|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
28 - 09 - 2013, 02:40 PM
|
|||||||||
|
|||||||||
|
" حيثما يكون كنزك هناك يكون قلبك " ( مت 6 )
الصوم هو الشبع بالسمائيات الصوم ليس معناه فقط عدم الشبع من الأرضيات بل هو أيضاً الأمتلاء من السمائيات + القديس مار أسحق السريانى تكلم عن الصوم على أساس أنه حيثما يكون كنزك هناك يكون قلبك .... الآباء صاموا علشان قلبهم يكون فى السماء وبالتالى كنزهم يكون فى السماء . + أيضاً كانوا يعطوا صدقة علشان يكون قلبهم فى السماء ... ولما يكون الكنز فى السماء بالتأكيد يكون القلب فى السماء ..... ولما يكون الكنز فى الأرض بالتأكيد يكون القلب فى الأرض . لذلك نسمع أن الصوم كان شئ أساسى فى حياة أباؤنا القديسين .....الصوم هو بداية كل فضيلة . الصوم معناه أن يكون الأنسان عنده شبع روحى فيتخلى عن الشبع الأرضى + ومن بركات الصوم أن الانسان يكون كنزه فى السماء ... أيضاً التغذية الروحية تجعل الأنسان أفكاره ومشاعره روحية .. وأيضاً عواطفه روحية + مار إفرام السريانى قال :- صعب قوى أن الأنسان اللى قلبه فى الأرض يأخذ حاجة سماوية .... الست العدرا كانت طاعتها للسماء أكثر من الأرض وكان فرحها بالسماويات أكثر من فرحها بالأرضيات وبالتالى تغيرت عواطفها فصارت لها العواطف الروحية . + العذراء لما طلبت من المسيح أن يحل مشكلة الخمر فى عرس قانا الجليل قال لها لم تأتى ساعتى بعد ... لكنها صممت أن المسيح يحل المشكلة رغم أنها تعلم أن هذا له علاقة بالصليب ..... لو كانت العذراء عواطفها أرضية لم تكن ترضى أبداً أن يحل المسيح المشكلة وهى تعلم تماماً أن هذا سيحصد لها آلاماً كثيرة . أيضاً لما جاءت العذراء وقالوا للمسيح هوذا أمك وأخواتك يطلبانك ... قال المسيح من يصنع مشيئة أبى هو اخى وأختى وأمى ... ربنا أراد أن يرفع مشاعر الأمومة الروحية فوق مشاعر الأمومة الجسدية . + العواطف الروحية مفيدة جداً لكن العواطف الجسدية ممكن تضر ... لذلك قال الكتاب أعداء الأنسان أهل بيته يعنى ممكن أم تحب أولادها فتدفعهم للخطأ وتكون النية أنها تمنعهم من التأديب فيخرجوا أطفال فاسدين لكن ربنا يحول هذه العواطف الى عواطف روحية للذين يطلبون + الست دميانة هى أكثر واحدة عرفت تقدس عواطفها لذلك لما سمعت ما حدث لأبيها قالت له :- كنت أود أن أسمع خبر موتك ولا أسمع أنك تركت المسيح وبهذا ردته ... هذه هى العواطف الروحية التى تقود للمسيح . + الكنيسة بتاعتنا وظيفتها أنها تحول الانسان من انسان أرضى الى انسان سماوى . تقول لك نصوم علشان نتناول ، أو نصوم صوم الميلاد لكى تحولنا الى ناس سماويين فكرنا فى السماء . الأنسان السماوى أنسان فرحان ، وقوى الأنسان الرضى أنسان قلقان ومضطرب وخواف + ونشكر ربنا أن أغلبيتنا بيحب السماء أكثر من الأرض وأغلبيتنا يهمهم السماء أكثر من الأرض . + من اكثر الحاجات اللى تجعل القلب قلب سماوى هى خدمة ربنا ... الخدمة تجعل الانسان له قلب سماوى ... بطرس بعد ما خدم ربنا دخل السجن وكان مطمئن لدرجة أنه كان نائم ... لو كان بطرس قلبه فى الأرض كان زمانه محطم ... لكن بطرس كان قلبه وعواطفه فى السماء لذلك لا يخاف ولا يهتز من السجن . + العواطف الأرضية تنهار ولكن العواطف السمائية تثبت وتصمد . + والنهاردة فى عيد الشهيد مارمينا الذى عاش فترة من حياته راهب .... مارمينا ترك كل شئ من أجل ربنا ترك أمواله ، ترك الأرضيات فأنفتح قدامه باب السمائيات ..... فتقدم فى الروح لدرجة أنه قدم نفسه ذبيحة لربنا . + الصوم والصلاة تساعدنا على النمو الروحى ... لذلك كل الرهبان الذين أرتفعوا فوق الأرضيات وعاشوا وهم على الأرض فى السماء أشتهوا الأستشهاد زى الأنبا أنطونيوس .... لدرجة أنه نزل يطلب الأستشهاد ولكن ربنا قال له : أرجع فإن لك رسالة أخرى . + الصوم خطة من الله ليحولنا من الأرضيات الى السمائيات .... السيد المسيح دخل البرية وصام أربعين يوماً وأربعين ليلة وفى النهاية أنتصر السيد المسيح على الشيطان مجربه ... الصوم جعل المسيح وهو فى الجسد كأنه فى السماء . وهذا هو هدف الصوم هدف الصوم هو أننا نصبح سمائيين ونحن على الأرض لذلك لابد فى الصوم أن نهتم جداً بالروحيات ، بالقداسات ، بالصلاة وعلى قدر ما نتمتع بالسمائيات فى الصوم نقدر نترك الأرضيات ربنا يجعل فترة الصوم فترة جميلة نرتبط فيها بالسمائيات ويكون لنا قلب سمائى ويجعل خدمتنا هدفها أن يكون لنا قلب سمائى 
|
|
العرض الشجري