي بإرادتكَ كائنة وخُلقتْ " رؤيا 4: 11. فهو " إله الآلهة " يشوع 22: 22. هو " حنان رحيم طويل الروح كثير الرحمة " مزمور 145: 8 . ه " القدوس رب الجنود " إشعياء 6: 3. عندما يسبح المؤمن الرب، فأنه يقدس اسم العلي (4) عندما يؤمن الناس به: ..................................... إنّ المؤمن الحقيقي، لا يقر له قرار ولا تغفو له عين، ويلجأ إلى صمت قاتل أشبه بصمت القبور،وهو يرى الناس يتزاحمون ويندفعون أفرادا وزورافات إلى طريق الهلاك الأبدي بمحض إرادتهم، إذ هم يسلكون طريق الظلام الذي ينحدر إلى الموت الروحي والأبدي لا بد أنْ يسعى جاهدا ويبذل كل الغالي والنفيس حتى يجذب الآخرين عن طريق حمل الأخبار السارة عن خلاص الله العجيب للبشر كل البشر حتى يؤمنوا بالله ويقبلوه مخلصا لحياتهم، حتى يظهر الله قداسة وعظمته اسمه في حياتهم، وهكذا يخلص أولئك من الخطيئة وتبعاتها. يطلب المؤمن الحق في صلاته حتى يعلن الله قداسة اسمه بين أفراد أسرته وأقاربه وأصدقائه وجيرانه. للشعوب والأمم والقبائل والألسنة في العالم كله. وهكذا يغدو اسم الله مقدسا بين أفراد العائلة وبين الشعوب والعالم كله، من مشرق الشمس إلى مغربها. يقول النبي حزقيال في هذا الصدد: " فتحننتُ على اسمي الذي القدوس نجسه بيت إسرائيل حيث جاءوا. لذلك فقل لبيت إسرائيل هكذا قال الرب ليس لأجلكم أنا صانع يا بيت إسرائيل بل لأجل اسمي الذي نجستموه في الأمم حيث جئتم. فأقدس اسمي العظيم في الأمم الذي نجستموه في وسطهم فتعلم الأمم أني أنا الرب يقول السيد الرب حيث أتقدس فيكم قدام أعينكم " حزقيال 36: 21-23. |
|