إننا محتاجون للمسيح للأسباب الخمسة التالية:
لأن المسيح هو القائد الديني الذي امتاز بحبه للبشر. ونجاح رسالته اليوم في العالم هي نتيجة حبِّه المتفاني وحضوره الحقيقي الدائم مع أبناء شعبه.
لأن المسيح هو موضوع الإنجيل الذي هو أعظم بشارة سمعتها آذان البشرية، لأنها بشارة اهتمام اللّه بخير الجنس البشري زمنياً وأبدياً.
لأن المسيح هو المخلِّص الذي لبس طبيعتنا البشرية اختيارياً، ليتقرب من الناس، وليتمكن من إنجاز وظيفته كمخلّص الجميع، لأنه يحب كل بني آدم الساقطين.
لأن المسيح هو الذي عيَّنه اللّه منذ الأزل، والذي أرسله في ملء الزمان، ليعلن للبشر محبة اللّه التي لا تُحد ولا تُوصف، وليتمّم عمل الفداء.
لأن المسيح هو كلمة اللّه المتجسّد، المولود الوحيد الذي لا يكون إلا على صورة المولود منه، الذي وصفه الإنجيل بأنه «محبة». في شخص يسوع المسيح أظهر اللّه لنا المحبة الإلهية المتفانية، دون تمييز مذهبي - ليس نحو محبّيه فقط - بل نحو مبغضيه وصالبيه أيضاً، وأورث البشر بعده مبدأ المحبة للجميع حتى الأعداء، وأدرج ذلك في تعاليمه، وأيَّده في سلوكه، فأعلن أن المحبة هي تكميل الشريعة.
تضع بعضُ المذاهب الدينية التنبير على قدرة الإله الذي يعبدونه، وبعضها على قداسته، وغيرهم على حكمته، وآخرون على رحمته. وأما المسيحية، فمع مجاهرتها بهذه كلها، تخصِّص فوقها وتقدِّم عليها ما أتى يسوع المسيح ليعلنه جلياً، وهو محبة اللّه الأبوية التي تعمُّ البشر والتي تسعى لتردَّهم جميعاً حتى أشرّهم عن الضلال، وتخلّصهم من الهلاك (يوحنا ٣: ١٦).
ولا يحقُّ لأحدٍ أن يُسمَّى مسيحياً ما لم يكن على مبدأ المحبة لجميع الناس حتى الأشرار والأعداء، للخدمة والتضحية في سبيل الخير الحقيقي للآخرين.